Dabas Management
1155 Camino Del Mar
Suite 411
Del Mar, CA 92014
ph: 8583536567
fax: 8587949545
alt: 8587949545
ahmadada
This a detailed study of "Quality", exploring its origins, and applications, especially in an Islamic point of view.
Quality
yasmind@scs-net.org
) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ... ( البقرة 2/117
) يَسْألونك مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ… ( المائدة 5/4
) وقل اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ... ( التوبة 9/105
) إِن هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا. ( الإسراء 17/9
) وترى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ... ( النمل 27/88
) لقد خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ( التين 95/4
) الذي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا.. ( المُلك 67/2
) وأما مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى. ( النازعات 79/40،41
[ إن الله عز وجلَّ لا يقبل من العمل إلاّ ما كان خالصاً، وابْتُغِيَ به وجْهُهُ. ] الألباني 52
[ إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. ] الألباني 1113
[ زيِّنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً.] الألباني 771
[ أُمِرَتْ الرسل قبلي ألا تأكل إلا طيباً، ولا تعمل إلا صالحاً. ] الألباني 1136
[ وستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم… ] الألباني 4406
معدّ الدراسة في سطور
- أحمد بن عبد السلام دباس، والدته شريفة أسود - حلب 1928 - سورية
- انتسب إلى الجيش العربي السوري 1949، وانتقل إلى الإدارة المدنية أواخر 1961 برتبة مقدم ركن
- يحمل شهادة الأركان والقيادة من أكاديمية في الاتحاد السوفياتي السابق 1961
- إجازة في الحقوق من جامعة دمشق 1965
- مدير عام مكتب الحبوب من 1963 إلى 1964 واعتباراً من كانون الأول أمين عام وزارة التموين حتى 1969، حيث استبدلت بوظيفة معاون وزير، وشغلها إلى 1998..
- عضو مجلس إدارة: مؤسسة الحبوب، الاستهلاكية، شركة الاستيراد والتصدير للقطاع العام، شركة المنطقة الحرة السورية الأردنية المشتركة..
- رأس لجان إنجاز مشروعات: المسلخ الفني في دمشق، وفي حلب، شبكة المخابز الآلية في سورية، معملي الخميرة في دمشق وحلب، صوامع وصويمعات ومستودعات الحبوب وأبنية المطاحن..
- عضو اللجنة المركزية لوضع الخطط الخمسية الاجتماعية والاقتصادية في سورية، من الخطة الثالثة حتى السابعة..
- رئيس لجنة تخطيط التجارة الداخلية في الخطتين الخمسيتين الثالثة والرابعة، ورئيس لجنة التخطيط للتجارة الداخلية والخارجية والسياحة في الخطتين الخمسيتين: الخامسة والسادسة..
- رئيس لجنتي التخطيط للتنمية الإدارية، السادسة والسابعة..
- بدأ الكتابة عن الإدارة والتنمية الإدارية منذ 14/7/1977 في الصحفالمحلية: تشرين، البعث، الثورة، كفاح العمال الاشتراكي.. وفي المجلات السورية: الاقتصاد، وشؤون الإدارة الحديثة، والتقدم الاجتماعية.. ومنذ عام 1984 في مجلة: الإداري، التي تصدر عن دار الصياد في لبنان..
- درّس مادة الإدارة منذ العام 1978 لعدة سنوات في معهد التخطيط، وفي المعهد العالي للتنمية الإدارية، ولسنة في المعهد المتوسط للسكرتارية..
- حاضر عن الإدارة في الندوات والدورات التدريبية: مركز تطوير الإدارة والإنتاجية، الاتحاد العام للعمال، الاتحاد العام للفلاحين، نقابة المهندسين السوريين، وجمعية العلوم الاقتصادية.. وفي دورات تدريبية لوزارة التموين والتجارة الداخلية ولمؤسسات الأسرة التموينية وشركاتها والجمعيات التعاونية الاستهلاكية..
- أصدر المؤلفات الإدارية التالية:
* كتيب: التنمية الإدارية، أولاً.. الناشر مركز تطوير الإدارة والإنتاجية، دمشق 1983
* كتاب آراء ونظرات في الإدارة. الناشر دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق 1984
* لوحة االإدارة في كلمات ورسوم 1984
* كتاب تأملات ودراسات في الإدارة والتنمية الإدارية. الناشر دار طلاس، دمشق 1988
* كتاب مقتطفات إدارية من أقوال الرئيس حافظ الأسد. الناشر دار طلاس، دمشق 1992
* كتاب خواطر وأبحاث في الإدارة والتنمية الإدارية. الناشر مؤسسة النوري، دمشق 1996
* كتاب الإدارة الرشيدة. بالاشتراك مع الآنسة عنان شيخ الأرض، الناشر دار الفكر، دمشق 2002
* كتاب قطوف إدارية من القرآن الكريم. بالاشتراك مع الآنسة عنان شيخ الأرض، الناشر دار الفكر، دمشق 2003
* كتاب سلوكيات إدارية من الأحاديث الشريفة. الاشتراك مع الآنسة عنان شيخ الأرض، الناشر دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق 2006
* * *
* القرآن الكريم
* قرآن كريم ـ تفسير وبيان، مع بيان أسباب النزول للسيوطي، مع فهارس كاملة للمواضيع والألفاظ ـ إعداد د. محمد حسن الحمصي ـ دار الرشيد، دمشق – بيروت؛ مؤسسة الإيمان، بيروت - لبنان
* سلسلة الأحاديث الصحيحة، وشيء من فقهها وفوائدها ـ محمد ناصر الدين الألباني ـ مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ـ الرياض، المجلدات: الأول، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس، السادس، السابع.
* صحيح مسلم ـ الإمام أبي الحسين مسلم الحجّاج القُشَيري النَيْسابوري، تدقيق محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، لبنان ـ المجلد الأول، الثاني، الثالث، الرابع.
* صحيح البخاري ـ محمد بن إسماعيل البخاري ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، لبنان ـ الطبعة الأولى 1422 هـ 2001 م
* موسوعة أسماء الله الحُسنى ـ د. محمد راتب النابلسي ـ 3 مجلدات ـ دار الكتبي للطباعة والنشر التوزيع ـ دمشق، حلبوني، جادة ابن سينا ـ الطبعة الثانية 1424 هـ 2004 م
* تفسير الجلالين ـ الطبعة السادسة 1411 هـ1991 م دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق
* كتاب الإدارة الرشيدة ـ الآنسة عنان شيخ الأرض بالاشتراك مع معدّ الدراسة ـ دار الفكر، دمشق 2002
* كتاب قطوف إدارية من القرآن الكريم ـ الآنسة عنان شيخ الأرض بالاشتراك مع معدّ الدراسة ـ دار الفكر، دمشق 2003
* كتاب سلوكيات إدارية من الأحاديث الشريفة ـ الآنسة عنان شيخ الأرض بالاشتراك مع معدّ الدراسة ـ دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق 2006
* القاموس المُنجد في اللغة والإعلام ـ دار الشرق ـ بيروت ـ الطبعة 22
* القاموس المحيط ـ فيروز أبادي ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت، الطبعة الأولى 1986
* المورد ـ قاموس إنكليزي ـ عربي ـ تأليف منير بعلبكي ـ دار العلم للملايين ـ بيروت ـ الطبعة الأولى ـ 1967
* المورد القريب، قاموس جيب عربي ـ إنكليزي، د. روحي البعلبكي ـ دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثامنة أيلول 1998؛ وقاموس Al Mawrid Al Qareb،، Ba albaki,s Pocket Dictionary وقاموس إنكليزي ـ عربي؛ دار العلم للملايين، بيروت 1979
* ومراجع أخرى كثيرة، أشير إليها في الحواشي السفلية..
وقد استعملت المصطلحات، الأقواس، الآتية، اصطلاحاً:
) ..... ( لإيراد نص الآيات القرآنية الكريمة بينهما، يليه اسم السورة ورقمها، ورقم الآية فيها..
[ ..... ] لإيراد نص الحديث النبويّ الشريف، ورقمه في مرجعه..
( ..... ) لإيراد تفسيرات د. محمد حسن الحمصي
× ..... × لإيراد آراء د. محمد راتب النابلسي
/ ..... / لإيراد تفسيرات الجلالين
< …. > لإيراد آراء لكتّاب آخرين
" ….. " للتعبير عن رأي أو إضافة من معدّ الدراسة..
* * *
محتويات الدراسة
* آيات كريمة وأحاديث شريفة مختارة
* تمهيد وتقديم
* حول الجودة، لغةً واصطلاحاً
* الله الخالق المبدع سبحانه وتعالى
* حول الجودة عموماً
* الإدارة والتنمية الإدارية، لغةً واصطلاحاً
* الصالحون، صفة للأنبياء والرسل، وللعباد المؤمنين
* ثواب العمل الصالح المقترن بالإيمان
* تبويب آيات قرآنية كريمة
* إحصاء الأعمال والمتابعة والرقابة
* العمل الحسن، عمل صالح
* أحاديث نبوية شريفة
1 ـ تمهيد ومقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المصطفى محمد سيد الخلق والأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
إن الله جلّ وعلا ) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ...( مبدعها ومخترعها على مثال لم يسبق [1]) ( البقرة 2/117.. والإبداع أعلى مراتب الإجادة والإتقان.. وسبحانه مجوِّدٌ متقنٌ في كل ما أوجده وخلقه وقدّره.. )وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ... ( هود 27/88 ) هو الله الخالق البارئ ( المبدع المخترع ) الْمُصَوِّرُ ( المُشكِّل للموجود في مراحله بالصورة التي قدّرها ) لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى... ( الحشر 59/24.. ) خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ( التين 95/4..
وقد نص الله سبحانه وتعالى على ) إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.. ( الطريقة التي هي أعدل الطرق وأصوبها ) / الطريقة التي أعدل وأصوب [2] /..( الإسراء 17/9..
* يهدي القرآن الكريم إلى ما هو أَقْوَمُ في كل شيء، في كل موضوع، في كل مجال وميدان من عمل أو فعل أو قول أو علاقة أو سلوك، أو أيّ تصرف وتعامل اقتصادي وخدمي وسياحي وتجاري وغيرها.. وهو يهدي بشكل مطلق، لمن يهديهم من الأقوام والأجيال والأمم والناس بلا حدود في الزمان أو المكان، وفي ما يهديهم إليه من عمل صالح نافع، وكل خير..
* أَقْوَمُ، على وزن " أَفعل " التفضيل.. وهي الصيغة التي تدلُّ، في لغتنا العربية الجميلة، على أن شيئين اجتمعا في صفة وزاد أحدهما على الآخر.. وكلا الشيئين، مستقيم، قويم، ولكن أحدهما يفضل الآخر بالصفة المشتركة..
يهدي القرآن الكريم للاستقامة في العبادات والأعمال والأفعال والأقوال والمعاملات والسلوك والأشغال والخدمات.. فالمستقيم يتقن كل ما يجريه في أي نشاط وتصرف.. حتى في المناقشة والمجادلة ) ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ... ( النحل 16/125.. وينص الحديث النبوي الشريف [قل آمنتُ بالله، ثم استقم. ] مما يدل على ارتباط الإيمان والاستقامة واقترانهما.. وهذا يعني أن الأعمال الحسنة الصالحة الجيدة مرتبطة بالعبادة ومنبثقة عنها.. × فالإنسان المستقيم والملتزم والتقي، ولو كان ساكتاً، هو أكبر داعية، والفصيح المتكلم، والمتحدث اللبق، والخطيب المُصقع، إن لم يكن ورِعاً، فهو أكبر منفِّر.. يمكنك أن تكون أكبر داعيةٍ في الأرض وأنت سكت؛ وذلك بأمانتك ، واستقامتك وإتقان عملك.. [3]×.. × روى ابن عدي في الكامل عن أنس الحديث الشريف [ من تعلم القرآن، متَّعه الله بعقله حتى يموت. [4] ]×..
*
والعمل فريضة، ) وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ…( التوبة 9/105 فقد جاءت الآية الكريمة بصيغة الأمْر، " قلْ "، كما في آية التوحيد ) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. ( الإخلاص 112/1..
وإذا كانت الآية الكريمة ) وما خَلَقْتُ الجِنَّ والأِنسَ إلاّ لِيعبدون. ( الذاريات 51/56 تقضي بأن الغاية من خلْقِ الإنسان هي عبادة الله الخالق؛ كما تقضي الآية الكريمة ) وإلى ثمودَ أخاهم صالحاً قال يا قومِ اعبدوا الله ما لكم من إله غيرُه هو أنشأكم من الأرضِ واستعمركم فيها ( جعلكم عُمّارها وسكانها تنتفعون بخيراتها، أو فَوَّضَ إليكم عمارتها)… ( هود 11/61 وعمارة الأرض لا تكون إلاّ، بالعمل النافع الصالح.. وبالتالي، فإن العمل الصالح الجيد هو عبادة لله عزّ وجلّ التي خلَق الخلْق من أجلها.. علماً بأن عمل العبد سيكون محل اختبار وامتحان كما تنص الآية الكريمة ) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا.. ( المُلك 67/2.. )يُؤْمنون بالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ. ( آل عمران 3/114.. مما يوجب التنافس على العمل، ويحضُّ على أحسنه وأصلحه وأجوده وأتقنه وأنفعه في جميع وجوهه…. وهو يشمل كل عمل وقول وخدمة وكل وتصرف وتعامل.. كل عمل طيب نافع، ويشمل علاقات العبد بربه، وتصرفاته الشخصية، وعلاقات الناس بعضهم ببعض أفراداً وجماعات، بأسرته، والمجتمع، والأمة والعلاقات بين البشر جميعاً..
*
× العمل أساسه إرادة، الإرادة تتحرك بالباعث، والباعث هو الله سبحانه وتعالى يبعثنا إلى أعمال اخترناها صالحة، أو إلى أعمال اخترناها سيئة [5] ×، فأنت في دار عمل، ثم هناك دار جزاء، هنا عمل ولا جزاء، وفي الآخرة جزاء ولا عمل، أنت في دار تكليف، والآخرة دار تشريف.. [6] ×..
وبالعمل الصالح الجيد المُتقَنِ يضمن العبد المؤمن لقاء ربه ورضاه ) ... فمن كان يرجو لقاءَ ربِّهِ فليعمل عملاً صالحاً ولا يُشْرِكْ بعبادةِ ربِّهِ أَحَداَّ. ( الكهف 18/110.. فهل هناك أفيدُ للعباد من هذا الأمر الإلهي، بالحض على العمل الصالح بهدف لقاء ربَّ العالمين؟..
وأمر الله عباده بالعمل الصالح ) … وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ.( سبأ 34/11، كما قرنه بالإيمان، في آيات كريمة كثيرة تزيد عن الـ 70.. ذلك لأن العمل الصالح المتقن المُجوَّد الحسن، لا بد له من قاعدة متينة وثابتة يستند عليها، وهي الإيمان بالله وحده.. وسنرى ثوابهما ومآلهما تحت عنوان خاص في هذه الدراسة..
وفصّل لهم مقاصد العمل وفوائده.. وحضّهم عليه.. ورغّبهم فيه.. وأنذرهم.. ودلهم على الطريق السوي المستقيم، على الطريق إلى المال الحلال والرزق الطيب.. ونهاهم وحذّرهم من حب المال والطمع عن طريق سيء أو مشبوه، وعن ما يُزينه لهم الشيطان.. وعن النظر إلى النتائج السريعة وإلى أمور الدنيا الزائلة، وبيّن المآل والعقاب الذي ينتظرهم، بعد أن أوضح الثواب والمكافأة لمن يرافق العملٌ الصالح إيمانَه.. مما يفرض على الإنسان المؤمن أن ينظر إلى آخرته وما وعده به ربه وتعهده له.. وأن يعمل ما يرضي الله عنه ويكون له خيراً دائماً في هذه الدنيا وفي الآخرة، أي أن تكون نظرته استراتيجية بعيدة المدى،كما يقال بالمصطلح المعاصر..
ويكون العمل الصالح المقترن بالإيمان، باتباع أوامر الله والابتعاد عن نواهيه.. وكذلك بتنفيذ توجيهات المصطفى r في سيرته وأحاديثه وفي كل ما قام به من أعمال وأقوال..
*
وقد أعلم جلّ وعلا العبادَ بأنه يراقبهم ) … إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.( النساء 4/1، ) يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ .( المجادلة 58/6، ) لِيعلمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا. ( الجن 72/ 28، ويرصد أعمالهم وأفعالهم وتصرفاتهم ويُحصيها عليهم، وسيجزيهم على أساسها، من عمل صالح أو سيء.. إن خيراً فخيرُ ومكافأة، وإن إساءة وشراً فالعذاب والعقوبة.. [7]
× الدين عظيم فهو رقيب على النفس… لا يتبدّى الدين حقيقياً، وجلياً إلاّ في عملك، الدين الحقيقي لا يتبدّى في صلاتك ولا صيامك، ولا في حجّك، ولا في عمرتك، إنه يتبدّى في العمل.. [8] ×..
وعلى المؤمن أن لا ينسى إغواء الشيطان له ومكايده وزينته، ) وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ. فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ. ( البقرة 2/35، 36.. ) قال ربِّ بما أغويتني لأُزينن لهم في الأرض ولأُغْوِيَنَّهم أجمعين. ( الحِجر 15/39 .. ) قال فَبِعِزَّ لأغوينهم أجمعين. إلاّ عبادك منهم المُخْلَصين.( ص 38/82، 82 .. وعليه أن لا يُغفل الطمع الذي قد يختلج بين جوانحه، مما يوجب عليه نهيِ النفسَ عن الهوى، وجهاد النفس الأمّارة بالسوء.. ) وأما مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى.( النازعات 79/40، 41.. فالطمع من أولى الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها الإنسان، بإغواء الشيطان وإغرائه بالخلود.. فأخرج أبينا آدم وأمنا حواء من الجنة..
*
× إن السعادة الكبرى الحقيقية في فهم تعريفات هذه الأسماء [9]، ولكن في أن تعيشها، ولا يمكن لك ذلك إلاّ إذا اجتهدت وجاهدت نفسك وهواها، وفي ممارسة العمل الصالح...×..
وإن × معرفة الله تعالى فهي أصل الدين، ولمزيد من الالتزام بأمره ونهيه، فهو أصل العمل الصالح، وهما أصل سعادة الدارين. [10]×..
*
يمكن استنباط أنواع الأعمال الصالحة من الآيات القرآنية الكريمة، ومن الأحاديث النبوية الشريفة، فقد بيَّنت لنا تنوّع المجالات والميادين التي يمكن تجري فيها الأعمال الصالحة المتقنة، المستقيمة، المُجوَّدة، النافعة، الحَسنة، الخيّرة.. [11].. وضربت لنا الأمثلة المتعددة على ذلك.. التي تأمرنا وتدفعنا وتحرضنا وترغبنا في الأعمال والأفعال والأقوال الصالحة النافعة وتشجعنا عليها وترينا حُسن ثوابها ومآلها.. وتنهانا عن الأعمال الطالحة السيئة وتحذرنا من مغبّة عقابها ومآلها الوخيم..
كما نسمع أرق الترانيم والتراتيل وأعذب الألحان وأجمل الأصوات وأجودها في الكنائس والمعابد المسيحية.. ولدينا علم " التجويد " الدقيق الواسع في قراءة القرآن الكريم ) ... ورتِّلِ القرآنَ ترتيلا. ( ( إقرأه بتمهل وتبيين حروف ) المُزمِّل 73/4 ، وقد ورد في الحديث الشريف [ زينوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً. [12]].. [ حُسن الصوت زينةٌ للقرآن. [13] ].. [ ولقد أوتيَ هذا مزماراً من مزامير داوود. حديث صحيح، قاله رسول الله r بعد أن سمع صوت أبي موسى الأشعري يقرأ في الليل..
وطبعاً إن المقصود: العمل الصالح بكل أهدافه الدينية والتعبدية أو الدنيوية، وبكل أنواعه وأشكاله ومظاهره ومجالاته.. وهل يكون العمل الصالح إلاّ جيداً طيباً، كي يقبله الله عز وجلّ؟.. وقد وجهنا المصطفى r [ إن الله عزّ وجلّ لا يقبل من العمل إلاّ ما كان خالصاً، وابتُغِيَ به وجهُه. [14] ].. ثم يتدرج نحو الأعلى: الجيد، فالأجود، فالأكثر جودة، فالأتم جودة.. أو الحسن، فالأحسن، فالأكثر حسناً، فالأتمّ حُسنا.. المتقن، فالأكثر إتقاناً، فالأتم إتقانا..
والعمل الصالح، هو الذي يمارسه العبد بجدية.. في الأفعال التي تجري ابتغاء وجه الله، وفي الأفعال النافعة بالعلاقات مع الآخرين، وكل ما يتصل برفع مستوى الفرد نفسه وأسرته ومجتمعه وأمته، وخيرِ الناس كافة.. وبالتالي، يتوجب على المؤمنين الإقبالُ على جميع الأعمال والأفعال والأقوال النافعة، في أي نشاط لهم..
والتوازن مطلوب بين العمل الديني والدنيوي، ) وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا..( القصص 28/77.. فالدين الإسلامي دين عبادات ومعاملات، في آن معاً..
[ فأنا أصوم وأفطر وأنام و..... ] حديث شريف، قاله المصطفى r عندما سمع أن ثلاثة من الصحابة اجتمعوا فقال أحدهم: أصوم ولا أفطر، وقال الثاني: أصلي بالليل والنهار ولا أنام، وقال الثالث: لا أتزوج النساء..
وبالعمل الصالح الجدّي النافع يتحقق أحد شرطي كسب احترام الناس، في الحياة عامة، وفي الإدارة على حد سواء.. وأما الشرط الآخر، الذي يتكامل معه فهو الاستقامة المطلقة في السلوك.. والاستقامة تقتضي بدورها أن يقوم المستقيم بأعمال وأفعال وخدمات نافعة صالحة متقنة مجوّدة يكون ربحه أو كسبه منها حلالاً طيبا..
والعمل الصالح من شأنه أن يرفع الكلام الطيب الذي يصعد إلى الله العليّ القدير، ) مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ.. ( فاطر 35/10..
كما أن العمل الصالح أو التصرف الحسن من شأنه أن يقلب العداوة إلى عكسها، إلى صداقة ومحبة.. ) وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. ( فُصّلت 41/33
ولنقرأ ونتدبّر الآيات الكريمة ) عبس وتولى. أن جاءه الأعمى. وما يدريك لعلّه يزكَّى. أو يذكَّر فتنفعه الذكرى. أما من استغنى. لإنت له تصدّى. … ( عبس 80/1 – 6… التي فيها عتاب من الله سبحانه إلى نبيه وحبيبه المصطفى ) وإنك لعلى خُلقٍ عظيم ( القلم 68/4، ولكنه تنبيه لكل المسلمين كي يُحسنوا التعامل فيما بينهم على أساس التقوى ) .. إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. ( الحُجرات 49/13، أي على أساس تحرر المؤمن من كل القيم المتعارف عليها في الأرض، بصرف النظر عن السلطان والمال و النسب وغيرها من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.. لذا كان سيدنا محمد r يقول لابن أم مكتوم كلما لقيه [ أهلاً بمن عاتبني فيه ربي. ]، واستخلفه على المدينة مرتين..
فهل هناك، بعد هذا الوضوح والصراحة في قول الله في كتابه العظيم معاتباً حبيبه وصفيه، موضوع لا يحيط به العمل الصالح المتقن، وأنه يشمل كل فعل يجريه عباد الله؟..
*
من صفات المؤمن أنه يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ونهيه عن المنكر يكون بالمعروف.. ) وَلْتَكنْ منكم أُمَّةٌ يَدعون إلى الخيرِ ويَأْمرون بالْمعروفِ ويَنهون عن المنكرِ وأُلئك هم المُفلحون. ( آل عمران 3/104 و)يؤمنون بالله واليومِ الآخرِ ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأُولئك من الصالحين. ( آل عمران 3/114 .. والمعروف يؤخذ على إطلاقه بأوسع معانيه.. بالعمل وبالفعل.. بالقول.. بالسلوك.. بالعلاقات مع الناس.. وبالخدمة العامة للأمة والمجتمع والجماعات، والشخصية للأفراد.. والنية الخالصة لوجه الله جلّ وعلا.. )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ… ( الأحزاب 33/71، 72 فالقول السديد، عمل صالح ثوابه مغفرة الله ورضوانه.. ) الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْن أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون.َ( الحُجُرات 49/10 .. فالحرص على الجماعة وإصلاح ذات البيْن بين الأخوة، بين المؤمنين، بين الناس.. عمل صالح، يأمرنا به الله عزّ وجلّ..
على أنه لا يكفي العمل الصالح واقترانه بالإيمان، ولا بد من مرافقته برحمة الله وفضله.. ) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ. ( الجاثية 45/30 " وإن رحمة الله لا بد منها لدخول الجنة.. ".. كما ورد في الحديث النبوي الشريف [ لن يدخل أحد منكم الجنةَ عملُه، قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلاّ أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل.].. أخرجه مسلم..
*
× فالآن يجب علينا جميعاً أن نعمل ونشتغل بطاعة الله وبذكره بالعمل الصالح، بطلب العلم بتعليمه، بالأمر بالمعروف وبالنهي عن المنكر… [15] ×، × والحديث النبوي الشريف [ عش ما شئت فإنك ميّت، أحبب فإنك مُفارق، إعمل ما شئت فإنك مجزى به. ] [16] ×كي ندفع عن أنفسنا الذي أورده المهندس بدوي محمود الشيخ في مقدمة كتابه < هل هذا معقول أن يمتدّ توظيف فكر الجودة في كل شيء، على مستوى الصناعة والخدمات، إلى الدرجة أن يحلَّ اليابانيون مشكلات طهي الرز، ثم العاملون للإسلام في غفلة عن ذلك.. [17]>.. برغم أن شريعتنا الإسلامية غنية بالأوامر والتوجيهات نحو الإجادة والإحسان منذ 14 قرناً..
وأولاً وأخيراً، هل هناك أسمى، من أن يسلم الحبيب المصطفى r على العبد الصالح، في { التحيات لله، والصلوات الطيبات والسلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. }، التي يرددها مئات ملايين المسلمين المؤمنين وملياراتهم، مرةً أو مرتين في كل صلاة، فريضة أو سنة أو نفلاً، في كل زمان ومكان، منذ فجر الإسلام وفي جميع أنحاء الكرة الأرضية، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟.
هل هناك تكريم أعز وأرفع وأوسع من ذلك، لأي إنسان؟. فهل يصحُّ أن لا نسعى لنكون صالحين محسنين بإجادة أعمالنا وأفعالنا وخدماتنا وأقوالنا وسلوكنا وكل ما نقوم به، وجعلها خالصة لوجه الله؟.
وهل يجوز أن نغفل ذلك ولا نفوز بهذا التشريف السامي؟، وكيف يفكر من لا يفعل ذلك!؟.
*
هذا وإن موضوع " الجودة "، قديم مستمر، وإن بدا جديداً " موضة العصر " في ظاهره، وأُثير لدينا، منذ أكثر من 10 سنوات من قل الجهات الخارجية، التي تسعى لفرض شروطها علينا..
* فهو موضوع ينطلق من فطرة الناس الخيّرة وطبيعتهم، حيث يرغبون في التفوق والنجاح منذ نعومة أظفارهم، وفي كل أنشطتهم..
* وهو مرتبط بمصالحهم الذاتية، التي تقتضي أن يجيد ويُجوّد ويُتقن ما يقوم به من أعمال وأفعال وأقوال وخدمات وتصرفات، والإنسان العاقل هو الذي يبذل أقصى جهده لتحقيق مصلحته الشخصية..
* ولعلاقته بالإدارة، التي تقود النشاط في أي تجمّع بشري..
* وفوق كل ذلك ومعه وقبله، فهو يستمد أصوله من أحكام القرآن الكريم، دستور ديننا الإسلامي، والأحاديث النبوية الشريفة.. فنحن ملزمون بالإجادة والإتقان منذ 14 قرنا.. وسأستشهد بالعديد منهما في هذه الدراسة [18]، نزولاً عند حكم الآية الكريمة ) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً. . ( النساء 4/59، و ) ... ما فرّطنا في الكتاب من شيء.. ( الأنعام 6/38..
*
ومن الملاحظ أيضاً في الأدب الاقتصادي والإداري، أن موضوع الجودة " الجديد! " أصبح من أحاديث الساعة، ونال قسطاً كبيراً من اهتمام جهات مختلفة: اقتصادية، وفنية، وإعلامية، لدينا في سورية، وفي الوطن العربي، وفي العالم، بسبب:
أ ـ من تشابك العلاقات والمصالح الدولية المتبادلة المتنوعة في الكرة الأرضية..
ب ـ ومن الاشتراطات والأحكام التي تطالعنا بها أو تطلبها منا أو تفرضها علينا المنظمات العالمية والدول والمؤسسات الأجنبية انطلاقاً من مصالحها..
ولكن البطء والنسيان " والفوقية " والإغفال والإهمال أخذت تلفّ الموضوع!..
* فقد لاحظتُ أن كثيراً من الشرائح ذات العلاقة لم تحضر الندوة الوطنية التاسعة للجودة، في مكتبة الأسد الوطنية بين 19- 20/9/2004،كالقياديين في الحكومة والوزارات والمحافظات والقطاع العام والهيئات والمراكز التعليمية!، والصناعيين والتجار ومقدمي الخدمات من المصارف والمكاتب السياحية وأصحاب الفنادق والمطاعم وشركات النقل والسفر من القطاع الخاص، وغيرهم!.
كما قرأت في جريدة " الثورة " 25/7/2007 تحقيقاً حمل عنوان: خَفَتَ بريقُ شهادة الـ " الآيزو " بعد تراجعها كـ " موضة ".. قال فيه رئيس الجمعية العلمية السورية للجودة: عدم تطبيق الجودة وراء فشل 30 بالمئة من المنشآت.. وقال مدير عام هيئة المواصفات والمقاييس: هناك 19 مكتباً مرخصاً للتدريب والتأهيل، و10 جهات أجنبية! لمنح الشهادة، وأصبحت التكلفة 150 ألف ل س بعد أن كانت 1 مليون ل س!.. وتفيد معلومات الهيئة أن عدد شركاتنا الحاصلة على شهادة الجودة izo 9001/2000 بلغ حتى 1/3 من الجاري 271.. كما بلغ عدد الشركات الحاصلة على شهادة نظام إدارة الجودة البيئية 14001/2004 حتى نهاية 2006 حوالي 53 شركة.. وعدد الشركات الحاصلة على شهادة نظام الجودة في مجال الصحة والسلامة المهنية18001/1999 نحو 30 شركة.. [19] ..
* وقرأت، بتاريخ 16/10/2007 على موقع Syriasteps سيرياستيبس على الإنترنت، تحقيقاً بعنوان: ما نزال خارج " الايزو "… جاء فيه: ولكن تصوروا حتى الآن لا يوجد لدينا أي مخبر في القطاع الحكومي أو القطاع الخاص، حاصل على شهادة الايزو العالمية رقم ( 17025 ) الخاصة بالمخابر وإنما توجد بعض المخابر التي حصلت على الإيزو في الإدارة، كما يذكر مدير المخبر المركزي في وزارة الاقتصاد، ويقول: يوجد مشروع مع الحكومة الألمانية، ما زال في مراحله الأولى، للحصول على الشهادة، إلا أن الطريق طويل ومضن ويحتاج لصبر طويل!.
* وأورد موقع سيرياستيبس على الإنترنيت خبراً عن عقد ندوة " فوقية " في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، بتاريخ 11 ـ 12 تشرين الثاني 2007، وهي الندوة الوطنية الثانية عشرة للجودة التي تقيمها اللجنة الوطنية العليا للجودة بالتعاون مع الجمعية العلمية السورية للجودة تحت شعار: الجودة خيارنا الاستراتيجي لتعزيز التنافسية.. بمشاركة معهد الفيزياء والتكنولوجيا الألماني PTB وهيئة الاهتماد الأوروبية.EA .. ويرأس جلساتها وزير الصناعة ووزير المواصلات ووزير الصحة ومعاون وزير الاقتصاد والتجارة..
وصرح النائب الاقتصادي لرئيس الوزراء في الندوة: إن الحكومة ملتزمة بإنجاز المنظومة الوطنية للجودة خلال شهر موضحاً وجود تداخل في الأدوار ولا تعمل كمنظومة… وأكّد أن لا يجوز الحديث عن منظومة الجودة كأقوال فقط وإنما يجب أن تفعل. وأشار إلى أن هناك عملاً دؤوباً مع الاتحاد الأوروبي لدعم الجودة الوطنية [20]..
وأوضح رئيس الجمعية العلمية السورية للجودة أنه في الوقت الحالي لا يمكن أن ننتج أو نصدر إلاّ بمواصفات يرضى عنها المستورد والمواطن.. وأن رئيس الوزراء شكل فريق عمل لوضع مشروع مرسوم تأسيس المجلس الوطني للجودة.. وأن المأمول أن يساهم البرنامج الأوروبي للجودة بتطويرها!. وأكد نائب وزير الصناعة أن لدى سورية صناعات منافسة وأنه يجب التركيز على صناعات معينة يرغب العام أن يأخذها من سورية..
وألقى الدكتور لورانس ثيون رئيس المنظمة الأوروبية للاعتماد محاضرة على نمذج الاعتماد الأوروبي ودوره في خدمة الاقتصاد.. كما ألقى خبير معهد الفيزياء والتكنولوجيا الألماني مارتن كيسري محاضرة عن البنية التحتية للجودة في سلسلة القيمة المضافة للمنتج.. [21]
وأشكر الله على عقد مثل هذه الندوة، فهي تذكرنا بموضوع الجودة الهام والخطير، وتنفض غبار النسيان عنه.. ولكنها قاصرة غير كافية، لأن الحديث فيها يأتي " فوقياً " نعتمد فيه على شاغلي مناصب محلية عليا وجهات أجنبية، وعلى فنيين تقنيين، ويستهدف التجارة أو المنافسة الخارجية..
وهو حديث لا يفهمه الكثيرون ممن يعنيهم الموضوع من الصناعيين والتجاريين ومقدمي الخدمات المتعلمين منهم وشبه المتعلمين والبسطاء.. علماً بأن موضوع الجودة فيه أولاً مصلحة ذاتية وشخصية لكل ذي علاقة، فمن يجوّد ويتقن ما يقوم به تروج بضاعته وخدماته محلياً، ومن ثم خارجياً.. وأرى أن يفهم الجميع أولاً، مصلحتهم هذه قبل أن نقول لهم: أنها مفروضة عليهم خارجياً.. ونحن في الأصل ملزمون بالتجويد والإتقان والصلاح بموجب الأوامر الإلهية والشرعية.. كما أن تحسين مستوى الإدارة وترشيدها في الحكومة والقطاع الخاص وكل قطاع، يزيد في قدرتنا على تحقيق مصالحنا محلياً وخارجياً، ويضمن رضاء الله علينا..
* وأقرأ في صحيفة تشرين، بتاريخ 3/1/2008 أن وزير الصناعة وقع الأسبوع الماضي على الاتفاقية المالية الخاصة ببرنامج تعزيز البنية التحتية والقدرات وإدارة الجودة في سورية. وذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي بمبلغ 12 مليون يورو، وذلك بهدف مساعدة سورية على تطوير سياسة واستراتيجية للجودة وإصلاح المؤسسات ذات العلاقة بالجودة من أجل تسهيل وصول المنتجات السورية للأسواق الدولية... وهذا دليل جديد يؤكد "الفوقية " وعلى الاعتماد على جهات خارجية في الموضوع!.
* وأوردت وفاء فرج في صحيفة الثورة بتاريخ 31/1/2008 عن ندوة أهمية تطبيق أنظمة الجودة للصناعات والصادرات النسيجية السورية التي أقامها مركز التجارة الخارجية وغرفة صناعة دمشق.. ما يأني.. قال نائب وزير الصناعة: إن الجودة من المواضيع الهامة التي توليها الحكومة اهتماماً خاصا... وقد وضعت السياسة الوطنية للجودة ووافقت على تنفيذ برنامج الاتحاد الأوروبي .. موضحاً أن هذه التدابير تقع في إطار دور الحكومة في مواءمة منظومة الجودة السورية بمثيلاتها العالمية... وأوضح مدير مركز التجارة الخارجية أن وزارة الاقتصاد تعي أهمية قطاع الصناعات النسيجية... وأكد أن الندوة تأتي في سياق عمل هيئة تنمية وترويج الصادرات التي سوف تسعى إلى تكريس ثقافة الجودة... ورفع القدرة التصديرية للشركات السورية .. وبيّن ممثل غرفة صناعة دمشق أن الصادرات تتعلق بأنظمة الجودة من حيث وصول هذه الصادرات إلى أوروبا حيث يعاني الصناعيون من صعوبة ذلك.. كما أوضح مدير عام المؤسسة النسيجية أن شركات النسيج تطبق نظام الجودة وخاصة فيما يخص الغزل حيث تطبق فيه نظام الجودة ومعترف به عالميا وبجودته حيث نطبق استر 2007 وهو آخر نظام في مواصفات الغزل وان ذلك مترافق مع جودة القطن السوري المعروف عالميا... كما أوضح أن معظم الآلات قديمة وإن الجودة لا تتعلق فقط بالمادة الأولية وإنما في الآلة والعمل إضافة إلى ذلك فإن ثقافة العمل لا تزال لدينا غير مرضية باعتبار أن العامل يعتبر نفسه أنه موظف وراتبه يأخذه في آخر الشهر إن عمل أو لم يعمل وإن طبق نظام الجودة أو لم يطبقه موضحاً أن هذه الثقافة يجب أن تتغير..
لن أعقّب على ما ورد، ولكنه يؤكد " الفوقية " التي لاحظتها والاعتماد على جهات أجنبية!. على أني أشير إلى أن مدير عام النسيجية قد تطرق إلى نقطة هامة، تتعلق " بالعامل الموظف " وتفكيره، وهذه نقطة إدارية بحاجة إلى مواجهة وحل..
* ولست أدري لماذا يُخيّم " النسيان " على الموضوعات الهامة، فيجعلنا نغفلها!؟. كنسيان الاستعداد المستمر لمواجهة الكوارث والحالات الطارئة، مما يجعلها تصدمنا وتربكنا وتزيد في خساراتنا المتنوعة..
وهذا هو شأن " الجودة " التي تباطأت خطواتها! وأودّ التذكير بها، لعلّي أكسر الانبهار والارتباك اللذين رافقاها، حين عقدت في تشرين الثاني 1995 ندوة شهر الجودة الأول في القطر، التي أقامها مركز الدراسات والبحوث العلمية والمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، JIKA تحت شعار: " لقد كانت الجودة سمة زجاجنا ونسيجنا وفولاذنا الدمشقي، فلماذا لا تكون سمة منتجاتنا في الوقت الحاضر؟."، وحين حظيت الجودة باهتمام جهات كثيرة وعقدت لها الندوات والمؤتمرات والمحاضرات، ونظمت الاحتفالات بمناسبة حصول بعض الشركات على شهادة " الأيزو ".. ولكن وبصراحة، كان الحديث في تلك الندوة وغيرها من المناسبات، وفي الندوة الأخيرة " فوقياً " أشبه بطلاسم يسمعها الإنسان العادي ولا يستوعبها، ويعتقد أنها مفروضة عليه!.
* لذا، سأسعى في دراستي للكلام ببساطة نفهمها جميعاً، على اختلاف مستوانا الإداري والتعليمي والتقني والعقائدي.. ولإيضاح أساسها وفوائدها، فلا يرهبها أحد، ولا يتردد في تطبيقها، لأنها ليست " مفروضة " عليه.. وأرجو من الدعاة للجودة، مخاطبة الناس بذات الأسلوب.. وأن تكون التوعية مستمرة والإعلام بلغة " عربية " مبسطة واضحة.. وأُذكر هنا بالمثل الشعبي: إذا عْملتْ عملْ، اتقنو، ولو كان سخرة..
* كما يجب علينا احترام الزمن قبل أن يفوتنا القطار!. إذ لا يجوز أن ننسى " الجودة " ونتباطأ في تحقيقها محلياً ثم خارجياً، فإن جسامة الموضوع وضرورة استمراريته، تتطلب توحيد المسؤولية عنه بجهة رسمية مختصة، يتفرغ فيها إداريون ومختصون وفنيون، يتابعون مستجداته، المحلية والعربية والإسلامية والإقليمية والعالمية..
*
بعد ما تقدم، ألخص دوافعي لإعداد هذه الدراسة:
1 ) نحن مأمورون بالإجادة بموجب أحكام القرآن الكريم، وبأحاديث المصطفى r .. منذ 14 قرناً.. قبل أن تفرض علينا حديثاً، بموجب اشتراطات وضعية تطلبتها مصالح الجهات الخارجية!.
2 ) والعمل الصالح المتقن مقترن بالإيمان.. فمن يجوِّد ويُحسن أي عمل أو فعل أو خدمة أو تصرف أو سلوك يقوم به، يكون قد أكمل إيمانه بذلك وأرضى ربه، ومن يفعل غير ذلك يكون قد أنقص إيمانه..
3 ) وإن لدينا علماً واسعاً خاصاً بإجادة قراءة القرآن الكريم.. وهو علم " التجويد ".. وقد وجهنا إلى ذلك الرسول الأعظم r، في أحاديثه الشريفة..
4 ) والإجادة نابعة من فطرتنا الخيِّرة وطبيعتنا كبشر.. فالنجاح وحب التفوق، يبدو جلياً في تصرفات الإنسان العادي وأعماله وأفعاله منذ صغره، في كل أنشطته.. فعليه أن يُتقن نشاطه ويجوّده لينجح، مهما كان: في الإنتاج الصناعي، الزراعي، التجارة، تقديم الخدمات أو الرأي أو الفن أو السلوك.. في اللعب، الدراسة، العلاقات مع الآخرين.. وهو يستطيع ذلك، إذا سلك سلوكاً مستقيماً وبذل الجهد المطلوب، ولم ينحرف عن فطرته وطبيعته الخيِّرة، بدافع الطمع أو الحسد.. ولنقرأ الحديث النبوي الشريف 402 [...... كل نَسَمَةٍ تُولدُ على الفطرة، حتى يَهُبَّ عنها لِسانها، فأَبواها يُهَوِّدانها ويُنصِّرانها. ] الألباني..
5 ) بل إن معظم الناس، إن لم أقل كلهم، يستمرون في المحافظة على فطرتهم الخيّرة هذه، بالحرص على جمال مظهرهم الخارجي الذي يقابلون به الآخرين.. ويعتنون بأناقة هذا المظهر الخارجي، بوجوههم وشعرهم ولباسهم وزينتهم، وخاصة النساء، صباح كل يوم على الأقل عند الخروج من المنزل.. والله يأمرنا بهذا بقوله ) يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد.. ( الأعراف 7/31 و ) ... قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده.. ( الأعراف 7/32.. وحبّ التفوق هو الذي جعل < قدماء المصريين أجدادنا الذين خرجوا من هذه الأرض… فأنشأوا ذلك المعمار المُعجز حتى الآن.. > ويقصد به بناء الأهرامات..
6 ) والإجادة في الأعمال والأفعال والأقوال والخدمات والسلوك، مصلحة ذاتية، ) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها... ( الإسراء 17/7، قبل أن تكون شرطاً خارجياً مفروضاً.. ففي جوهر الإتقان والإجادة، تكمن " مصلحة " مباشرة لكل منشأة، لكل جماعة في أي قطاع، و لكل فرد، مما يفرض عليه، أن يأخذها بعين الاعتبار وينشط على أساسها.. وإلاّ، فإنه يكون " سفيهاً " وينشط ضد منطق الأمور، معاكساً لمصلحته ) … وإن أسأتم فلها... ( ومسيئاً لشخصه!.
7 ) ويتطلب تحقيق الجودة، حسب الاشتراطات الوضعية الحديثة، حُسن الإدارة وتنظيمها.. فمعظم اشتراطات الأيزو تدل على ضرورة تحقيق العديد من الأمور الإدارية.. مما يجعل الموضوع يصطبغ بالإدارة أكثر منه بالأمور الفنية، لذا استعملوا مصطلح: إدارة الجودة الشاملة total quality management.. وهذا ما يمكن استخلاصه من الأسس ال 20 لنظام الجودة: مسؤولية الإدارة - نظام الجودة – مراجعة العقود - مراقبة التصاميم - مراقبة المستندات – الشراء - توريدات المتعاقد - تعريف المنتج وتتبعه - مراقبة العمليات - الفحص والاختبار - مراقبة ومعايير معدات القياس والاختبار - مستوى الفحص والاختبار - ضبط المنتج غير المطابق - إجراءات التصحيح - المناولة والتخزين والتغليف والتسليم - سجلات الجودة - نظم المراجعة الداخلية للجودة – التدريب - الخدمة بعد التوريد - الوسائل الإحصائية..
الأمر الذي يفرض على ذوي العلاقة السير أولاً باتجاه تنظيم الإدارة وترشيدها، دون إغفال الجانب الفني.. فالجانبان متداخلان، متكاملان.. فلا بد من الاهتمام بهما بشكل متوازن، مع إعطاء أولوية للجانب الإداري الذي يُمهد للجانب الفني الذي يختلف كثيراً بين الحالات المختلفة، بحسب تنوع نشاط كل فرد أو مؤسسة واختلافه عن الأفراد والمؤسسات والتجمّعات الأخرى، وبالتالي فهو يحتاج إلى خُبرات وأساليب فنية تقنية متميزة ومتنوعة بحسب كل حالة..
8 ) وخلاصة ما تقدم، إن الأوامر والتوجيهات الشرعية تفرض علينا أن نجوِّد ونتقن أعمالنا وأفعالنا وأقوالنا وسلوكنا وما نقدمه من خدمات.. والتجويد للنجاح نابع من طبيعتنا الخيِّرة كبشر.. وتحقيق الجودة مصلح ذاتية لكل فردٍ منا قبل أن يكون شرطاً خارجياً مفروضاً.. وتحقيق الجودة، حسب الاشتراطات الوضعية الخارجية، يتطلب بدوره حُسن الإدارة وتنظيمها.. حيث نجد أنفسنا أمام رباعية متكاملة مترابطة:
* الأوامر الإلهية.. * فطرتنا كبشر ومصلحتنا الذاتية.. * ترشيد الإدارة.. * الجودة..
علماً بأني سبق أن قلت بالثالوث المتكامل: الجودة = المصلح = الإدارة..، ذلك أن المصلحة، تقتضي التجويد، والتجويد يتطلب إدارة رشيدة منظمة.. على أني أضيف في هذه الدراسة: الجودة مفروضة علينا شرعا، ومنطلقة من طبيعتنا وفطرتنا الخيِّرة.. [22]
9 ) ولما كان تحقيق أي موضوع وتطبيقه يمرّ بمراحل متسلسلة ومنطقية: * فهم الموضوع.. * القناعة به وبفوائده وجدواه.. * الرغبة في تحقيقه ووجود الإرادة لذلك.. * التخطيط له.. * توفير المستلزمات المتنوعة للتنفيذ، الإدارية والبشرية والمادية والتقنية وغيرها.. * التنفيذ... * المتابعة.... * التقييم الدوري للتنفيذ....
فإني أرى أن يخاطب الدعاة للجودة والمختصون وكل كاتب ودارس، أصحابَ العلاقة المعنيين بها، ببساطة.. وليشرحوا لهم أركان هذه الرباعية.. لإفهامهم أصولها ومتطلباتها، وأن الموضوع ليس " مفروضاً " عليهم من الأجانب!. فلا يرهبونه ولا يرفضونه، فكل مفروض مرفوض، كما يقال.. ويقبلون على تنفيذه عن فهم وقناعة بأن لنا مصلحة دينية ودنيوية في الإجادة قبل ذلك، وتُشحذُ إرادتهم وهمتهم.. فيطيعون الله ورسوله، وينسجمون مع طبيعتهم الخيّرة وفطرتهم السليمة.. ويُرَشِّدون إدارتهم.. ثم يعتنون بالجوانب الفنية.. لنرضي ربنا أولاً، ونحقق ذاتنا ومصالحنا الخاصة ثانياً، وبذلك نكون على ثقة وطيدة في التعامل مع الآخرين، محلياً وقومياً وإقليمياً ودولياً..
*
إن الحديث عن الموضوع يشمل:
1 - جوانب إدارية، يجب اتباعها في تنظيم العمليات الإنتاجية أو الخدمات..
2 – وجوانب فنية، للوصول إلى جودة المنتج أو الخدمة، وهذه واجبات الهيئات المختصة والتقنيين..
وإني أرى، أن المسألة إدارية أكثر منها فنية، ويجب أن تحتل الإدارة أهمية أكبر، وأن تسبق الجانب الفني أو ترافقه، وأن تستمر.. لذا، أوردت في قسم خاص خواطر إدارية موجزة، لإيضاح: أهميتها على النشاط البشري، وعلاقتها بالجودة، لشعوري بأن الكثيرين ممن تطرقوا للموضوع كتابة، أو في الندوات والمحاضرات والاجتماعات، قد ركزوا كثيراً، وما زالوا، على الجانب الفني، ولم يعطوا الإدارة حقها.. برغم ما يقال < إن تحدّي ديمنج Edward Deming الأول بدأ في الإدارة، فهو يعتقد أن 85% من إجمالي المشكلات في أي نظام يبدأ هناك.. وأن كلمة management في مصطلح Total quality management تعني أنها عملية إدارية تشمل كل الأفراد والتنظيم والأدوات والأساليب.. [23]>.. ويورد الأستاذ بقسم علوم الأغذية، كلية الزراعة في جامعة عين شمس، د. لطفي فهمي حمزاوي < إدارة الجودة quality m anagement هي المهام الشاملة لإدارة المؤسسة لتحديد وتنفيذ سياسة الجودة. كما عرفتها منظمة iso عام 1994.. وتعرف TQM بأنها تطبيق مفاهيم الجودة في كل مجالات العمل بالشركة وعلى كل المستويات.. وتقع مسؤوليتها على كل رئيس مسؤول في المؤسسة.. [24] >..
أشير في هذا التمهيد إلى أن تبويب الآيات الكريمة وترتيبها في الدراسة، وإيرادها كاملة أو إيراد اسم السورة ورقم الآية الكريمة، في هذا القسم أو العنوان أو البند أو ذاك، تمّ بسبب ترجيح أحد الأحكام فيها من الأحكام التي تذخر بها، التي تناسب موضوع القسم أو العنوان أو البند.. فقد ترد الآيات الكريمة في أكثر من موضع..
كما أشير إلى أني قد أوردت الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وبوبتها ورتبتها على قدر إمكاناتي ومعرفتي ومعلوماتي واجتهادي من ناحية، ومن ناحية ثانية فقد توخيت في حديثي البساطة والوضوح مما يتيح للقارئ العادي ولأصحاب المصلحة والعلاقة والسلطات المعنية استيعاب الموضوع وفهمه والاقتناع به، فيسهمون برغبتهم وإرادتهم لتحقيق الجودة في جميع ما يعملونه ويقولونه ويقدمونه من خدمات ويقومون به من تصرفات وأشغال ونشاطات مختلفة وسلوك..
*
على أني أوُجه أيضاً، دعوةً ونداءً حاراً إلى الراسخين في العلم والمعرفة والنخبة والدعاة من علماء الدين الإسلامي، ومن علماء الكون والطبيعة، × فالآيات تحتاج إلى تفكُّر وإعمال عقل، والآيات إن صحَّ التعبير مواد أولية تحتاج إلى تصنيع، ولا بدّ من أن تُصنعها بعقلك وبفكرك، ولا بدّ أن تتفكر بها أو أن تتدبرها، [25] ×، ولنقرأ أيضاً ) أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا. ( النساء 4/82 ) أَفمن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ. (، وهم الذين تنطبق عليهم الآية الكريمة )… إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء.. ( فاطر 35/28..
وأتمنى عليهم بإلحاح أن يدرسوا جيداً مدلولات الآيات، التي تتصل بالخلْق والحياة والموت، والمخلوقات كافة، وتكوين الإنسان، والكون والفلك والسماوات والأرض والشمس والقمر والمحيطات والبحار والأنهار والبرق والرعد والسحاب واليابسة والجماد والحيوانات والحشرات والزرع والنبات والجبال والكواكب والنجوم والليل والنهار وكل الظواهر والآيات الربانية.. وأن يسلطوا،كلٌّ بحسب تخصصه الديني والعلمي الدنيوي، الضوءَ ساطعاً على إبداع الله جلّ وعلا وكمال صنعه الدقيق المحكم في كل شيء في الوجود..
وأورد هنا من آيات قدرة الله الخالق ما جاء فقط في سورة واحدة، سورة الروم ) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ. وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ. ( الروم 30/20- 25 و )وَمِن آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. ( الروم 30/46..
هذا، ويشير د. النابلسي إلى أن × الله جلّجلاله أمرنا أن نتفكّر في خلقه وهذه آياته الكونية، أن ننظر في أفعاله وهي آياته التكوينية، وأن نتدبّر فيكتابه وهي آياته القرآنية.. [26]
*
وستتضمن الدراسة، العناوين الرئيسة الآتية:
* آيات كريمة وأحاديث شريفة مختارة
* تمهيد وتقديم ص 8
* حول الجودة، لغةً واصطلاحاً ص 23
* الله الخالق المبدع سبحانه وتعالى ص 28
* حول الجودة عموماً ص 33
* الإدارة والتنمية الإدارية، لغةً واصطلاحاً ص 54
* الصالحون، صفة للأنبياء والرسل، وللعباد المؤمنين ص 55
* ثواب العمل الصالح المقترن بالإيمان ص 58
* تبويب آيات قرآنية كريمة ص 65
* إحصاء الأعمال والمتابعة والرقابة ص 75
* العمل الحسن، عمل صالح ص 79
* أحاديث نبوية شريفة ص 89
* صفوة القول ص 99
*
وأقدم خالص الشكر لزميلتي الأخت عنان شيخ الأرض على مساعدتها لي في إعداد هذه الدراسة وإغنائها بتقديم آراء ووجهات نظر قيّمة..
*
وآمل أن أكون قد قدمت في دراستي بعضاً مما يفيد السلطات المختصة والإداريين والفنيين والمعنيين أصحاب المصلحة وغيرهم من ذوي العلاقة، والقارئ العزيز عموما..
والله رب العالمين من وراء القصد..
أحمد عبد السلام دباس
yasmind@scs-net.org
2 ـ حول الجودة، لغةً واصطلاحاً
1 ) التجويد لغةً هو الإيمان بالشيء الجيد. [27]
2 ) وجاء في القاموس " المنجد " [28]
جاد جَوْدة وجُودة : صار جيداً وهو ضد الرديء، فَعَل الجيد.
جَوَدَ الشيءَ : حَسَّنَه، جعله جيدا.
أجاد : أتى بالجيد.
أَجْوَدَ الشيءَ : جعله جيداً.
في صنعتِه : تأَنَّقَ فيها.
يقال هم يتجاودون الحديث : أي ينظرون أيهم أجود حديثا.
رجل أو شاعر مِجْواد : كثير الإتيان بالجيِّد من الشعر أو سواه.
جَوَّدَ القارئُ : حافظ على التجويد في قراءته.
التجويد في القراءة : إعطاءُ كل حرفٍ حقَّه بمقتضى أصول معهودة.
*
3 ) وجاء في القاموس " المحيط " [29]
صلاح أو صلح ضد الفساد، والجيد ضد الرديء.
الجيِّد كَكيِّس ضد الرديء.. وجاد " يجود " جَودةً وجُودةً صار جيداً، وأجادَه غيَّره وجوَّدَه، وجاد وأَجادَ أتى بالجيد فهو مجواد. ص 350
البِدْعُ بالكسر، الأمر الذي يكون أولاً والفخر من الرجال والبَدَنُ الممتلئ، والغاية في كل شيء، ذلك إذا كان عالماً أو شجاعاً أة شريفاً. ص 906
ابتدعه أنشأه، من أبدع، أبدأ. ص 907
اخترعه شقَّه أنشأَه ابتَدأَه. ص 920
الحُسن بالضم المجال، يُحْسِنُ الشيءَ إحساناً، أي يَصْلَحُه، واستحسنه عدَّه حسناً، والحَسَنُ محركه، ما حَسُنَ من كل شيء. ص 1535
*
4 ) سؤال: ما هو علم التجويد؟ ـ جواب هو علم يعرف به إعطاء كل حرف حقه مخرجاً وصفةً. [30]
سؤال ـ ما حكم علم التجويد وما موضوعه وما غايته؟ جواب ـ حكمه الوجوب الاصطلاحي في هذا الفن لقوله تعالى ) ورتِّلِ القرانَ ترتيلا ( وموضوعه الكلمات القرآنية، وغايته: صون اللسان عن الخطأ في كتاب الله تعالى. " صون الإنسان المؤمن من الزلل، من الخطأ في التعامل بهدف الربح السريع غير المبرر.."
سؤال: ما ثمرته؟ جواب ـ الفوز برضاء الله تعالى.
*
5 ) التجويد اصطلاحاً: علم يعرف به إعطاء كل حرف حقه ومُستحقه طِبقاً لما تلقّاه المسلمون عن رسول الله r
ثمرة علم التجويد: صون اللسان عن الخطأ في كتاب الله عز وجلّ.
فائدته: الفوز برضاء الله تعالى. [31]
*
6 ) الصالح: الصلاح ضد الفساد، وبابه دخل.. ونقل الفرّاء صَلُح أيضاً بالضم.. والصِلاح بالكسر مصدرُ المُصالحة، والاسم يُذكر ويؤنث.. وقد اصطلحا وتصالحا واصّالحا بتشديد الصاد، والإصلاح ضد الإفساد.. والاستصلاح ضد الفساد.. والمصلحة واحدة المصالح..
الجيد: جود شيء جيد، والجمع جِياد وجَيائِد بالهمزة على غير قياس.. وجَادَ بماله يجود جوداً فهو جَواد، وقوم جودٌ، بوزن هود.. وأجَواد بالفتح وأجاوِد بوزن مساجد، وجُوداء بوزن فقهاء.. وكذلك امرأة جوادٌ ونسوة جُودٌ.. وجاد الشيءُ يجود جودة، بفتح الجيم وضمها، أي صار جيداً.. والجودي جبل بأرض الجزيرة استوت عليه سفينة نوح عليه الصلاة والسلام.. وأجاد الشيء فجاد، وجوّده أيضاً تجويداً.. وشاعر مجواد بالكسر، أي يجيد كثيراً..
الإبداع: أبدع الشيء اخترعه لا على مثال.. والله بديع السموات والأرض، أي مُبدعهما.. والبديع المُبْتَدِع والمُبْتَدَع أيضاً.. والبديع أيضاً الزِقّ..وفي الحديث [ إنها تهامة كبديع العسل حلو أولّه، حلو آخره. ] شبهها بزق العسل لأنه لا يتغير كاللبن.. وأبدع الشاعر جاد بالبديع.. وشيء بِدْعٌ بالكسر أي مُبْتَدَع.. وفلان بدْع في هذا الأمر أي بديع ومنه قوله تعالى ) قل ما كنت بِدْعاً من الرُسل.. (.. والبِدعة الحدث في الدين بعد الإكمال.. واستبدعه عدّه بديعاً..
الاختراع: الخَرَع بفتحتين، الرخاوة في الشيء.. وقد خَرِع الرجل من باب طَرِبَ، أي ضَعُف فهو خَرْعٌ.. والخرْع الشِق، يقال: خرعه فانخرع.. واخترع كذا أي اشتقّه وقيل أنشأه وابتدعه.. [32]
*
7 ) معنى الكلمة باللغة الإنكليزية [33]
أعتقد أن كلمة " الجودة " التي شاع استعمالها في لغتنا العربية وبين أبناء الوطن العربي هي ترجمة لكلمة "quality ".. وقد رجعت إلى هذه الكلمة في قاموس " المورد "، عربي ـ إنكليزي، حيث أورد الترجمات الآتية للكلمة:
quality : 1- خاصية، سجية، نوع، نوعية، 2- طبيعة، مزاج، 3- وصفة، صفة، 4- كيفية، جودة used to look وأورد كلمة الجودة في ترجمة كلمة goodness : طيبة، جودة، صلاح.
ولكن قاموس " Al Mawrid Al Qareb" لم يورد كلمة الجودة بين ترجماته، واقتصر على إيراد ما يأتي: خاص، خاصة، نوع، نوعية، وصف، صفة، كيفية، منزلة رفيعة.
وأورد كلمة الجودة في ترجمة goodness : طيّب، جودة، صلاح.. وكلمة جيد كإحدى معاني كلمة Good : صالح، ملائم، جيد، حسن، نفع، مصلحة، بارع..
على أن قاموس المورد القريب، من العربية إلى الإنكليزية قد أورد كلمةquality ، لدى شرح كلمة جَوْدة، جُودة : goodness, excellence, ( fine ) quality, fineness.. واقتصر في ترجمة كلمة جيد على : well, fine, good..
كما أن ترجمة اسم منظمة الـISO ، أي International Standarization Organization هو المنظمة العالمية أو الدولية للتقييس أو القياس.. نحدها مستمدّة من ترجمة كلمة Standard : معيار، مقياس، مستوى؛ معياري، قياسي.
ولمزيد من المعلومات أثبت فيما يلي عدداً من الكلمات أو الترجمات التي وجدتها في القواميس الثلاثة، التي أعتقد أنها تغني الموضوع وتفيد القارئ العزيز..
أ ـ في " المورد " : quality – منزلة رفيعة، الارستوقراطية، أفراد الطبقة الرفيعة، 7- الجرْس، نوع النغمة. Good: حسن جيد، وجيه، وسيم، جذّاب، ملائم، صالح، سليم، مفيد أو رابح، صحيح، فاضل، نبيل، كريم، بارع، مخلص، صادق، العنصر الخير؛
ب ـ في " Al Mawrid Al Qareb "، Fine : صاف، رقيق، ناعم، بارع، مُرهف، دقيق، رائع، أنيق.؛ Finesse : دقة، براعة.؛ Excel : يفوق، يتفوّق.؛ Excellence تفوّق، امتياز، ميّزة.؛
ث ـ في " المورد القريب " أجاد، أتقن : to do well, know well.؛ أتقن : to master, know well, proficient in, to excel in .؛ إتقان : mastery, perfection.؛ حَسَن : beautiful, good looking, handsome, nice, good, fine, well.؛ أحسن، أجاد، أتقن : to do well, excel in, know well, be proficient in.؛ صالح، جيّد: : good, right, valid, fit.؛ صالح، نافع : useful, servisable.؛ صالح، مستقيم : virtuous, right, upright, honest, devoted, pious, dutiful, true.؛ مُصلح: : reformer, reformist, peacemaker, conciliater, repairer.؛ إصلاح: : reform, repair, correction.؛ أصلح : correct, to make right, to repair, reform .؛ مصلحة: : interest, benefit, advantage, good, wellfaire, ،being well-..
*
8 - يقول م. بدوي محمود الشيخ < ورد مضمون الجودة سواء في القرآن أو السنة النبوية بعدة صيغ مختلفة، فجاءت بمعنى الإحسان، كما جاءت بمعنى الإتقان، وبمعنى الصلاحية، وبمعنى المهارة.. [34] >.. كما يقول < العمل الصالح لا يقتصر على جلب الخير النافع، وإنما يتعداه إلى محاربة الشر الضار.. [35] >..
9 – ويقول سليمان الدرادكة < يرجع مفهوم الجودة quality إلى الكلمة اللاتينية qualitos والتي تعني طبيعة الشخص أو طبيعة الشيء، ودرجة الصلابة.. وقديماً كانت تعني الدقة والإتقان.. [36] >..
10 - ويقول م. محمد شيرين الكردي < إن كلمة iso مأخوذة من الكلمة اليونانية isos ومعناها متساوي.. و Isothermal متساوي الحرارة و isonomy تساوي الناس أمام القانون.. [37] >..
11 - وذكر مثل ذلك، د.م. مأمون السلطي و م. سُهيلا إلياس < iso هذه الحروف ليست اختصاراً للتسمية الإنكليزية للمنظمة الدولية للتقييس International Organisation for Standarisation بل هي مشتقة من الكلمة اليونانية isos التي تعني التساوي، وتستخدم في بداية العديد من الكلمات مثل isometric أي ذات مقاييس متساوية، و isotope أي شكلان أو أكثر من عنصر له نفس عدد الذرات.. وقد تمّ استخدامها لتجنب الجدل بين أعضاء المنظمة حول الحروف الوجب استخدامها للدلالة عليها، والتي يمكن أن تختلف باخترلف اللغات المعتمدة من قبلها، الإنكليزية والفرنسية والروسية، ولتدلّ على التساوي فيما بينهم.. [38]
12 - أخلص مما تقدم، إلى أن استعمال لفظة أو كلمة " الجودة " في موضوعنا هو اصطلاح معاصر اعتمده المختصون والمترجمون المُحْدَثون في اللغة العربية.. فلْيكنْ، أو لا بأس به باعتباره اصطلاحاً شائعاً في هذه المرحلة..
على أني أرى أن موضوع الجودة واسع جداً، وينسحب إلى أفعال وأعمال وخدمات أعمّ.. وتشمل كل تصرف فردي شخصي أو جماعي عام، جيد غير رديء.. وهي تحيط بكل أنواع العمل الحسن، الصالح، المُتقن، الجيد، النافع.. في كل المجالات والميادين.. من عمل ديني تعبّدي خالص لله عزّ وجلّ، ومن عمل دنيوي ذاتي أو شخصي، أو عمل يستهدف العلاقات المتبادلة المادية والمعنوية مع الآخرين من عباد الله.. كما تحيط أيضاً بالخَلْق البديع والكمال والتمام.. وتنهى في الوقت نفسه، عن الإساءة أو العمل السيء الرديء بكل أشكاله..لذا، سأعتمد في دراستي، الأنواع التي ذكرتها من الأعمال والأفعال والأشغال والخدمات الصالحة ومشتقاتها، وغيرها، مما هو ذو صلةٍ بالموضوع..
* * *
3 ـ الله الخالق المبدع سبحانه وتعالى
أستفيد في التمهيد للآيات الكريمة الدّالة على قدرة الله العظيم، وإبداعه وكمال صنعته في كل شيء في هذا الكون، بإيراد آراء ووجهات نظر تضمنتها موسوعة أسماء الله الحسنى، في مجلداتها الثلاثة، للأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي.. كما أن تفسيرات د. محمد حسن الحمصي وردت بين قوسين ( ) ضمن الآيات الكريمة..
× الخلْق في اللغة جاءت بمعنى الإيجاد والإبداع والإخراج من العدم إلى الوجود. [39]
× البارئ هو الذي أوجد من عدم. ×،
× والمصوِّر هو الذي يعطي الصورة المناسبة لكل مخلوق.. ×،
× الفرق بين الخلْق والفطرة... البُنى النفسية هي الفطرة. فالطفل الصغير يختار لعبة الحصان، والطفلة الصغيرة تجعل من الدُمية رمزاً لوليد على يدها. ×، × فهذا يُبرز أن الله سبحانه أعطى كل مخلوق خصائص نفسية في التعامل مع الآخرين، وأما الخلْق فيبرز الخصائص المادية التي جعلها لكل مخلوق، ×،
× والخلْق تقدير، والبَرْء هو الإيجاد من عدم، والتصوير هو إعطاء الشيء الصورةَ التي أرادها الله سبحانه له.×،
× فليس في الكون كله إلاّ الله يستطيع أن يصنع شيئاً من دون شيء على غير مثال سابق.. ×،
× فمعنى التصوير يعني أعطاك الكل الكامل طولاً وعرضاً وارتفاعاً وعُمقاً، فالنملة لها صورة، والفيل والحوت والإنسان، وكل مخلوق له صورة، والله سبحانه وتعالى هوالمصوّر..×،
× الحكيم على وزن فعيل، بمعنى مُفعل، تقول جرح أليم بمعنى مؤلم، وفعيل بمعنى مُفعل، فحكيم بمعنى مُحكم، ومعنى المحُكم المُتقن، والمُتقن هو المقدر التقدير الصحيح. ... وكلمة دقَّ التقدير أُحكمت الصنعة. أصل الإتقان من دقة التقدير. ) إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ. ( القمر 54/49 ×،
× الحكيم هو الذي يَتَنزَّه عن فعل ما لا ينبغي؛ يعني هو الذي يضع الشيء المناسب بالقَدَر المناسب وفي الوقت المناسب وبالمكان المناسب. ) ومن يُؤتَ الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً.. ( البقرة 2/269 ×، ) … وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ.( الرعد 13/8 ) وإِنْ مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ. ( الحجر 15/21 ) ولو بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ.(الشورى 42/27
× البديع على وزن فعيل بمعنى مُفعل؛ أي مبدع السموات والأرض. الإبداع أن تصنع شيئاً على غير مثال سابق، ومن دون أن تتلقى من أحد أية معلومة ما. ×،
× الإنسان، من حيث يريد أو لا يريد، إنه يقلّد، غواصة تقليد غير ناجح للسمكة، والطائرة تقليد غير ناجح للطائر. ×،
× إبداعٌ يعني إبداعاً لا حدود له... ×،
× الخلاصة عن اسم البديع، فالله سبحانه وتعالى أبدع السموات والأرض جُملةً وتفصيلاً، خصائص مادية خصائص معنوية، على غير مثال سابق، من دون تعليم ابتدع الكون كله، وهو بديع أي فردٌ في ذاته، وفرد في صفاته، وفرد في أفعاله، وفرد في تشريعه... ×،
× قيّوم، مبالغة من قائم، وذو المبالغة في تدبير الأمور وفي تسييرها وفي تنظيمها، نصفه بأنه قيّوم. أجمل كلمة في تعريف القيّوم؛ القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره، وهو مع ذلك يقوم به كل موجود. القيّوم هو القائم بتدبير أمر خلْقه... القائم برزق العباد... هذه اللغة، فما علاقة هذا الاسم بحقيقته؟ القيوم، هو القائم بنفسه مطلقاً لا بغيره، ما منا واحد على الإطلاق قائم بذاته، لا يدري ماذا يحدث بعد ساعة، لا بعد دقيقة، لكن الله سبحانه وتعالى قائم بذاته، وجودنا مفتقر إلى إمداد الله، إلى أن يسمح الله لنا أن نعيش ساعة أخرى، يوماً آخر، أسبوعاً آخر. القيوم هو القائم على خلْقه، بآجالهم وأعمالهم وأرزاقهم.. وهو المدبر المتولي لجميع الأمور التي تجري في الكون... فيضان، إعصار، مرض، حرب... وقيل: القائم على كل نفسٍ بما كسبت، يحاسب كل إنسان حساباً دقيقاً.. الغشاش له معاملة، والصادق له معاملة، والخائن له معاملة، والمتقن لعمله له معاملة، غير المتقن له معاملة. ×،
× المدبّر: اسم فاعل من التدبير، والتدبير مصدر، وفي اللغة التدبير مأخوذ من لفظ الدُّبر، لأنه نظرٌ في عواقب الأمور؛ تدبَّر الأمر أي نظر في عواقبه. ×،
× التدبُّر هو النظر في عواقب الأمور وأدبارها، والتدبير هو أن يُحسن المرء التدبُّر والتفكُّر، وهو النظر في عاقبة الأمر، أو ما يؤول إليه وعاقبته أي مؤداه ومنتهاه، والتدبّر قريب من التفكر.. ×،
× فهو يدبّر الأمر في النبات والحيوان الإنسان... ويدبر الأمر يعني يوصِل المُقدمات إلى النتائج.. ×، × يُدبر الأمر أن يهدي عباده إلى ما أراده لهم، فهذا تدبير روحي؛ يُديِّر أمرهم في إمدادهم بما يحتاجون الهواء والماء والطعام والبشر والحاجات والمعادن وما إلى ذلك فهذا تدبير العيش.. ×،
× فكل أفعال الله هي سوْق العباد لهذا الهدف × خلقنا لنعرفه ونسعد بقربه× مدبِّرٌ أي يسوقهم من بداياتهم إلى الغايات التي أرادها لهم. ×، والحقيقة أن الوحي الذي جاءنا من السماء هو من التدبير، وإرسال الرسل من التدبير، وإلهام الدعاة إلى الله لإيصال الحق إلى الناس هو من التدبير... ×،
× أيضاً يدبِّر الأمر أي أن كل الحوادث تصدر عن تقديره وحاصلة بتدبيره... ×،
×كلما كنت من الطراز الرفيع كلما كنت أكثر إيماناً وإتقاناً، فإتقان العمل هو التدبير والمؤمن يتقن عمله.. [40] ..×..
*
وأورد فيما يلي عدداً من الآيات الكريمة التي تدل على قدرة الله وخلقه، ومن ثم أسماء السور وأرقام الآيات الكريمة فيها التي تدل على ذلك أيضا..
أولاً ـ )بديع السموات والأرض ( مبدعها ومخترعها، موجدها على غبر مثال لم يسبق ).. [41] ( البقرة 2/117 )... صِبْغَةَ اللّهِ ( الزموا دين الله أو فطرة الله التي فطر عليها الناس فخالطت قلوب المؤمنين كما تخالط مادة الصباغة الثوبَ فلا تزول منه ) وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ. ( البقرة 2/138 " فعلى المؤمن أن يلتزم بأمور دينه، وأن لا يخالف في الوقت نفسه فطرته وطبيعته الخيّرة.. "..
) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاء لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ. ( آل عمران 3/6 ) الذين يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً (عَبَثَاً عارياً عن الحكمة ) سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. ( آل عمران 3/191..
) أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء .. ( النساء 4/1
) إني وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا ( أوجدها وخلقها لا على مثال سابق )... الأنعام 6/79، ) الله ربكم لا إله إلاّ هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل. ( الأنعام 6/102 و ) وجعلوا لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ ( خلق على وجه الاختراع ) مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا ... ( الأنعام 6/136
ولقد خَلَقْنَاكُمْ ( خلقنا أصلكم وهو أبوكم آدم ) ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ … الأعراف 7/11 ... ألا له الخلْقُ ( له الإبداع وإيجاد جميع الأشياء من العدم ) والأمرُ ( التدبير والتصرف فيها كما يشاء)... الأعراف7/54 وَلَقَدْ ذَرَأْنَا ( خلقنا وأوجدنا ) لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ... الأعراف 7/179 ربِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ( يا مبدعهما ومخترعهما وموجدهما، على غير مثال سابق )... بوسف 12/101
… أم جعلوا لله شركاءَ خَلقوا كخَلقه فتشابه الخلقُ عليهم قلْ الله خالق كلِّ شيء وهو الواحد القهار. الرعد 13/6 قال " موسى " الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ( صورتَه اللائقة به ) ثُمَّ هَدَى ( هداه وأرشده إلى ما ينفعه). طه 20/50 قَالوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا ( نقسم بالله الذي أبدعنا وأوجدنا )... طه 20/72..
وما خلقنا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ. الأنبياء 21/16 الأنبياء 21/56 ، ثُم خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. المؤمنون 23/14 أفحَسبتم أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ( أظننتم أننا أبدعناكم لعباً وباطلاً مجرّداً عن حكمة؟)… المؤمنون 23/115 … وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ ( فهيأه لما يصلح له ويليق به ) تَقْدِيرًا. الفرقان 25/2 " قدّر حجمه وشكله، ووظيفته وعمله، وزمانه ومكانه، وقدّر تناسقه وانسجامه مع غيره من مخلوقات وكائنات هذا الوجود.. [42] " وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا. الفرقان 25/53، وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ( تظُنها في رأي العين ساكنةً ثابتةً في أماكنها، والحالُ أنها تمرُّ مرَّ السحاب ) وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ. النمل 27/88 "القدرة الإلهية الكاملة المتقنة.."..
هذا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ... لقمان 31 /11
يُدَبِّر الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ. السجدة 32/5 الذي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ ( أحكمه وأتقنه ) خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ. ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ. ثُمَّ سَوَّاهُ ( أتمَّ خلْقه ) وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ ( وضع فيه سراً من أسراره تكون به حياته ) وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ. السجدة 32/7- 9
هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ... فاطر 35/3 بَلَى وهو الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ. يس 36/81 أَتَدْعون بعلاً وتَذّرون أَحْسَنَ الخالقين. الفرقان 37/62 وما خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ( لعباً وعبثاً ) ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا... ص 38/27 الله خالق كل شيء وهو على كلِّ شيء وكيل. الزُمر 39/62
فَقَضاهُنَّ ( صيّرهنّ وأبدع خلقهنّ ) سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى ( كوّن، أو دبّر ) فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا ( ما هي مهيأة له من وجوه النفع حسبما اقتضته الحكمة الإلهية )... فصّلت 41/12
وما خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ ( ما خلقناهما باطلاً ولا عبثاً ). مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ. الدخان 44/ 38، 39
إِنّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ( بتقدير سابق ونظام محكم ). القمر 54/49 " قدْرة الله تحيط بكل شيء في الوجود.. في الزمان، والمكان، والمقدار، والصورة، والتناسق.. الذي خلق كل شيء فسواه، فأكمل صنعته، وبلغ به غاية الكمال الذي يناسبه.. والذي قدر لكل مخلوق وظيفته وغايته فهداه إلى ما خلقه، وألهمه غاية وجوده، وقدر ما يصلحه مدة بقائه، وهداه إليه أيضا.. ولنقرأ: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى. وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى. الأعلى 87/1-3 .."..
الشّمسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ( يجريان بحساب دقيق وإحصاء مقدَّرٍ معلوم ). الرحمن 55/5 " القُدْرة التامة..".. خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ( مقترناً بالحكمة البالغة ) وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ. التغابن 64/3 الذي خَلَقَ الموتَ والحياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكم أَحْسَنُ عملاً.. المُلْك 67/2 الذي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ. (شقوق أو صدوع أو خلل، لا ترى ) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئأً وَهُوَ حَسِيرٌ. المُلك 67/3،4
ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (فعدّله وكمله وجعل أعضاءه سويّة ). القيامة 75/38 " إعجاز إبداعي علمي"
قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ. مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ. مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ( جعله علقةً ثم مضغةً.. فهيّأه لما يصلح له) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ( سهَّل له الخروج من بطن أمه ). عبس 80/17- 20 سَبِّحَ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى. الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ( جعل المخلوقات متناسبة الأجزاء غير متفاوتة ). وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ( أعطى كل شيء ما فيه مصلحته، وهداه لما فيه خلاصه، إما بالتسخير، أو بالتعليم ). الأعلى 87/1- 3 " الذي خلق كل شيء فسواه، فأكمل صنعته، وبلغ به غاية الكمال الذي يناسبه.. والذي قدر لكل مخلوق وظيفته وغايته فهداه إلى ما خلقه، وألهمه غاية وجوده، وقدر ما يصلحه مدة بقائه، وهداه إليه أيضا.. "..
أَفَلا يَنظُرُونَ ( .. يتأملون فيدركون ) إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ. الغاشية 88/17 " الإبل كانت أبرز الحيوانات التي يعرفها العربي المخاطب بالقرآن الكريم عند تنزيله، ويعرف المزايا الخاصة بالإبل التي أودعها الخالق فيها لتكون متناسقة وملائمة لظروف الصحراء ورمالها ورياحها وجفافها وقلة الماء فيها وبيئتها.. فهو سفينة الصحراء.. "..
لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ( أكمل وأحسن صورة ). التين 95/4..
*
ثانياً ـ البقرة 2/54، البقرة 2/255، آل عمران 3/2، آل عمران 3/49، المائدة 5/110، الأنعام 6/14، الأنعام 6/101، الأنعام 6/154، يونس 10/5،6 ، يونس 10/31، هود 11/1 ، هود 11/51 الرعد 13/8، إبراهيم 14/10، الحِجر 15/19، الحِجر 15/21، النحل 16/13، الإسراء 17/9، الإسراء 17/51، الكهف 18/1، طه 20/111، المؤمنون 23/79، النحل 27/61، الروم 30/30، فاطر 35/1، فاطر 35/12، يس 36/22، الزمر 39/27، 28، الزمر 39/46، غافر 40/62، غافر 40/64، فُصّلت 41/53، الشورى 42/11، الشورى 42/29، الزُخرف 43/11، الزخرف 43/27، الرحمن 55/19- 23 " إعجازكوني علمي " الحشر 59/24، الطلاق 65/3، الطلاق 65/12، المُلك 67/24، القِيامة 75/3، 4 المُرسَلات 77/20- 23، الانفطار 82/6- 8، الشمس 91/7- 10..
* * *
4 ـ حول الجودة عموماً [43]
أولاً ـ حول اتفاقية " الغات "
أبدأ بعرض موجز ما سمعته في ندوة غرفة تجارة دمشق بتاريخ 11/12/1996، التي نظمتها بالتعاون مع مركز التجارة الدولي في جنيف ITC حول: مضامين جولة الأورغواي، وتأثيرها عـلى رجال الأعمال، وبما سبق أن كتبته بعد الندوة:
1 ) إن المسألة كبيرة جداً، فنصوص الاتفاقية 550 صفحة، وتبلغ ملاحقها 22 ألف صفحة!. تُقارب ما يدرسه طالب كلية الحقوق في الجامعة خلال 4 سنوات!. وبالطبع قد زادت الصفحات كثيراً بعد العام 1996..
2 ) وتشمل السلع الصناعية والزراعية، علاوة على 155 خدمة.. وتتجاوز آثارها رجال الأعمال، وتشمل الجميع.. كل القطاعات.. كل أفراد المجتمع، والوطن، والأمة..
3 ) وتحيط بجميع البلدان، متطورة أم نامية، منتسبة إليها أم غير منتسبة..
4 ) كما حُددت آجال، آتية لتطبيقها مع آثارها الكلية.. فلابد من مواجهتها بالدراسة، وبتحليل الظروف، لتحديد ما إذا كنا سنقرر الانضمام إليها ولماذا ومتى وما هي شروطنا؟. أو سنقرر البقاء خارجها، وكيف نكيّف أوضاعنا في مقابل آثارها؟.
5 ) يجب أن تشمل أية دراسة جميع التفرعات عن اتفاقية " الغات " الحالية والمستقبلية، ومنها " الجودة ".. لأنها تتطرق إلى جودة السلع والخدمات، ولأنها ذات تأثير كبير على التجارة الخارجية..
6 ) وسأتوخى البساطة في حديثي، كي يصل رأيي إلى أوسع الشرائح..
ثانياً ـ الاهتمام بالموضوع، سابقاً..ثم نسيانه!
أ ـ أُلخص هنا بعض ما اطلعت عليه، منذ أكثر من 10 سنوات، ويدل على الجهود المبذولة والاهتمام بالموضوع وقتئذ:
1 ) كُتيب: ادارة الجودة الشاملة، والإيزو 9000ISO [44]
2 ) ندوة [45] شهر الجودة الأول في القطر بين 5 - 29/11/1995، تحت شعار: " لقد كانت الجودة سمة زجاجنا ونسيجنا وفولاذنا الدمشقي، فلماذا لا تكون سمة منتجاتنا في الوقت الحاضر؟.".
3 ) دورة الإدارة في زيادة الإنتاج كماً ونوعاً [46] 16 – 17/1/1996
4 ) محاضرة م. جرجس غضبان - الندوة الوطنية للإبداع والاختراع، 1- 3/4/1996.. [47] بعنوان: تفعيل العملية الإبداعية عن طريق حلقات الجودة..
5 ) الندوة الوطنية [48] حول مبادئ وتطبيقات المعايير الدولية وأنظمتها في الجودة الشاملة " الإيزو 9000 " نيسان 1996.
6 ) دورة إدارة الجودة الشاملةللإيزو 9000، [49]10- 16/5/1966.
7 ) الندوة الوطنية حول ضبط جودة الأدوية البشرية والبيطرية، [50] 7- 10/9/1996.
8 ) ندوة " رجل الأعمال السوري وآفاق الاستيراد والتصدير في ظل الإيزو 9000 " [51] 25/9/1996.
9 ) النشرات الدورية المتخصصة عن " الجودة "، [52] ..
10 ) بحث د. يحيى الهندي ـ رئيس غرفة صناعة دمشق: الملامح الرئيسية لنظام الإيزو 9000 [53]
11 ) التحقيقات الصحفية والأخبار الإعلامية، وهي كثيرة نشرتها صحفنا: الثورة، البعث، تشرين، حول الموضوع.. [54]
ب ـ ولكني قرأت بكل أسف في جريدة الثورة بتاريخ 25/7/2007 تحقيقاً تحت عنوان: خفت بريق شهادة "الإيزو " بعد تراجعها " كموضة ".. واستُعْمل فيه عنوان فرعي: البعض يستخدمها كدعاية وديكور، وآخرون لهم فيها مآرب أخرى.. أورد بعض ما قرأته فيه من وجهات نظر..
* - تفيد المعلومات الصادرة عن هيئة المواصفات والمقاييس أن عدد الشركات السورية الحاصلة على شهادة الجودة الآيزو izo 9001/2000 بلغ حتى 1/3 من العام 2007 الجاري 271.. كما بلغ عدد الشركات الحاصلة على شهادة نظام إدارة الجودة البيئية 14001/2004 حتى نهاية عام 2006 حوالي 53 شركة.. وعدد الشركات الحاصلة على شهادة نظام الجودة في مجال الصحة والسلامة المهنية 18001/1999 نحو 30 شركة..
* - ويعتقد رئيس الجمعية العلمية السورية للجودة م. جرجس الغضبان أن تطبيق الجودة أخذ بالتراجع نتيجة عدم الفهم الصحيح لها من قبل الإدارة العليا للمنشآت ونتيجة البيروقراطية والروتين في التعاطي مع هذا الموضوع الحساس..
* - لقد تأخرنا في تطبيق الجودة.. هذه العبارة تُسمع من أكثر من شخص من القائمين والمشتغلين في مجال الجودة.. لأنهم يعتقدون أننا لم نهيىء البنية التحتية اللازمة لذلك حتى الآن، في حين يجب أن نكون جاهزين لذلك تماماً قبل عام 2010 لأننا سندخل في الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وغيرها.. كما يجب إنتاج منتجات حسب المواصفات والمعايير الدولية حتى نستطيع المنافسة في الأسواق الخارجية..
* - ويقول د. فؤاد الكردي المدير العام لهيئة المواصفات والمقاييس: إن هناك 19 مكتباً مرخصاً من وزارة الصناعة للتدريب والتأهيل.. و10 جهات أجنبية! تتولى منح الشهادات!. وإن تكاليف الحصول على شهادة الجودة قد أصبحت 150 ألف ل س بعد أن كانت سابقاً بحدود 1 مليون ل س!..
* - وينهي أحمد العمار تحقيقه بقوله تحت عنوان " إضاءة ": في سياق تقصي " الثورة " موضوع الجودة، سألنا أكثر من شخص عنها.. فوجدنا أن قلة منهم حريصون على تطبيقها.. وآخرين يعتقدون بأن شهادة الجودة ليست مهمة إلا بالقدر التي تقنع الزبون بشراء المنتجات والخدمات وهي دعاية وإعلان أكثر منها تطبيق، نعني لشروطها ومعاييرها.. وفريق ثالث ما زال خارج التغطية للمسألة برمتها!..
ت ـ وقرأت بتاريخ 16/10/2007 على موقع Syriasteps سيرياستيبس على الإنترنت، تحقيقاً بعنوان: ما نزال خارج " الايزو ".. جاء فيه كلام عن المخابر العامة والخاصة، والرقابة على المواد المستوردة والمحلية، التي تمارسها: وزارات الاقتصاد والزراعة والصحة والصناعة والإدارة المحلية والتعليم العالي والجامعات والجمارك وغيرها، وعن التداخل المخبري بينها مما شكل نوعاً من الفوضى المخبرية تضعف صدقية التحاليل..
وجاء فيه: ولكن تصوروا حتى الآن لا يوجد لدينا أي مخبر، حاصل على شهادة الايزو العالمية رقم (17025) الخاصة بالمخابر وإنما توجد بعض المخابر التي حصلت على الإيزو في الإدارة، كما يذكر د. محمد راتب سلام مدير المخبر المركزي في وزارة الاقتصاد.. ويقول: يوجد مشروع مع الحكومة الألمانية، للحصول على الشهادة، إلا أن الطريق طويل ومضن ويحتاج لصبر طويل!..
ث ـ وكنت قبل هذا، لاحظت أن كثيراً من الشرائح والفئات ذات العلاقة أو المصلحة لم تحضر الندوة الوطنية التاسعة للجودة، في مكتبة الأسد الوطنية بين 19- 20/9/2004،كالقياديين في الحكومة والوزارات والمحافظات والقطاع العام والهيئات والمراكز التعليمية!، والصناعيين والتجار ومقدمي الخدمات من المصارف والمكاتب السياحية وأصحاب الفنادق والمطاعم وشركات النقل والسفر وغيرهم!.
ج ـ وأقرأ في موقع سيرياستيبس على الإنترنيت خبراً عن عقد ندوة " فوقية " في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، بتاريخ 11 ـ 12 تشرين الثاني 2007، وهي الندوة الوطنية الثانية عشرة للجودة التي تقيمها اللجنة الوطنية العليا للجودة بالتعاون مع الجمعية العلمية السورية للجودة تحت شعار: الجودة خيارنا الاستراتيجي لتعزيز التنافسية، بمشاركة معهد الفيزياء والتكنولوجيا الألماني PTB وهيئة الاهتماد الأوروبية.EA .. ويرأس جلساتها وزير الصناعة ووزير الاتصالات ووزير الصحة ومعاون وزير الاقتصاد والتجارة..
ويصرح فيها النائب الاقتصادي لرئيس الوزراء: إن الحكومة ملتزمة بإنجاز المنظومة الوطنية للجودة خلال شهر موضحاً وجود تداخل في الأدوار ولا تعمل كمنظومة… وأكد أنه لا يجوز الحديث عن منظومة الجودة كأقوال فقط وإنما يجب ان تفعل. وأشار إلى أن هناك عملاً دؤوباً مع الاتحاد الاوروبي لدعم الجودة الوطنية!.
وأوضح رئيس الجمعية العلمية السورية للجودة أنه في الوقت الحالي لا يمكن أن ننتج او نصدر إلا بمواصفات يرضى عنها المستورد والمواطن.. وأن رئيس الوزراء شكل فريق عمل لوضع مشروع مرسوم تأسيس المجلس الوطني للجودة.. وأن المأمول أن يساهم البرنامج الأوروبي للجودة بتطويرها!. وأكد نائب وزير الصناعة أن لدى سورية صناعات منافسة وانه يجب التركيز على صناعات صناعية معينة يرغب العالم أن يأخذها من سورية..
وألقى الدكتور لورانز ثيون رئيس المنظمة الاوروبية للاعتماد محاضرة عن نموذج الاعتماد الاوروبي ودوره في خدمة الاقتصاد.. كما ألقى خبير معهد الفيزياء والتكنولوجيا الالماني مارتن كيسري محاضرة عن البنية التحتية للجودة في سلسلة القيمة المضافة للمنتج..
ومع تقديري لعقد الندوة، التي تنفض غبار النسيان عن موضوع الجودة.. ولكنها غير كافية، لأنها تستهدف المنافسة الخارجية، والحديث يأتي " فوقياً " يعتمد على أصحاب مناصب وجهات أجنبية!.. ولا يفهمه الكثيرون من الصناعيين والتجاريين ومقدمي الخدمات المتعلمين منهم وشبه المتعلمين والبسطاء.. علماً بأن موضوع الجودة فيه أولاً مصلحة ذاتية وشخصية لكل ذي علاقة، فمن يجوّد ويتقن ما يقوم به، تروج بضاعته وخدماته وتجارته محلياً.. ومن ثم خارجياً.. وأرى أن يفهم الجميع مصلحتهم قبل أن نقول لهم إنها مفروضة عليهم خارجياً.. وفي الأصل نحن ملزمون بالتجويد والإتقان والصلاح بموجب الأوامر الإلهية والشرعية منذ 14 قرناً.. كما أن تحسين مستوى الإدارة وترشيدها في الحكومة وفي كل القطاعات يزيد في قدرتنا على تحقيق مصالحنا محلياً وخارجياً، ويضمن رضاء الله علينا..
ح - ثم قرأت في الصفحة 3 من جريدة الثورة بتاريخ 12/12/2007 قول مدير عام هيئة المواصفات والمقاييس: تمَّ الانتهاء من فضّ العروض لمشروع دعم البنية التحتية للجودة الممول من قبل المفوّضية الأوروبية في سورية، موضحاً أنه يتوقع أن يبدأ تنفيذ المشروع في بداية العام القادم. وأن هذا المشروع من شأنه إعادة هيكلة البنية التحتية للجودة وعناصر الجودة منها اعتماد " المتسيولوجيا " علم المقياس، والمطابقة والتفتيش...
خ - وأقرأ في صحيفة تشرين، عام 2008 في 3 من الشهر الأول: أن وزير الصناعة وقع الأسبوع الماضي على الاتفاقية المالية الخاصة ببرنامج تعزيز البنية التحتية والقدرات وإدارة الجودة في سورية. وذلك بدعم من الاتحاد الأوروبي بمبلغ 12 مليون يورو، وذلك بهدف مساعدة سورية على تطوير سياسة واستراتيجية للجودة وإصلاح المؤسسات ذات العلاقة بالجودة من أجل تسهيل وصول المنتجات السورية للأسواق الدولية... وهذا دليل جديد على استمرار " الفوقية " وعلى الاعتماد على جهات خارجية في الموضوع!.
د ) وأوردت وفاء فرج في صحيفة الثورة بتاريخ 31/1/2008 عن ندوة تطبيق أنظمة الجودة للصناعات والصادرات النسيجية السورية التي أقامها مركز التجارة الخارجية وغرفة صناعة دمشق.. ما يأني.. قال نائب وزير الصناعة: إن الجودة من المواضيع الهامة التي توليها الحكومة اهتماماً خاصا... وقد وضعت السياسة الوطنية للجودة ووافقت على تنفيذ برنامج الاتحاد الأوروبي .. وأكد مدير مركز التجارة الخارجية أن الندوة تأتي في سياق عمل هيئة تنمية وترويج الصادرات... ورفع القدرة التصديرية للشركات السورية .. وبيّن ممثل غرفة صناعة دمشق أن الصادرات تتعلق بأنظمة الجودة من حيث وصول هذه الصادرات إلى أوروبا حيث يعاني الصناعيون من صعوبة ذلك.. كما أوضح مدير عام المؤسسة النسيجية أن شركات النسيج تطبق نظام الجودة وخاصة فيما يخص الغزل حيث تطبق فيه نظام الجودة ومعترف به عالميا وبجودته... كما أوضح أن معظم الآلات قديمة وإن الجودة لا تتعلق فقط بالمادة الأولية وإنما في الآلة والعمل إضافة إلى ذلك فإن ثقافة العمل لا تزال لدينا غير مرضية باعتبار أن العامل يعتبر نفسه أنه موظف وراتبه يأخذه في آخر الشهر إن عمل أو لم يعمل وإن طبق نظام الجودة أو لم يطبقه موضحاً أن هذه الثقافة يجب أن تتغير.. ما ورد يؤكد " الفوقية " والاعتماد على جهات أجنبية!. وأشير إلى أن مدير عام النسيجية قد تطرق إلى نقطة، تتعلق " بالعامل الموظف " وتفكيره، وهذه نقطة إدارية بحاجة إلى مواجهة وحل..
ذ ) على أني ما زلت أرى أن مثل هذه المشاريع قد تكون هامة ولازمة، إلاّ أنها ما تزال، فوقية، تقنية، يهتم بها الفنيون المختصون.. لكنها بعيدة كل البعد عن أصحاب العلاقة، أصحاب المصلحة الذاتية في تجويد وإتقان ما ينتجونه أو يقدمونه من خدمات.. وتبدو عسيرة الفهم والإدراك عليهم، كما تكرس أن الجودة مفروضة عليهم من جهات خارجية.. لذا أؤكد على أهمية تبسيط الكلام وتبيان " المصلحة " والمنفعة من إتباعها في كل تعاملاتهم المحلية والعربية والخارجية.. مع ضرورة تحسين إدارتهم.. فضلاً عن أنهم مأمورون بها وملزمون بها شرعاً وأخلاقياً..
ر ـ كما أني لست أدري لماذا يُخيّم " النسيان " على الموضوعات الهامة، فيجعلنا نغفلها!؟. كنسيان الاستعداد المستمر لمواجهة الكوارث والحالات الطارئة، الذي ذكّرتُ به قُرّاء " كلنا شركاء في الوطن " بتاريخي 11و12/1/2007 مما يجعلها تصدمنا وتربكنا وتزيد في خساراتنا المتنوعة..
وهذا هو شأن " الجودة " التي تباطأت خطواتها! وأودّ التذكير بها، لعلّي أكسر الانبهار والارتباك اللذين رافقاها أواخر القرن الماضي، حين عقدت في تشرين الثاني 1995 ندوة شهر الجودة الأول في القطر، أقامها مركز الدراسات والبحوث العلمية والمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي JIKA، تحت شعار: " لقد كانت الجودة سمة زجاجنا ونسيجنا وفولاذنا الدمشقي، فلماذا لا تكون سمة منتجاتنا في الوقت الحاضر؟."، وحين حظيت الجودة باهتمام جهات كثيرة وعقدت لها الندوات والمؤتمرات والمحاضرات، ونظمت الاحتفالات بمناسبة حصول بعض الشركات على شهادة " الأيزو ".. ولكن وبصراحة، كان الحديث في تلك الندوة وغيرها من المناسبات، وفي الندوة الأخيرة " فوقياً، وتقنياً " أشبه بطلاسم يسمعها الإنسان العادي ولا يستوعبها، ويعتقد أنها مفروضة عليه!.
ز ـ لذا، سأسعى في دراستي للكلام ببساطة نفهمها جميعاً، على اختلاف مستوانا الإداري والتعليمي والتقني والعقائدي.. ولإيضاح أساسها وفوائدها، فلا يرهبها أحد، فيقتنع بها، ولا يتردد في تطبيقها، ويأخذ عدّته اللازمة للتنفيذ في مؤسسته أو نشاطها، لأنها ليست "مفروضة " عليه.. وأرجو من الدعاة للجودة، مخاطبة الناس كذلك.. وأن تكون التوعية والإعلام بلغة " عربية " مبسطة واضحة، ومستمرة..
س ـ كما يجب علينا احترام الزمن قبل أن يفوتنا القطار!. إذ لا يجوز أن ننسى " الجودة " ونتباطأ في تحقيقها، فإن جسامة الموضوع وضرورة استمراريته، تتطلب توحيد المسؤولية عنه بجهة رسمية مختصة، يتفرغ فيها إداريون ومختصون وفنيون، يتابعون مستجداته، المحلية والعربية والإسلامية والإقليمية والعالمية..
وأتساءل: هل هذا الوضع الحالي جائز وصحيح، بعد أكثر من 10 سنوات من الاهتمام وبدء التطبيق؟ ولماذا، ومن المسؤول عن ضياع كل هذا الوقت؟. علماً بأن مثل هذا الوضع والإهمال والبطء " والفوقية " كان بين الدوافع، التي حرضتني، كما ذكرت، على إعداد دراسة على قدر إمكاناتي، والتأكيد على أننا ملزمون بالإجادة بموجب شريعتنا، وبموجب فطرتنا الخيرة وطبيعتنا.. كما أنه من المصلحة الذاتية لكل المعنيين أن يجيدوا ويتقنوا أعمالهم وأفعالهم وخدماتهم وأقوالهم.. لأن الصلاح فيها والإتقان والجودة في أي منتَج أو خدمة تعتبر مُكَّوِّناً أو عنصراً أو مطلباً أساساً فيه، وتزيد في أهميتها عن العناصر الأخرى، التي يهتم بها المستهلك أو المتلقي أو المشتري، كالمواد الأولية أو المساعدة في إعداد المنتَج أو الخدمة، والمدة التي استغرقها المنتَج أو الخدمة.. التكلفة والسعر.. وذلك كله يجب أخذه بالاعتبار، قبل أن يكون مفروضاً علينا لأسباب خارجية..
ش ـ أكتفي بما ذكرت وبما لاحظته وسجلته، وأترك للقارئ أن يستنتج ما يشاء..
ثالثاً ـ جسامة الموضوع وخطورته، وحتمية المواجهة
1 ) ذكر د. يحيى الهندي، في بحثه، ما يلي:
أ ـ مع صدور اتفاقية تحرير التجارة الدولية التي عرفت سابقاً باتفاقية الغات GATT التي وقعت عام 1947، وانتهت مفاوضاتها في جنيف مسفرة عن ولادة ما يسمى بمنظمة التجارة الدولية WTO ، وخلاصتها:
* إلغاء الدعم على الصادرات،
* إلغاء الحماية للصناعات الوطنية،
* فتح الأسواق على دول العالم الموقعة على الاتفاقية،
* لاتفاق على تعرفة جمركية بنسب متقاربة بين الدول،
* حرية التجارة بلا قيود..
ب ـ دخل هذه الاتفاقية قرابة 120 دولة تشكل 97 % من الاقتصاد العالمي، وكانت سورية إحدى الدول المؤسسة لاتفاقية الغات، وسوف تعم هذه الاتفاقية العالم أجمع عام 2005.
ت ـ ستكون المبادلات بين الدول للخدمات والسلع بصورة خاصة خاضعة لمواصفات موحدة بينها..
ث ـ تداعت في البدء دول أوروبا واتفقت بموجب الاتفاقية الدولية رقم ET/76 وأنشأت المنظمة الدولية للتوحيد القياسي للمعايير وأعطتها اسم مسلسل 9000ISO ،International Standarization Organization بهدف ترقية التبادل العالمي للسلع والخدمات، من خلال التوحيد القياسي لسلسة المعايير .9000 بهدف تنفيذ إدارة نظم تأكيد الجودة التي تعمل بها المنظمات..
ج ـ وقد قننوا الأسس تحت 20 بنداً، يجب على من يحوز على الايزو 9000 ISO أن تكون مؤسسته تتقيد بها حرفياً وتقوم بتنفيذها بدقة متناهية.. وشرح هذه البنود بدقة يحتاج إلى مئات الصفحات..
ح ـ ويضيف: إن هذا العمل هو عمل وطني قبل أن يكون عملاً اقتصاديا..
2 ) وذكر د. الهندي: الإيزو 9000 هو في الحقيقة تحدّ عالمي للدول المتطورة صناعياً للسيطرة والهيمنة الاقتصادية على دول العالم الثالث، وليس لنا الخيار في سورية والدول العربية، فإما أن تُطور مصانعنا لتحصل على شهادة الإيزو أو تموت هذه المصانع مع الزمن، وهذا يستدعي منا أن نشمر سواعدنا ونستفيد من إمكاناتنا العلمية والفنية، ونأخذ بنظام المعلوماتية، وندخل في عقولنا الاعتقاد الجازم أن الحصول على الإيزو 9000 هو عمل وطني بالدرجة الأولى. بعد أن تساءل: هل أعددنا العدة لنواجه فتح السوق على مصراعيه لمنافسة البضائع التي سوف تدخل بلادنا عام 2005 بموجب منظمة التجارة العالمية.. [55]
3 ) ويقول د. طاهر قدّار: إن أكثر معوقات تحسين جودة المنتجات والسلع في صناعات الدول النامية، هي جهل الصناعيين بالفائدة الاقتصادية لتطوير الجودة. وينتهي إلى القول: لا يوجد خيار للشركات والمؤسسات العربية أمام التعامل مع المواصفة العالمية الإيزو 9000، لذلك من الضروري الإسراع باتخاذ الترتيبات المناسبة لتحقيق متطلبات نظام الجودة..
4 ) ويورد أيمن المنوفي [56] أصبحت الجودة أحد العوامل الرئيسية التي تحدد قدرة المؤسسات الصناعية أو الخدمية على المنافسة والبقاء..
5 ) ويقول عيد أبو كركة [57] : إن موضوع الجودة الشاملة الإيزو 9000 يعتبر قضية العصر والمستقبل القادم للشعوب، وخاصة في المجال الاقتصادي والتجاري..
6 ) وهي " جواز سفر ".. نظراً لأهمية الموضوع على الصناعة والتجارة والاقتصاد السوري في المستقبل القريب بعد تتوقسع اتفاقيات التجارة الدولية " الغات " وظهور المواصفة القياسية الدولية للتقييس أو شهادة الإيزو 9000 وسلسلتها التي أضحت بمثابة جواز سفر للمنتجات والسلع الوطنية إلى أسواق التجارة الدولية، وكل سلعة أو بضاعة لم تحمل هذه الشهادة سيحظر عليها دخول تلك الأسواق. [58]
7 ) وقال د. مأمون البحرة عضو غرفة صناعة دمشق: إن المسافة بعيدة جداً، ولا زال هناك جهل كبير حول الإيزو، ورغم أن القطاع الخاص يبدو مهتماً بهذا الموضوع، إلاّ أن معظم الصناعيين لا يعرفون ما هو الإيزو؟. وربما هناك أقل من عشر شركات ترغب بالحصول على الإيزو، لكن الرغبة شيء، الإمكانية شيء آخر.
وأُعقّب:
* هل يعتبر هذا العدد مقبولاً " أقل من عشرة ! "، أو يمكن ذكره بالمقارنة مع نسبته إلى عدد الشركات في سورية!.
* وحتى الآن ما زال معظم صناعيينا والمعنيين يجهلون معنى الإيزو، ويجهلون أهمية الحصول عليها.. إذ تبدو منتجاتنا غير قابلة للتسويق إلاّ في السوق المحلية وبصعوبة..
أعتقد أن ما ذكرته منذ أكثر من 10 سنوات ما زال وارداً، فصناعيونا وزراعيونا ومقدمو الخدمات وغيرهم ما زالوا يجهلون معنى " الإيزو"..
8 ) ويضيف علي محمود جديد [59] تحت عنوان: الجودة.. ورطة..؟!:
* بدأ جو العمل والإنتاج في سورية يميل نحو التكهرب.. أو لنقل نحو إدراك ما يمكن أن يحصل في هذا الجو بعد حين، إذا لم نكن قادرين على استيعاب مستجدات العالم، ومعطياته الجديدة،
* والأمر لا يمكن أن يحل بمجرد اتخاذ جانب الحيطة والحذر.. بل لابد من التهيئة والإعداد جيداً.. ووضع المواقع الدفاعية جانباً، واستبدالها بمواقع الهجوم السلعي الذي لا مفر منه..
* إن إنطلاقة منظمة التجارة الدولية، واتفاقيات الشركة، والتكتلات الاقتصادية المتنامية.. وما إلى ذلك من المستجدات التي تضعنا أمام حل واحد هو إثبات الجدارة، وضمان القدرة التنافسية لسلعنا التي سوف تضطر لأن تقف في مواجهة السلع الأجنبية المشابهة.
* صناعتنا المحلية بالشكل العام ـ لا تستطيع أن تنافس وتواجه الصناعات المشابهة المتطورة التي يمكن أن تأتينا من الدول المتقدمة.
9 ) ويستأنف بقوله:
* ومن بين زوايا هذا الشكل العام، تظهر بعض بوارق الأمل..
* بعض منتجاتنا، وبعض صناعاتنا الوطنية من القطاعين العام والخاص، استطاعت أن تحظى بسمعة رفيعة المستوى، واستطاعت بالتالي أن تثبت وجودها وتنافس بقوة في الأسواق الأجنبية للدول المتقدمة منذ الآن..
* والوصول بشركاتنا ومؤسساتنا الإنتاجية إلى هذا المستوى الرفيع ليس أمراً عصياً ولا مستحيلاً، إنه ممكن بتطبيق عمليات نظام الجودة الشاملة من أجل الحصول على واحدة من عائلة شهادة الإيزو 9000..
* على أنه بمجرد حصول هذه الشركة أو تلك على الإيزو، فإنها تجد نفسها، أمام ورطة حقيقية، هي ورطة التقيد التام بالجودة.. لأن أي تراجع يؤدي إلى سحب الشهادة، وبالتالي إلى انعدام الثقة عالمياً بتلك الشركة التي تورطت بالحصول على الشهادة..!.
10 ) ثم يقول: إن مما يثير الأمل بالتفاؤل، دخول هذا المجال بثقة وقوة.. فبعد تهيئة لعدة أشهر قليلة تمكنت إحدى شركاتنا الوطنية من الفوز، وتخطي هذا المجال الصعب حيث حظيت بتوصية من الجهات العالمية المانحة لشهادة الإيزولأجل حصولها فعلاً على الشهادة، ولسوف يتم ذلك خلال أيام قليلة قادمة..
رابعاً ـ المصلحة الذاتية في الجودة
أتحدث عن " المصلحة "، لتكوين مزيد من القناعة، عند أصحاب العلاقة الذاتية المباشرة.. إضافة إلى الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة، التي نصّت على الإجادة والإتقان والصلاح، والتي أوردت الكثير منها في هذه الدراسة..
أ – يقول د. طاهر قدّار في كُتيبه: هي ليست خياراً، وإنما هي ضرورة لنجاح أي نظام اقتصادي.
ب – يذكر م. جرجس غضبان [60] : * الجودة الأعلى لا تكلف أكثر، * الجودة الأعلى لا تؤدي إلى خفض
لإنتاجية.. * إن السلعة الجيدة لا تحتاج لمن يُروّج لها، بل يقوم المستهلك بالبحث عنها، وهي التي تخلق السمعة الطيبة لمنتجيها..
ت - ويورد د. يحيى الهندي:كل مؤسسة تحصل على أحد مسلسلات الإيزو 9001 – 9002، تحوز على ثقة العملاء في الداخل والعالم أجمع، تكون بمثابة شهادة دولية للمنشأة بأنها تقوم على أسس علمية وقادرة على الإنتاج الجيد، من أهداف الإيزو تحسين نظام الجودة وتدعيم السمعة الطيبة للمنشأة لاكتساب عملاء جدد والحصول على خبرة تنافسية بأقل التكاليف.
ث – تحت عنوان هل صحيح أن دولار السوق هو دهنات أمية؟.. أرباح صافية لشركة أمية 108 ملايين خلال عام!. [61] يورد علي محمود جديد ما يلي:
* الشركة العامة للدهانات والصناعات الكيميائية.. المعروفة بدهانات " أمية " تكتسح سوق الدهانات في سورية حالياً.. وهي في الواقع خارج المنافسة..
* وهي تحقق هذا التفوق لسببين أساسيين: 1- التزامها بالمواصفات وتقديمها إنتاجاً متميزاً حظي بثقة كبيرة؛ 2- إصرارها على تقديم ذلك المنتج بأسعار معقولة.. وأمام هاتين الميزتين، استطاعت أن تكتسب ثقة المستهلك، مما أدّى الى تنظيف مستودعاتها..
* تلقت الشركة تقديراً وشكراً من مركز الدراسات والبحوث العلمية..
* كما تلقت تقديراً آخر ثناءً من شركة سيكوفوركس أنترناشيونال الفرنسية، فرع سورية، العاملة في حفر آبار النفط، وقالت: إنها استجرت كمية لا بأس بها من دهانات الإيبوكي والمطاطي الخاصين لدهانات حفارات النفط، وإنه تم دهان إحدى حفاراتنا كتجربة، وبعد التحقق من النتائج والاختبارات التي تمت على هذه الدهانات، من قبل خبراء أخصائيين، تبّين أن نوعية وجودة الدهان الايبوكي المنتج من معمل أمية، مطابق للمواصفات العالمية، وبناء عليه فقد تقرر توقيف استجرار هذا النوع من الدهان من الخارج، وحصر توريده من معمل أمية..
* ومن جانب آخر عبر أحد وكلاء شركة أمية في إحدى المحافظات عن زيادة المستهلكين، وسرعة التسويق، بقوله: دولار السوق.. هو دهانات أمية!..
ج - كان الوالد والوالدة رحمهما الله، يتوجهان بنا في المواسم، حين كنا صغاراً، كعيد الفطر والأضحى ورأس السنة الهجرية وعاشوراء، إلى محل " الورّاق " في المْدينة التجارية القديمة، من مَدينة حلب، لشراء حاجتنا من اللباس والكساء الداخلي، لشهرته بأن سلعه جيدة، وأسعارها محددة مقبولة، مما شكل له سمعة طيّبة، وكان مزدحماً دائماً بالزبائن..
ح - وفي سبعينات القرن العشرين، أردت شراء " بصطرما، وهي لحم مجفّف " من باب الفرج في حلب، مصطحباً ابن أخي، فاستنكر شراءها من هنا، وقال: يوجد في السليمانية بائع " بصطرما " ممتازة.. فذهبنا إليه وعرض علينا نموذجاً منها.. فسألته عن السعر، فطلب ضعف السعر الذي قالوا عنه في باب الفرج!. فلما استغربت ذلك، أجاب بلهجةٍ حازمة، ولَكْنةٍ حلبية: خيّو، هيْ بصطرما، لا يوجد أخوها في حلب، وأنت ستشتري بالسعر الذي طلبتُه منك، وستعود للشراء مرات تالية.. وسوف تدلّ عليَّ غيرك، كما دلّك عليّ هذا الشاب!.. واشتريتُ، وأعجبتني، وعُدت إليه، ودللْتُ عليه غيري..
خ - وفي تشرين الثاني 1996 عقدت وزارة التموين التجارة الداخلية ندوة إقليمية عربية لحماية الملكية الفكرية الصناعية والتجارية، حضرها ممثلون عن 15 قطر عربي.. وسُئلتُ من بعض المشاركين عن المحلات التي يمكن شراء حاجاتهم منها، من اللباس والهدايا، فأشرت إلى بعض المحلات المشهورة بسمعتها الطيبة.. وكان أن ذهبوا إليها، وتبضّعوا.. وكانوا مسرورين للمواصفات والأسعار.. وقالت لي إحدى السيدات اللبنانيات: إنها اشترت بكل ما معها من دراهم، وستعود قريباً مع زوجها لتتوسع في الشراء..
وللقارئ، ولأصحاب المصلحة أن يستنتجوا العبرة مما تقدم.. وليكّيفوا أوضاعهم بمــا يتفق ومصالحهم.. وسأُضيفُ للمصلحة، الأساس الإداري " الإيزو "..
خامساً ـ الأساس الإداري لنظام الجودة
لا أستهدف التعريف بنظام الجودة، وإنما أسعى لتبسيط مفهومه،كحديث تبشيري وتحذيري.. مستعرضاً آراء الآخرين..
* لكوننا مأمورين شرعاً بالإجادة والإتقان والصلاح والإحسان..
* وللدلالة على المصلحة الذاتية لكل صاحب علاقة، فرداً كان أو مؤسسة عامة أو خاصة أو غيرها، في البقاء في السوق الداخلية، وإتاحة الفرصة أمامهم للامتداد والمنافسة بثقة واطمئنان إلى الأسواق الخارجية، العربية والأجنبية، إذا اقتضى الأمر واتسع مجال نشاطهم..
* ولإيضاح ارتباط تحقيق الجودة بالإدارة، بالتنظيم الإداري للتجمّع البشري، أو للمنشأة الفردية.. وبأسلوب الإدارة الجماعية التي يساهم فيها الرؤساء وأصحاب العمل والمديرون في كل مستويات الهرم الإداري العليا والوسطى والقاعدية، والعاملون التنفيذيون، وكل الوحدات الفرعية والأنشطة الإدارية والإنتاجية والخدمية والفنية والتسويقية وغيرها..
وأكرر هنا الرباعية المتكاملة المترابطة:
* الأوامر الإلهية.. * فطرتنا كبشر ومصلحتنا الذاتية.. * ترشيد الإدارة.. * الجودة..
أ ) فالدكتور طاهر قدّار، الذي جعل عنوان كُتيبه: إدارة الجودة الشاملة، والإيزو 9000 ISO، ربط بين الإدارة والجودة، وأورد العبارات التالية:
* ضبط الجودة تشارك به كل الأقسام الإنتاجية والفعاليات المساعدة مستخدمة المفاهيم والطرائق الحديثة لضبط الجودة وضبط المواصفات الأولية، وحل مشاكل الإنتاج والتسويق، وانتهاءً بتقديم المشورة للإدارة العليا، بخصوص السياسة العليا للشركة..
* ثالوث الجودة: تخطيط الجودة ـ ضبط ـ تحسين الجودة..
* ويجمع أقطاب الجودة في العصر الحديث على أن مشاكل الجودة هي في حقيقتها تعتمد على إدارة المؤسسة..
* هذه المواصفات تقدم الشهادة على ممارستك نظام إدارة الجودة الذي يمكن تطبيقه على العمليات والأنشطة المختلفة في المؤسسة، وليس على المُنتَج " أو الخدمة " نفسه..
* أما خطوات الحصول على شهادة المطابقة لإحدى مواصفات إيزو 9000 فهي تتلخص بما يلي: اقتناع الإدارة العليا للشركة بضرورة تطبيق نظام الجودة والالتزام به..
* ويُعدد بين عناصر نظام الجودة: مسؤولية الإدارة، ضبط سجلات الجودة ، التدريب، الأساليب الإحصائية..
* ويختم بالقول: إدارة الجودة الشاملة نظام متكامل لضمان الجودة في الشركة أو المؤسسة..
ب ) ويؤكد د. يحيى الهندي:
* تنظيم الإدارة، الخطوة الأولى نحو تطبيق نظام الجودة..
* يجب الانتباه لناحية هامة جداً، وهي أن مسلسل 9000 ISO هو تنظيم إداري دقيق لنظم الجودة داخل المؤسسة، قبل الإنتاج للسلع والخدمات.
* والإزو ثعني تنظيم المصانع من داخلها من حيث الإدارة، ونظم التصنيع، والإحصاء، وتوصيف كل وظيفة وكل عامل في المؤسسة، إلخ.. لأن المؤسسة التي تحصل على الإزو تكون مؤسسة ذات تنظيم داخلي دقيق.. [62]
ت ـ ويذكر د. عمر عبد العزيز: [63] يوحي مصطلح، إدارة الجودة الشاملة، بأن ثمرات نشاط الجودة تتحقق نتيجة الإدارة الجيدة الشاملة، والتي تعني مسؤولية الجميع، فالإدارة الشاملة للجودة تنمي المهارات الفردية والمعرفة لجميع مستويات الإدارة.
ث ـ ويقول م. أيمن المنوفي: إن تطبيق سلسلة إيزو 9000 يتطلب الإعداد الجيد والمدروس، ولا يتحقق ذلك، إلاّ إذا كان للإدارة العليا دور رئيسي وفاعل في جميع مراحل التطبيق. [64]
كما قال [65] : لا يمكن تحقيق الجودة دون أن يكون للإدارة العليا دور رئيسي وقيادي في تحقيقها.. وأن يكون جميع مستخدمي المؤسسة على دراية تامة بأن الإدارة العليا تتابع باهتمام وبصدق وبجدية كافة مراحل التطبيق، وهذا الدور يجب أن لا ينتهي حين تحقيق متطلبات إيزو 9000، وإنما يجب أن يستمر طوال وجود المؤسسة.
ج ) وفي توصية [66] موجهة إلى المجلس الأعلى للاستثمار، ورد: ضرورة لحظ واشتراط أن يكون التنظيم الإداري للشركات التي سترخص وفق شروط الإيزو..
ح ) ويقول د. مروان رجب: [67] تطبيق نظام الإيزو بالحقيقة وببساطة يتعلق بعدة عوامل.. إلى عامل أكثر جدية بينها جميعاً، وهو قناعة الإدارة، فبدون هذا العامل كل شيء يعتبر تافهاً وقليل الأهمية.
خ ) ويذكر د. أكرم ناصر: [68] ليس المواصفة للمنَتج، ولكن مواصفة لنظام الإدارة الذي يُؤمن ضمنــاً جودة المنتج. " عن Arnold Sostow 1992 ".
د ) ورأى د. مصطفى محمود أبو بكر، الأستاذ الجامعي، عن 20 شركة مصرية: [69] إن جوهر نظام إدارة الجودة على الاتجاه الفكري والالتزام المهني لدى العاملين بالشركات حيث يختص هؤلاء العاملونبتصميم، وتنفيذ، ومتابعة، وتقويم الأنظمة والسجلات والتقارير والأدوات اللازمة لمكونات الجودة الشاملة، وبدون توافر هذا الاتجاه الفكري والالتزام المهني لدى العاملين بنظام الجودة، فإن مصيره لن يختلف عن مصير الأنظمة الإدارية الأخرى، التي تم رفع شعاراتها، والتي لم يترتب عليها منافع حقيقية وملموسة.
ذ ) ويعرض م. جرجس غضبان، تفصيلاً مبسطاً عن التجربة اليابانية [70] :
* نشأت حلقات الجودة 1962، وهي حلقات من حوالي 5 - 10 أشخاص..
* يشرف عليها، إلى جانب المدير العام في المؤسسة أو الشركة:
1- لجنة مركزية: من جميع الجهات المعنية في المعمل، تجتمع شهرياً، وتخطط للحلقات وتطورها وتضمن استمراريتها.
2 - ومنسّق: وهو صلة الوصل بين الحلقات، واللجنة المركزية، وينظـم اجتماعات لرؤساء الحلقات..
* وتجتمع حلقة الجودة مرة كل أسبوع..
* وفي اليابان أكثر من مليون حلقة حالياً تضم 10 ملايين عامل..
ر ) وأُعقّب، إن هذا هو السر، وهو سرّ إداري، وراء تبديل دلالة عبارة: صُنع في اليابانMade in Japan، من سمعةٍ متدنيةٍ كانت لها حتى سنوات الحرب العالمية الثانية، منتصف القرن العشرين، إلى سمعة طيبة في الوقت الحاضر، تُعبر عن الجودة المتميزة للسلعِ اليابانية الصناعية المتنوعة، مما جعلها تنتشر وتغزو السلع والبضائع الأجنبية، حتى في عقر دار الدول المتقدمة صناعياً..
ز ) وأرجو القارئ العزيز أن يعود لبعض ما أوردته تحت عنوان: حول الجودة، لغةً واصطلاحاً..
سادساً ـ نظرة على التطبيقات في العالم
ب ) وفي برطانية تم تأسيس الجمعية الوطنية لحلقات الجودة عام 1982، وبلغ عدد المؤسسات التي طبقته عام 1982 أكثر من 100..
ت ) وخطت دول في أرجاء القارة الأوروبية خطوات لتطبيق نظام حلقات الجودة، مثل السويد والنرويج [71]
ث ) هناك منظمة خاصة بالموضوع: المنظمة الدولية للتوحيد القياسي للمعايير، وقد أنشأتها دول أوربا بموجب الاتفاقيات الدولية رقم ET/76 ، وقد انضمت إليها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكثير من دول العالم، وبدأ صدور مسلسل 9000ISO من العام 1987 ، ويرمز للمسلسل بالأرقام: 9001 - 9002 - 9003 - 9004 ISO .. [72]
ج ) يزيد عدد الدول التي اعتمدت هذه المواصفات " حتى 1996 " على 75 دولة.. ويفوق عدد الشركات التي حصلت على شهادة الإيزو 9000 على 45000 شركة، وهناك 15000شركة تقدمت بطلب الحصول عليها..
ح ) عدد الشركات العربية التي حصلت عليها 83 " حتى 1996 ": الإمارات العربية المتحدة 35، المملكة العربية السعودية 3، جمهورية مصر العربية 9، المملكة المغربية، سلطنة عمان، الجمهورية العربية التونسية 2 في كل منها، المملكة الأردنية الهاشمية، دولة البحرين 1 في كل منهما..
وكنت لاحظت وقتئذ: إن هذا عدد ضئيل.. وما زالت ملاحظتي واردة عموماً في العام 2008..
خ ) تستهدف نماذج مسلسل الإيزو:
9001 ضمان توكيد الجودة في أنشطة التصميم والتطوير والإنتاج والتركيب والخدمات،
9002 ضمان توكيد الجودة في أنشطة الإنتاج والتركيب والخدمات،
9003ضمان توكيد الجودة من خلال الفحوصات و الاختبارات النهائية،
9004: ISO إرشادات لإدارة الجودة الشاملة Total Quality Management داخل المنشأة، ويشمل: [73]
1 -9004إرشادات لتطبيق إدارة الجودة وعناصر نظام الجودة
Quality System Element 2 -9004 إرشادات لتطبيق المواصفات على قطاع الخدمات Services
3 -9004 إرشادات لتطبيق المواصفات على المواد المصنعة Processed Materials
9004- 4 إرشادات لتحسين الجودة Quality Improvment
5 - 9004إرشادات لتطوير خطط توكيد الجودة Quality Assurance Plans
6 - 9004 إرشادات إدارة المشاريع Project Management
7 - 9004 إرشادات إدارة التشكيل Configuration Management
د ) ثبت أنه لا يمكن أن تمنح المؤسات المأذون لها بإعطاء شهادة الإيزو، إلاّ لمنشآت ذات سمعة حسنة وفيها كل التنظيمات والأسس المطلوبة في البنود العشرين الآنفة الذكر، وهذه البنود منفّذة بصدق وأمانة ودقة في المنشأة طالبة التسجيل. [74]
ذ ) البنود الـ 20 لنظام الجودة هي: مسؤولية الإدارة – نظام الجودة – مراجعة العقود – مراقبة التصاميم – مراقبة المستندات – الشراء – توريدات المتعاقد – تعريف المنتَج وتتبعه – مراقبة العمليات – الفحص والاختبار - مراقبة ومعايير معدات القياس والاختبار – سجلات الجودة – نظم المراجعة الداخلية للجودة – التدريب – الخدمة بعد التدريب – الوسائل الإحصائية. [75]
سابعاً ـ استنتاجات، وخواطر
1 ) الموضوع، جسيم وهام وخطير..
* جسيم، بما يحويه من أحكام ومسلسلات، وما يشمله من بنود ومجالات، وما يضعه من اشتراطات وقيود..
* وهام، لتعلقه بالعلاقات التجارية الدولية، ونحن جزء من العالم " القرية الكونية " نتعامل معه بالتجارة الخارجية تصديراً واستيراداً..
* وخطير لارتباطه بمصالحنا الحيوية، الفردية والجماعية، الوطنية والقومية، ولأنه يشكل وعيداً وتهديداً وتحدياً عبر " المنافسة "، فإما المواجهة والاستعداد للتوازن والتكافؤ مــع دول العالم في العلاقات والمبادلات، وإما الانغلاق والتراجع والتقهقر والزوال والفناء..
2 ) ولعلّ جسامة الموضوع وأهميته وخطورته، كانت بالنسبة لي، وما تزال، بالإضافة للنسيان والبطء والإهمال، أحد الدوافع للحديث عنه من وجهة نظر إدارية، منذراً ومبشراً، وداقّاً ناقوس الخطر، كي نتخذ وسائل الوقاية والدفاع عن النفس في وقت مبكر، قبل فوات الأوان، حيث لا ينفع الندم والتلاوم!.
3 ) خاصة ونخن مأمورون بالتجويد والإتقان والصلاح والإحسان بموجب أحكام شريعتنا السماوية..
4 ) وفي الموضوع مصلحة للأفراد والمجموعات، لكل ذي علاقة.. بكل المعايير والمقاييس والكلمات..
5 ) وإن تحقيق الجودة، يقتضي: تنظيم النشاط الإداري والمهني والفني والخدمي.. وتوزيعه بين وحدات عليا، وفرعية متوسطة وقاعدية، فعالياتها متكاملة ومنسجمة.. وفي هذا مصلحة لكل من يعمل: الرئيس أو صاحب العمل، وسائر العاملين في جميع المستويات والوظائف والأعمال.. ذلك أن التجمع كيان جماعي كلي، ينجح " أو يخفق " بحسب كفاءة كل منتسبيه ومستواهم وفعاليتهم..
6 ) وللإدارة العليا في المجتمع، مسؤولية ودور فاعل فيه، مع بقية المستويات العليا والوسطى والقاعدية التنفيذية، وفي جميع القطاعات الحكومي والعلم والخاص والمشترك والتعاوني، ومهما كان مجال نشاطها: الصناعة، الزراعة، التجارة، الخدمات.. مما يفرض البدء في ابكر وقت، رفع مستوى الإدارة العليا في سورية وتحقيق التنمية الإدارية الشاملة لكل المستويات والقطاعات، المركزية والمحلية.. [76] لكي تستطيع توجيه جميع القطاعات والأفراد، مهما كان مجالها وميدان نشاطها، ومساعدتها بشكل علمي وعملي..
7 ) والتجربة اليابانية، في موضوع الجودة خاصة، وفي كفاءة الإدارة عامةً، مثال واقعي، جدير بالدراسة والاقتباس، فقد كنت قرأت:
* إن إنتاجية العامل في اليابان أعلى منها في الولايات المتحدة الأمريكية [77] حيث بلغت 50 سيارة في المتوسط سنوياً بالمقارنة مع 25 سيارة للعامل في الولايات المتحدة، وفي صناعة الصلب 420 طناً سنويا بالمقارنة مع 250 طناً..
* وإن بعض الشركات الأمريكية التي اقتبست بعض أساليب الإدارة اليابانية في الإنتاجية استطاعت أن تحقق نتائج إيجابية... مثل شركة LOKHEAD للصناعات الفضائية، التي نقلت نظام جماعات "حلقات " الرقابة على الجـودة "Q.C.C " الذي تطبقها الإدارة اليابانية، استطاعت أن تحقق وفورات مجموعها ما يقرب من 3 مليون دولار نتيجة جهود تلك الجماعات في حل تلك المشاكل خلال سنتين فقط من تطبيق النظام..
* مما دفع بعض الشركات الأمريكية الأخرى للأخذ بالنظام، مثل شركة جنرال موتورز، وشركة وستنجهاوس، وشركة جنرال إلكتريك..
8 ) إذا كانوا، هم، يستطيعون وينجحون، فلماذا لا نستطيع نحن ولا نُقْدِم؟. ولماذا لا نأخذُ عبرة من ماضينا الزاهر؟ " فقد كانت الجودة سمة زجاجنا ونسيجنا وفولاذنا الدمشقي، فلماذا لا تكون سمة منتجاتنا في الوقت الحاضر؟.". والحديث النبوي الشريف يأمرنا: [ إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه ]..
9 ) على أن الرغبة لا تكفي لوحدها، ولا بدّ من الفهم والقناعة والإرادة والتخطيط للتنفيذ وتأمين مستلزماته المختلفة، والتنفيذ، والمتابعة… ولا يمكن أن نسبح في الماء، ونحن واقفون ثابتون على الأرض!. فمن المعلوم أنه لتطبيق أي موضوع وتحقيقه، يجب التدرج بالمراحل التالية: فهم هذا الموضوع ـ القناعة به ـ والإرادة لتحقيقه ـ ووضع خطط وبرامج التنفيذ ـ وتأمين مستلزمات التنفيذ.. والتنظيم الإداري: "العناصر، التدريب، تعديل القوانين والأنظمة، الأدوات.. " ـ والمتابعة المستمرة.. مع تقييم ما نقوم به.. ـ والتطوير والتكيّف مع المستجدات والمتغيرات المحلية والخارجية..
10 ) ولا مجال للتردد في المواجهة، وعلينا احترام الزمن والبدء بالخطوات الجادة على الطريق، فالآخرون الأجانب سائرون في طريقهم وتحدّيهم!، والفجوة معهم كبيرة، ويجب أن لا تتسع بمراوحتنا في المكان، ولا بدّ من المواجهة الحازمة.. وليس لنا الخيار، فنحن في مواجهة تحدّ كبير، فإما أن نستعد بعلمية وواقعية، وإمّا!..
11 ) وأذكر بأن الموضوع قد أُغفل ونسيَ، وما زال مجهولاً لدى الغالبية، والإنسان عدو ما يجهل، مع أن فيه دفاعاً عن النفس خارجياً وداخلياً..
12 )المسؤولية في الموضوع جماعية، موزعة على الجميع، بدءاً من المستويات الإدارية العليا، والتنظيمات الرسمية وشبه الرسمية، وزارات، غرف الصناعة والتجارة، اتحاد عمال وفلاحين، نقابات فنية ومهنية.. وانتهاءً بالأفراد والمنشآت والشركات والمؤسسات، مهما كانت عائديتها القطاعية وأهدافها وامتدادها..
13 ) تضمن الجودة الرواج والسمعة الطيبة والشهرة، وتدرأ المنافسة على الصعيد الداخلي، وتحدُّ من شراسة المنافسة الحادة على صعيد التجارة الخارجية، التي بإمكانها إغراق أسواقنا وغزونا بالمواصفة الجيدة والسعر المقبول.. كما تُغني عن المستوردات بإنتاج بدائل جيدة تحوز على رضى المستهلك المحلي، فنحقق بذلك مبدأ الاعتماد على الذات.. وأرى أن نرضي ربّنا وأنفسنا أولاً وداخلياً، ثم نسعى لكسب رضاء الآخرين الذين قرروا مسلسل "الإيزو" وما يتصل به ويتفرع عنه..
14 ) والموضوع إداري وتقني وشائك، ولكنه ليس صعب المنال، والمهل محددة، وكل آتٍ قريب، مما يفرض التبكير في التصدي والمواجهة، بحيث نعمل بسرعة الأرنب ورشاقته وبدأب السلحفاة وصبرها،.. ومن ثمّ، لا بدّ من الاستمرار بحزم ووعي، فالموضوع ليس " موضة " أو بدعة جديدة أو سحابة صيف!. وقد أغفلناه مع الأسف! والزمن لا يرحم من لا يستفيد منه ولا ينتظر أحدا..
15 ) ومن الضروري تكرار الحديث، بمختلف الأساليب والأشكال، من قبل الحكومة والمنظمات والجمعيات المعنية، ووسائل الإعلام.. مع البساطة في الكلام، لنصل إلى الفهم والقناعة لدى الجميع، في كل المستويات العليا وعند أصحاب العلاقة.. ولنخاطب الناس على قدر إمكاناتهم " عقولهم " ومؤهلاتهم ومعلوماتهم وتأهيلهم.. ولنميّز في الحديث، حين يكون بين المختصين، أو موجهاً إلى العموم.. إذ ما زال مفهوم الموضوع عائماً وضبابياً، لدى الكثرة من أصحاب المصلحة في معظم المجالات الإنتاجية والخدمية، وما زال الحديث عنه " فوقياُ "، مما يجعل حضور الندوات قليلاً، والعناية به ضعيفة من قبل أصحاب المصلحة، لأنهم لا يستطيعون فهم ما يقال بسهولة.. ولا بد من تجاوز مرحلة الانبهار إلى مرحلة الإقدام الواعي.. وأرى الاستعانة بمحاضرين وخبراء محليين، وهم موجودون، لنتجاوز البطء المُصاحب للموضوع، ولنبرهن أننا نستطيع مواجهته.. والإدارة في أساسها مهنة محلية، يمارسها أبناء الوطن، ولا يمكن استيراد إداريين أجانب.. ويمكن عند الاقتضاء الاستعانة بالأشقاء العرب..
16 ) وإن استعمال اللغة العربية، والمصطلحات العربية، يساعد في تبسيط الحديث الموجه للعموم وتيسيره.. ولا بأس من وضع الكلمة المقابلة للمصطلح العربي بين قوسين.. علماً بأن اسم المنظمة الدولية للتقييس international standarition organisation، ورمزها " iso " " الإيزو " استعمل عند الكثيرين بدل كلمة "الجودة"!,. فيقولون: المنشأة كذا، حصلت أو تسعى للحصول على الإيزو.!.
17 ) وأرى ضرورة إحداث جهات مختصة رسمية، لدراسة أوضاعنا وتقديم الاستشارة والخبرة في هذا الخضم الهائل من النصوص والاشتراطات.. وأيضاً إيجاد الجهة المسؤولة التي تمنح شهادة الجودة.. وهذه مهمة الحكومة..كي لا نُستغلّ، ونسير على الطريق السليمة، ففي مصر تحدثوا عن " قراصنة " الإيزو! على ما أذكر..
18 ) وآمل أن لا ننسى الموضوع، وأن يسعى " الكل " للحصول على شهادة الجودة الملائمة لنشاطه، وأن تبدأ أيضاً مؤسسات القطاع العام وشركاته السير في هذا الاتجاه، وكذلك مقدمو الخدمات المتنوعة..
19 ) وأتفق مع د. يحيى الهندي على: أن هذا العمل هو عمل وطني، وبالتالي فهو واجب مقدس للجميع.. فأقول لكل ذي علاقة: إبدأ بنفسك، من مصلحتك، من منشأتك، واختر طريقك، وامض فيه بدون تردد متوكلاً على الله.. وصحيح أن الطريق شائكة وطويلة، لكنها ليست مستحيلة.. فعلينا أن لا ننسى الإجادة والإتقان والصلاح في أعمالنا وأفعالنا وأقوالنا وخدماتنا وتصرفاتنا وسلوكنا، وأن لا نغفلها أو نهملها!. بل أن نكون يقظين وأن نسعى نحوها دائماً بدأب السلحفاة وإصرارها واستمرارها، وليس كالأرنب الذي " يغفو " من حين لآخر!.
ثامناً ـ الخطوات الإدارية للمواجهة
1 - الخطوة الأولى: الفهم والتعمّق في دراسة الموضوع، لتكوين القناعة بجوهره الشرعي والمصلحي والإداري والتقني، وهي خطوة جذرية واسعة، تتطلب:
أ - إيجاد نواة أو جهة مركزية " حكومية " دائمة، للاضطلاع بالموضوع..
ب - التفرغ لهذه الجهة من قبل مختصين محليين.. يقومون بتجميع النصوص والآراء المطروحة محلياً وعربياً وعالمياً حول الجودة وما يتصل بها..
ت ـ التبكير في هذه الخطوة الأولى، فالآجال محددة، والمواعيد قادمة، " بعضها قد مضى وانفضى! " ولا خيار أمامنا!.
وإني أقترح إيجاد هذه الجهة المركزية الدائمة، لاعتقادي بأننا ما زلنا بحاجة ماسة، إلى جهة رسمية تمنح شهادات المطابقة، وكذلك إيجاد جهة موثوقة لمتابعة تطبيق " الجودة " وما تتطلبه من جوانب إدارية وتنظيمية، وفنية وتقنية.. وبذلك نمنع الاحتيال والابتزاز والضغوط " والقرصنة " التي يتعرض لها ذوو العلاقة!. ومحاولة البعض استغلالهم مادياً!.
2 - وآمل أن تؤخذ اقتراحاتي بالاعتبار من قبل السلطات العليا، فالطريق طويلة.. وعلينا السعي لإطاعة أوامر شريعتنا، وتحقيق مصالحنا، والمحافظة على حقوقنا في خضم العلاقات العالمية..كما أن ما قدمته لا يقلل من الجهود المبذولة منذ تسعينات القرن العشرين، بأنشطة شخصية منفردة، أو مؤسساتية.. واضطردت بتشكيل اللجنة الوطنية العليا للجودة، وإحداث الجمعية العلمية السورية للجودة عام 2004.. ولكنها غير كافية، ولا تحقق كل ما هو مطلوب..
وبإحداث هاتين الجهتين الرسميتين نطمئن إلى سلامة طريق طلب الاستشارة والدراسة لتوفيق الأوضاع مع متطلبات الجودة وغيرها، للحصول على شهادة أحد مسلسلات الجودة " الإيزو ".. وإلى استمرارية متابعة تطبيق المتطلبات..
3 - تعزيز المستويات الإدارية العليا، لتستطيع الإشراف على الجهات المحدثة، والتواصل معها، وتوجيهها، وتحديد الأهداف والسياسات، واتخاذ القرارات بالخطط والبرامج والتدابير اللازمة والمناسبة لظروف كل مرحلة باستمرار..
4 - تزويد الجهة المانحة وجهة المتابعة المحدَثتيْن، بأدوات المعلوماتية والاتصالات،كي تتوفر لهما المعلومات والمستجدات والوثائق اللازمة أولاً بأول.. ولتكونا على اطلاع دائم بمجريات الأمور محلياً وعربياً وعالمياً، ومن ثم تقديم التقارير والمقترحات المناسبة، في الوقت المناسب، إلى المستويات الإدارية العليا، صاحبة صلاحية الإشراف والتوجيه والمتابعة والقرار..
5 - جعل التدريب على " الجودة " واجباً، وتنظيم دورات تدريبية إلزامية، يتبعها الجميع من كل المستويات والقطاعات..
6 - وإدراج مادتها في مناهج التربية والتعليم، وإدخال تدريس النصوص والاشتراطات والمتطلبات، في مناهج المراكز التعليمية والتدريبية، في الجامعات، في المعاهد، في المدارس العامة، والفنية.. لتأسيس فهم وقناعة صحيحين عنها لدى الأجيال الصاعدة وتحضيرها لمواجهة الموضوع وتطبيقه بكفاءة..
7 - وعموماً إدخال مادة الإدارة والتنمية الإدارية في مناهج التربية والتعليم المدرسي والمهني والجامعي، العام والخاص، وجعلها من مواد الثقافة العامة والمعرفة في المجتمع..
8 - أن تقوم وسائل الإعلام المتنوعة بدور فعّال، في التنوير والإيضاح، وفي التهيئة الشرعية والنفسية والفكرية لأصحاب العلاقة، كي يستوعبوا واجبهم ومصلحتهم، الآنية والمستقبلية، من السير على طريق الجودة.. مع الاستمرارية والتكرار، ليتعّمق الإدراك في النفوس والعقول..
9 - البساطة في الشرح والتعبير، من قبل الجهات الرسمية، والمختصين والفنيين، والإعلاميين،كي تصل المفاهيم والاصطلاحات والاشتراطات، إلى أوسع شرائح المجتمع، بسهولة وُيسر..
10 - استعمال اللغة العربية، وهذه مهمة تضاف إلى الخطوة الأولى، وتترافق معها، لأن النصوص بعشرات آلاف الصفحات، كُتبت باللغات الأجنبية، مما يقتضي ترجمتها، ووضعها بمتناول أصحاب المصلحة، بلغتهم الأم..
11 - ومن ثمّ، وحسب ظروفنا، يمكن الانتقال إلى خطوات تالية، نقررها عن وعي وإرادة، أوجزها في الآتي:
أ ـ تحديد الأهداف التي نتوخاها، مرحلياً، ومستقبلياً على المدى الطويل..
ب ـ تحديد السياسات والإجراءات الواجب اتباعها لتحقيقها:
* داخلياً، من قبل جميع المستويات والقطاعات والأنشطة المختلفة..
* عربياً، بالتنسيق والتكامل مع الأقطار العربية الشقيقة..
* عالمياً، بالتنسيق مع الدول النامية والصديقة، وفي مواجهة الدول المتطورة..
ت ـ وضع خطة عامة مركزية، وخطط فرعية: قطاعية، ومحلية..
ث ـ تنظيم برامج مرحلية تنفيذية متدرجة، لهذه الخطط، توضع فيها واجبات العمل، وتوزع الأدوار، على ثلاثة محاور:
* عام مركزي، منظمات شعبية، غرف الصناعة والتجارة الزراعة، النقابات الفنية المهنية "مهندسون، زراعيون، أطباء، معلمون، محامون، حرفيون.."..
* الجهة أو الجهات المختصة إدارياً وفنياً، والإداريون والاختصاصيون والفنيون المعنيون..
* أصحاب العلاقة، أو المصلحة، المنتجون، ومقدمو الخدمات، في جميع القطاعات: الحكومي والعام والخاص والتعاوني والمشترك.. والأفراد أصحاب المنشآت الفردية أو الصغيرة..
ج ـ تأمين المستلزمات: العلمية والإدارية والمعلوماتية والفنية.. اللازمة للقيام بهذه الأدوار والواجبات الواسعة..
ح ـ وضع برامج المتابعة والمراجعة، وأساليبها، والجهات المكلفة بها، لتحقيق استمراريتها، فالموضوع دائم وليس عارضاً طارئاً، ولتحقيق إمكانية تصحيح مسار الخطط والبرامج، بما يتفق مع المستجدات المحلية والعربية والإقليمية والدولية..
12 – بدء مسيرة: التنمية الإدارية الشاملة، وخاصة، من حيث إحداث الوزارة أو الحهة المركزية المتفرغة والمختصة بها في قمة الهرم الإداري للسلطة التنفيذية، في أقرب وقت.. لإكمال الخطوات المقترحة وجعلها ممكنة التطبيق، انطلاقاً من الأساس الإداري لموضوع الجودة..
تاسعاً ـ صفوة القول
أ - موضوع الإجادة واجب ديني شرعي.. وينسجم مع فطرتنا وطبيعتنا الخيرة.. وفي أساسه مصلحة ذاتية للكل، فالمهمة مهمة دينية ووطنية وذاتية.. وهو ذو تأثير كبير علينا.. والتكيّف معه والمواجهة حتمية..
ب - وإن رفع مستوى الكفاءة والأداء في الإدارة الحكومية وفي كل القطاعات، أمر ضروري في التكيّف والمواجهة.. والمهل المحددة لاتخاذ موقف منه قصيرة، سنوات معدودة، والسنوات في عمر المجتمعات والأمم والشعوب قصيرة جداً.. فعلينا احترام الزمن وتنظيمه، فلا بد من التبكير في التكيّف والمواجهة، قبل أن يفوتنا القطار!.
ت - وما دام الموضوع يمسّ الجميع: الفرد، والتجمعات، والمجتمع، والوطن والأمة، فإنه يقتضي:
* التزام كل شخص منا بالتطبيق والتنفيذ، دون انتظار..
* التكيّف الجماعي والمواجهة الجماعية له..
* والتنسيق في عدة اتجاهات: محلياً، وعربياً، وإسلامياً، ومع الدول النامية والصديقة..
ث ـ والطريق طويلة ومعقدة وشائكة، ولكنها ليست مستحيلة.. فعلينا أن نسير باتجاهها بخطوات إرادية واعية مستمرة، وأن نعمل مستنيرين بقوله تعالى: ) وقل اعملوا، فسيرى الله، عملكم، ورسوله، والمؤمنون..( التوبة 9/105 الذي نستدلّ منه، أن العمل فرض علينا، من الله عزّ وجل..
ج ـ وجسامة الموضوع واستمراريته، تتطلب إحداث:
* جهة مختصة بمنح شهادات المطابقة دائمة..
* وإيجاد جهة رسمية للمتابعة والتأكد من الاستمرار في تطبيق متطلبات الجودة وشروطها..
ح ـ فلنعملْ، وليختر كل منا طريقه، لتجويد إنتاجه أو خدمته.. ولينظم إدارته للتكيّف والمواجهة.. وليبدأْ بحسب إمكاناته دون انتظار الآخرين، فالزمن لا يرحم من لا يستفيد منه..
* * *
5 ـ الإدارة والتنمية الإدارية، لغةً واصطلاحاً..
أولاً ـ تمهيد
تطرقت في أماكن عدة من الموقع عن الإدارة.. و أوردت معلومات عنها في اللغة، وعن ماهيتها ودورها وخطورته وأهميته، وعن وظائفها العامة ومرتكزاتها الأساس، وصفاتها.. وعن التنمية الإدارية وصفاتها ومتطلباتها.. فأرجو من القارئ الرجوع إلى الأوراق الخاصة بذلك في هذا الموقع الإلكتروني..
على أن فحوى ما أتيت عليه، يسمح لي بتكرار القول: التنمية الإدارية أولاً، فهي الوسيلة الأساسية لبناء دولة عصرية.. وكذلك بتحقيق الجودة التي نحن بصددها..
* * *
6 ـ الصالحون، صفة للأنبياء والرسل، وللعباد المؤمنين
هل يجوز لأحد أن يناقش في أهمية الصلاح وأهميته ودرجته عند المولى جلّ وعلا، بعد أن أطلق صفة الصالحين على الكثيرين من أنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام؟.
ألا يدعونا هذا إلى اتباع طريق الصلاح، وإتيان الأعمال الصالحة الجيدة الحسنة المتقنة النافعة الطيبة؟. وهل يجوز أن ننتظر الأجانب لغاية في أنفسهم ومصلحة، كي يطلبونها منا ويفرضوها علينا؟.
*
الصالحون، صفة للأنبياء والرسل
وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ. البقرة 2/130 ووَهبنا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ. وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ. الأنعام 6/84- 86
ووهبنا لَهُ " إبراهيم عليه السلام " إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ. الأنبياء 21/72
يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. المؤمنون 23/51 " إذا كان رسل الله مدعوون أو ملزمون بالعمل الصالح، فهل يجوز لإنسان وأي عبد أن يشذَّ عن هذا الأمر؟."..
أن اعْمَلْ " داوود عليه السلام " سَابِغَاتٍ ( دروعاً واسعة كاملة، لتقي صاحبها ) وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ ( أحكمْ صنعَتَك في نسج الدروع ) وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . سبأ 34/11 " دلالة على الأمر بإتقان العمل.."..
وكذلك تقضي الآيات الكريمة:
آل عمران 3/39، آل عمران 3/46، يوسف 12/101، النحل 16/122، الأنبياء 21/86، الأنبياء 21/74، 75، الأنبياء 21/89، 90 ، الشعراء 26/83 ، النمل 27/19 ، القصص 28/19، القصص 28/27 ، العنكبوت 29/27، الصافات 37/99- 100، الصّافات 37/112، التحريم 66/4 القلم 68/50.
*
ُيؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ. آل عمران 3/114 ومن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا. النساء 4/69
وَإِذَا سَمِعُواْ " بعض القسيسين والرهبان من النصارى " مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ. وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ. فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ. المائدة 5/83- 85 " الإيمان بالله يجعل الإنسان من الصالحين، الذي يكافئهم المولى بالجنة.. وأن يكون الإنسان صالحاً وأن يكون في عداد الصالحين، طموح كبير وهدف أساس له في دنياه وآخرته.. وثوابه ومآله ومكافأته بعد ذلك الخلود في جنات النعيم.."..
إنَّ وَلِيِّيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ. الأعراف 7/196 " ولاية الله للصالحين، وهل أكرم منها ولاية؟..".. وأما الجدارُ فكان لغلامَيْنِ يتيميْن وكان أبوهما صالحاً فأراد ربُّك أن يبلغا أَشُدَّهُما ويستخرجا كنزَهما رحمةً من رَبِّكَ وما فعلته عن أمري.. الكهف 18/82 " رحمة الله العلي الكريم تجعل صلاح الأب الصالح ينسحب بآثاره الإيجابية إلى الأولاد، إلى الخلف، إلى الذرية.. فليتعظ بذلك المفسدون والفاسدون في كل الأزمان والأوطان، الذين يأتون الأعمال السيئة الطالحة، لأنهم يسيئون لأشخاصهم في الدنيا والآخرة، ويسيئون كذلك لسمعة أولادهم وبناتهم وأُسرهم في المجتمع.."..
وكذلك تدل الآيات الكريمة التي أرقامها في الآتي..
النساء 4/34، يوسف 12/9 ، الإسراء 17/25، الأنبياء 21/105، النور 24/32، العنكبوت 29/9، المنافقون 63/10، الجن 72/11
*
الصلاح، في أحاديث نبوية شريفة
وقد كرَّمَ نبيّ الهداية المصطفى، بسلامه على عباد الله الصالحين عليهم مرةً أو مرتين عن طريق ملايين المسلمين المؤمنين، بل وملياراتهم، بقولهم: { التحيات لله، والصلوات الطيبات، والسلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. }، الذي يرددونه في كل صلاة، فريضةً أو سنةً أو نفلاً، في كل مكان وزمان، منذ الدعوة إلى الإسلام، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؟. وهم الذين عرفهم الله عز وجلَّ في آيات كثيرة..
فهل يجوز أن لا نكون أهلاً لتقبُّل هذا السلام من سيِّد الكون؟، ألا يوجب على كل منا أو أليس من مصلحة كل فرد سويّ من المسلمين المؤمنين، أن يكون صالحاً بإجادة أعماله وأفعاله وخدماته وسلوكه وكل ما يقوم به، وجعلها خالصة لوجه الله؟.
144 ـ أشدُّ الناسُ بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون؛ إن كان أحدهم ليُبتلى بالفقرِ حتى ما يَجِدَ أحدُهم إلاََّ العَباءَةَ التي يُحَوِّيها، وإِن كان أَحّدُهم لَيَفرَحُ بالبلاءِ كما يَفْرحُ أحدُكم بالرَّخاءِ. الألباني " الصالحون، كالأنبياءِ، يُبتلون ويُمتحنون ويرضون ويَصبرون.."..
282 ـ أربعٌ من السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمَرْكب الهَنيءُ وأربعٌ من الشقاء: الجارُ السوءُ، والمرأة السوءُ، والمَركبُ السوءُ، والمسكن الضيَّقُ. الألباني
489 ـ من وَلِيَ منكم عملاً، فأراد اللهُ به خَيراً؛ جعلَ له وزيراً صالِحاً؛ إذا نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وإن ذَكَرَ أعانه. الألباني " الصلاح، الوزير الصالح أو الشخص الصالح، مفيد ومعين لمن يتولى أمور الناس.. بأية صفة كانت ولايته، أميراً، رئيساً، صاحب عمل، رب أسرة لكي ينجح في هذه الولاية.."..
764 ـ إن آلَ أبي فلانٍ ليسوا لي بأولياءَ، إنما ولِيَّ الله وصالحُ المؤمنين. الألباني
877 ـ للعبد المملوك الصالح أجران. الألباني
1610 ـ إن الصالحين يُشَدَّدُ عليهم، وإنه لا يصيبُ مؤمناً نكبة شوكةٍ فما فوق ذلك إلا حُطت بها عنه خطيئة، ورُفع بها درجةً. الألباني
1622 ـ إن الله إذا أنزل سطوتَه أهلِ نِقمته وفيهم الصالحون، فيصابون معهم، ثم يبعثون على نياتهم. الألباني
1869 ـ الرؤيا الصالحة جزءٌ من خمسةٍ وعشرين جرءاً من النبوة. الألباني
2176 ـ لِتَّخِذَ أَحَدُكُم قَلْباً شاكراً، ولِسانا ذاكراً، وزَوْجَةً صالحة تُعينُُه على أَمْرِ الآخرةِ. الألباني "الصلاح في الزوجة مفيد.."..
2722 ـ إن وجدتِ رجلاً صالحاً فتزوجي. الألباني " والصلاح في الزوج مطلوب.."..
* * *
7 ـ ثواب العمل الصالح المقترن بالإيمان
الآيات كثيرة متنوعة تنطلق من رحمة الله الواسعة ورضاه على عباده المؤمنين الذين يقومون بالعمل الصالح بشكل ما، لأنفسهم أو لغيرهم من العباد والناس، خالصاً لوجهه سبحانه، وهو العمل الجيد، الخيّر، المتقن، الحَسَن، الطيّب، النافع، المقبول عند ربّهم وخالقهم، الذي يكافئهم ويجزيهم عليه برحمته الواسعة..
والعمل الصالح له منعكس على الشخص مباشرة، وعلى الآخرين بشكل مباشر أو غير مباشر.. مكافآت ومزايا واسعة..
وقد أفردت هذا العنوان، للآيات الكريمة التي تقرن العمل الصالح بالإيمان، الذي لا بد له من قاعدة صلبة يعتمد عليها وتترافق معه.. وهي قاعدة الإيمان بالله أولاً.. ذلك أن من لم يؤمن يحبط الله أعماله ) أولئك لم يؤمنوا فأحبط الله أعمالهم.. ( الأحزاب 33/19
إذ لا بد من الإيمان لكي يثبت للعمل الصالح وجوده، ولا بد من العمل الصالح لكي تثبت للإيمان حقيقته، ويقطف المؤمن ثمرته.. فالعمل الصالح ثمرة طبيعية للإيمان، وهو صورة الإيمان الظاهرة.. فهو أي الإيمان حقيقة إيجابية متحركة، ما أن تستقر في الضمير حتى تسعى بذاتها لتحقيق ذاتها في الخارج، في صورة عمل صالح [78]..
والقرآن الكريم يهدر قيمة كل عمل لا يقترن بالإيمان ولا يستند إليه.. كما ورد في الآية الكريمة من سورة إبراهيم 14/18 )مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد. (، وفي الآية الكريمة من سورة النور 24/39 ) والذين كفروا بربهم أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفّاه حسابه.. (..
وقد اجتهدت في ترتيب الآيات الكريمة بحسب العناوين الفرعية الآتية: التي تعبر عن ثواب أو مآل العمل الصالح المقترن بالإيمان.. الجنة.. خيرُ الناس، وأعلاهم درجات.. المغفرة والتوبة.. الأجر عند الله.. الطمأنينة والأمان.. مكافآت ومزايا واسعة.. وسأذكر نصَّ بعض الآيات كاملة، وأرقام بعضها الآخر..
*
1 ) الجنة
وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ... البقرة 2/25 وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ... النساء 4/124 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيم. يونس 10/9 إِن الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا. أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ... الكهف 18/30، 31 " تدلنا الآية الكريمة على أن العمل الصالح هو عمل حسن، ومن يؤمن ويقرن إيمانه بالعمل الصالح سيكون ثوابه الجنة ".. رَسُولا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ… الطلاق 65/11 إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ. جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ… البَيِّنَة 98/7،8 " فقد نُسبت لهم صفة خير البريّة، بسبب العمل الصالح المقترن بالإيمان.."..
والآيات الكريمة الآتية تنص على أحكام مشابهة..
البقرة 2/82، النساء 4/57، النساء 4/122، المائدة 5/82- 85 ، الأعراف 7/42، هود 11/23، إبراهيم 14/23، الكهف 18/107، مريم 19/60، الحج 22/14، الحج 22/23، الحج 22/56، العنكبوت 29/58، الروم 30/15، لقمان 31/8، السجدة 32/19، سبأ 34/37، غافر 40/40، الشورى 42/22،23، الأحقاف 46/13،14، محمد 47/12، التغابن 64/9، النازعات 79/40،41، البروج 85/11
وأضيف، آيات كريمة دالة على سبل دخول الجنة
جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ. الرعد 13/23 النحل 16/32، الزُمَر 39/74 ، غافر 40/8،9، " وتنص على الدعاء للمؤمنين التائبين، وللصالحين من أقاربهم للدخول إلى الجنة.. ورحمتهم بوقايتهم من السيئات.. " الزُخرف 43/72 ، الأحقاف 46/15، 16 " التضرع إلى الله بأن يمنّ عليه بالعمل الصالح الذي يرضيه.. والتضرع بأن يكون الصلاح من صفات ذريته ونسله.. وثوابهم قبول الأعمال الحسنة منهم، والتجاوز عن سيئاتهم، ومأواهم الجنة.. حتى أن الله يتقبل من العمل أحسنه وأصلحه..".. محمد 47/4- 6 " ثواب عظيم لمن يقاتل ويقتل في سبيل الله.. عدم الضلالة في الأعمال، والهداية، وصلاح البال وطمأنيته، ومن ثم الجنة.. بخلاف من يكفر كما تنص الآيتان 8 و 9 من السورة.. " الفتح 48/17 "إطاعة الله والرسول تؤدي إلى الجنة.. طبعاً طاعةٌ بالعمل الصالح.."..
*
2 ) خيرُ الناس، وأعلاهم درجات
وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى. طه 20/75 " العمل الصالح المتقن يرفع المؤمن درجات عليا في الحياة الدنيا والآخرة.. وثوابه الجنة كما تنصُّ الآية الكريمة التالية " جناتُ عدنٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك جزاء من تزكى. طه 20/76 وَالذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ. العنكبوت 29/9 " الصالحون من الصفات الأساس للأنبياء والرسل عيهم الصلاة والسلام.. فالصلاح من الدرجات العليا للمؤمنين الذين يقومون بالأعمال الصالحة الجيدة المتقنة.."..
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ. البيّنة 98/7 الصالحات هي كل عمل ما أمر الله بفعله من عبادة وخلق وعمل وتعامل.. [79]
البقرة 2/212، الأنعام 6/132 ، النور 24/55، فاطر 35/10،
وأضيف هنا:
غافر 40/58 ، " فيها تحذير ودعوة لمحاسبة كل شخص وفق عمله، إن كان خيراً فخير.. وإن .. وفيه حضٌّ على أن يتذكر العبد أنه بعمله المتقن الصالح فقط يمتاز عن المسيء.. "..
و الأحقاف 46/19 " الارتقاء في سلم الدرجات، مرتبط بنوعية العمل.. وكذلك في الحياة الدنيا، يجب ربط الترقي والترفيع في المراتب بنوعية الأداء وجودته.."..
*
3 ) المغفرة والتوبة
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. أُوْلَئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ. آل عمران 3/135،136
وَاللذانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا. النساء 4/16 "التوبة مرتبطة بالإصلاح.. ".. وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ. المائدة 5/9
وإِنّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى. طه 20/82 فالذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ. الحج 22/50 إِنَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ. النور 24/5
وأضيف أرقام الآيات الكريمة التي تنصي على أحكام مشابهة..
البقرة 2/159، 160، آل عمران 3/89، الأنعام 6/54، الأعراف 7/153، هود 11/10،11، الفرقان 25/70/71 ، العنكبوت 29/7، الأحزاب 33/70- 71 " القول السديد، مآله صلاح الأعمال ومغفرة الله ورضوانه.."..، سبأ 34/4 ، فاطر 35/7، محمد 47/2، الفتح 48/29،
وأضيف، آيات كريمة أخرى للتوبة والمغفرة
*
4 ) الأجر عند الله
لا شك في أن السعي لتجويد العمل وإتقانه وتحسينه، يؤدي إلى ربط الأجر والدخل بجودة العمل ونوعيته، وبالتالي تحفيز العاملين وحثّهم على الإجادة والصلاح وتحسين أدائهم الإداري وغيره لينالوا جزاءهم ومكافأتهم على ذلك..
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. 2/112 الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ... النساء 4/173 إِنَّ هذا القرآنَ يَدي للتي هي أقومُ ( التي أعدل الطرق وأصوبها ) [80]، / للطريقة التي هي أعدل وأصوب [81]/ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا. الإسراء 17/9
وكذلك الآيات الكريمة..
البقرة 2/62، البقرة 2/277، آل عمران 3/57، النساء 4/146، المائدة 5/9، هود 11/11، النحل 16/97، الكهف 18/2، الكهف 18/30، العنكبوت 29/58، الروم 30/45، الأحزاب 33/31، سبأ 34/37 " العمل الصالح المتقن المقترن بالإيمان هو الذي يفيد الإنسان ويثاب عليه.. وليس تجميع المال أو كثرة الأولاد!. " فاطر 35/7، فُصّلت 41/8، الشورى 42/26، الفتح 48/39، الانشقاق 84/25، التين 95/4- 6
*
5 ) الطمأنينة والأمان
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. البقرة 2/62 فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ. الأنعام 6/48 وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا. طه 20/112
إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ. العصر 103/2
وكذلك الآيات الكريمة التالية..
البقرة 2/112، البقرة 2/277، المائدة 5/69، المائدة 5/93 " الله يحب المحسنين.. أليست محبة الله العزيز الجليل غاية سامية يجب أن يسعى إليها العبد المؤمن الصالح.. " الأعراف 7/35، الرعد 13/29، النحل 16/97، النور 24/55، الأحقاف 46/13، محمد 47/2،
وأضيف، آيات كريمة أخرى
هود 11/117 ، الأحزاب 33/9، يس 36/54، الأحقاف 46/13، 14 " علاوة على أن جزاء الاستقامة الجنة.. " الطور 52/19،
كما أُضيف الحديث النبوي الشريف × [ من أصبح معافى في بدنه آمناً في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها. ] ×، " وهذا حديث يوجهنا إلى الرضى والقناعة.. "
وأضيف ما قرأته في رسالة القديس يعقوب عن الإيمان والأعمال [82]
ماذا ينفع الإنسان، أيها الأخوة، أن يدعي الإيمان من غير أعمال؟ أَبِوسع الإيمان أن يُخلصه [83] ؟ فلو كان فيكم أخٌ " مؤمن " عريان أو أختٌ " مؤمنة " عريانة ليس لهما قوت يومهما، وقال لهما أحدكم: ( إذهبا بسلام فاستدفئا واشبعا، ولم تُعطوهما شيئاً مما يحتاج إليه الجسد، فماذا ينفعُ ينفع قولكما؟
وكذلك الإيمان، فإن لم يقترن بالأعمال صارَ مَيْتاً في حدِّ ذاته.
وقد يقال: ( أنت تؤمن وأنا أعمل ). فأرني إيمانك من غير أعمال، اَرِكَ بأعمالي إيماني. أنت تؤمن أن الله أحد، فقد أصبتَ. وكذلك الشياطين تُؤمن به وتَرْتعد. أتُحِبُّ أن تعلم أيها الأبله، أن الإيمان من غير أعمال شيءٌ عَقيم؟. أما بُرُّ أبينا إبراهيمُ بالأعمال إذ قَرَّبَ إبنه إسحق إلى المذبح؟ فأنت ترى أن الإيمان أعانَ أعماله وأن إيمانَه اكتمل بالأعمال، فتَمّتْ التي ورد فيها: ( إن إبراهيم صدَّقَ كلام الله فَعُدَّ له بِرَّاً ودُعِيَ خليلَ الله ).
ترون أن الإنسان يُبَرُّ بالأعمال لا بالإيمان وحده. وهكذا راحاب البَغِِيُّ: أما بُرَّت بالأعمال لأنها أحسنت وِفادةَ الرسولَين ثم صرفتهما في طريق آخر؟ فكما أن الجسد بلا روح مَيْت فكذلك الإيمان بلا أعمال مَيْت.
*
6 ) مكافآت ومزايا واسعة
يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ. آل عمران 3/114 وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا. الكهف 18/88 والذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ. العنكبوت 29/9 " الصالحون الذين يسلم عليهم رسول الله r في كل صلاة يؤديها مسلم في كل زمان ومكان، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.. وهل هناك أوسع من هذه المكافأة ومن هذا التكريم؟.. " ومن أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ . فُصّلت 41/33
وكذلك تقضي الآيات الكريمة..
يونس 10/4، الكهف 18/110، مريم 19/96، الأنبياء 21/94، الشعراء 26/224- 227، القصص 28/67، القصص 28/80، ص 38/24، غافر 40/7، 8، الشورى 42/26، الجاثية 45/30
* * *
8 ـ تبويب آيات قرآنية كريمة
أولاً ـ وجهة نظر، ودعوة
أ ـ سأُسعى للاجتهاد تحت هذا العنوان، في إيراد آيات كريمة، أراها متصلةً بشكل مباشر وبسيط بموضوع الجودة والإتقان والعمل الصالح النافع الحسن، وتصنيفها وترتيبها تحت عناوين فرعية دالّة على حكمها.. لاعتقادي بأنها تفي بغرض الدراسة، وتجعلها واضحة ومفهومة للقراء ولأصحاب المصلحة العاديين عامةً، وتدلهم:
* على أنهم ملزمون بإجادة تصرفاتهم بموجب أوامر الله الذي خلقهم " ومن ثَمَّ بتوجيهات رسوله المصطفى r في عنوان آخر " وقبل أن تكون مفروضة عليهم من قبل الأجنبي أو السلطات المحلية..
* وعلى السلوك والنهج السليم في القيام بالأعمال والأفعال والأقوال والأشغال والخدمات الصالحة التي يُثابون عليها، وتجنّبهم الأعمال السيئة الطالحة التي يؤاخذون عليها..
ب ـ وأترك لمن أوتوا العلم والإيمان، والنُخبة من الدعاة، من علماء الدين، ومن علماء الكون والطبيعة، وهم الذين تقصدهم الآية الكريمة ) … إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء.. ( فاطر 35/28.. وأدعو كلاًّ منهم، بحسب تخصصه الديني والعلمي الدنيوي، على تنوع الاختصاصات والمعلومات وتعددها، لأن يدرسوا الموضوع بدقة وعناية وأن يتمعّنوا جيداً في أحكام جميع آيات القرآن الكريم، التي تتصل بالخلْق والمخلوقات كافة، وتكوين الإنسان وتركيبه، والكون والفلك والسماوات والأرض والشمس والقمر والمحيطات والبحار والأنهار والبرق والرعد والسحاب واليابسة والجماد والحيوانات والحشرات والزرع والنبات والجبال والكواكب والنجوم والليل والنهار وكل الظواهر والمشاهد والمناظر… كما تقضي الآية الكريمة ) أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً. ( النساء 4/82.. ذلك أن القرآن الكريم، إعجاز وكمال وإبداع في كل ما فيه، يدل على تمام الدقة وحسن التدبير والإتقان في صنعة الله الخالق القدير.. وهو منهج مطلق، خارج من قيود الزمان والمكان.. و) إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم (.. والآية الكريمة ) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا ( دلائلَ قدرتنا ) فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ… ( فُصّلت 41/53..
بحيث يسلطون الضوء ساطعاً على إبداع الله جلّ وعلا وكمال صنعه ودقته وتوافقه وتوازنه وانسجامه وتناسقه وتناغمه المحكم في كل شيء في الوجود.. حيث لا يجد الإنسان السويّ العاقل فيها تعارضاً أو تصادماً أو تناقضاً أو تنافراً أو اختلافاً، برغم أن لكل منها صفاتها وخصائصها الفردية وتنظيماتها الجماعية، من شعوب وقبائل ومجتمعات وأمم وأجناس وألوان ولغات كثيرة متنوعة يصعب على الإنسان إحصاؤها ومعرفتها كلها.. وبالتالي لا يستطيع أن يدعي أنها وجدت مصادفة بلا تدبير من خالق مبدع واحد.. لأن هذه المخلوقات والظواهر كلها لا يمكن تفسيرها بغير تصور قدرة واحدة مدبِّرة..
ت ـ وأكتفي هنا بأن أورد عدداً من الآيات الكريمة التي جاءت في سورة واحدة فقط، في سورة الروم، لبيان أهمية ما أدعو العلماءَ إليه وسعتِه وضرورتِه.. ) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ. وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ. ( الروم 30/20- 25 و ) وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ. ( الروم 30/46..
* * *
ثانياً ـ الحض على العمل، وتقييمه..
العمل الصالح الجيد مدخل للعبادة.. والعمل الصالح جزْءٌ من العبادة، فنحن مأمورون بإعمار الأرض، ولا يكون ذلك إلا بالعمل الجيد.. حيث تقضي الآية الكريمة ) وما خَلَقْتُ الجِنَّ والأِنسَ إلاّ لِيعبدون. ( الذاريات 51/56 بأن الغاية من خلْقِ الإنسان هي عبادة الله الخالق؛ وكذلك ) وإلى ثمودَ أخاهم صالحاً قال يا قومِ اعبدوا الله ما لكم من إله غيرُه هو أنشأكم من الأرضِ واستعمركم فيها ( جعلكم عُمّارها وسكانها تنتفعون بخيراتها، أو فَوَّضَ إليكم عمارتها)… ( هود 11/61، وعمارة الأرضِ لا تكون إلاّ بالعمل، بالعمل النافع الصالح الجيد.. وبالتالي، فهو عبادة لله عزّ وجلّ التي خلَق الخلْق من أجلها.. وقد نبَّه جلَّ وعلا عبادَه إلى أن عملهم سيكون محل اختبار وامتحان ) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا.. ( المُلك 67/2.. مما يوجب التنافس على العمل الشريف، ويحضُّ على أحسنه وأصلحه وأجوده وأتقنه وأنفعه في جميع وجوهه.. وهو يشمل كل عمل وقول وخدمة وكل تصرف وتعامل.. كل عمل طيب نافع، ويشمل علاقات العبد بربه، وتصرفاته الشخصية، وعلاقات الناس بعضهم ببعض أفراداً وجماعات، بأسرته، والمجتمع، والأمة والعلاقات بين البشر جميعا..
كما أن العمل فرض على المؤمنين، وسيتم تقييمه من قبل الخالق عز وجلّ، ونبي الرحمة r، والمؤمنين.. كما تدلنا الآيات الكريمة التالية..
ولكلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ. الأنعام 6/132 … وسيرى الله عملكم ورسوله ثمَّ تُردُّون إلى عالم الغيب والشهادة فيُنَبِّؤكم بما كنتم تعملون. التوبة 9/94 وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. التوبة 9/105 " بدأت هذه الآية بفعل الأمر " قلْ "، كما في آية التوحيد: قلْ هو الله أحد، من سورة الإخلاص.. كما أن الله جلّ وعلا يحصي أعمال الإنسان، صالحها وطالحها.. فهو يحذر بالتالي من العمل الطالح.. ويوجه الناس والمؤمنين نحو العمل الصالح المتقن، بدليل أنه هو سبحانه وتعالى سيراه ويقيّمه ويقدره، وكذلك رسوله المصطفى r ، والمؤمنون، وهؤلاء صالحون ولا يقدّرون ولا يعترفون بالعمل الطالح.. ".. فالرقابة والتقييم على ثلاثة مستويات: من الله سبحانه وتعالى، ومن رسول الله r، ومن المؤمنين وهؤلاء صالحون..
وإذا قسنا الموضوع على الجودة في أنشطتنا، فإن هناك أولاً، رقابة وتقييم من المولى عز وجلّ على الاستقامة بالعمل وحُسن أدائه، فنحن ملزمون ومأمورون شرعاً بالعمل المجوَّد والأداء الجيد..
ثم هناك ثانياً، رقابة من المدير أو صاحب العمل أو المكلف على رقابة حُسن الأداء..
وهناك ثالثاً، رقابة الزبائن والمتعاملين والجمهور.. فعموم الناس يساعدون غالباً على إنتاج السلع أو البضائع وتسويقها باستهلاكها وشرائها إذا كانت متقنة جيدة، أو بالابتعاد عها إذا كانت خلاف ذلك.. والأمر نفسه ينطبق على الخدمات المتنوعة المقدمة لهم.. على أن الدعاية والإعلام يساهم في الترويج للمنتجات والخدمات، مما قد يخدع الجمهور أو أغلبه..
*
الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ ( ليختبركم، وهو أعلمُ بأمركم ) أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ... هود 11/7 إِنّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ ( لنختبرهم، مع سبق علمنا بحالهم ) أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا. الكهف 18/7 " الإغراء بما في الحياة الدنيا وبما على الأرض من زينة مختلفة الأنواع، ثم الابتلاء والاختبار، لمعرفة فيما إذا كان المرء العبد المؤمن يُجاهد نفسه وينهاها عن الهوى ويقاوم مغريات الدنيا والطمع، ويحقق غاية وجوده بإتيان العمل الصالح الحسن المُتقن الجيد في كل أعماله وسلوكه، خاصة في معاملاته وعلاقاته مع الآخرين.. وفي ذلك عبادة خالصة لوجه الله..".. وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ. فصّلت 41/33 الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ ( ليختبركم ) أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ. المُلك 67/2
وكذلك الآيات الكريمة التالية..
الأنعام 6/108، الأنعام 6/،165 يونس 10/14، طه 20/75 ، 76، الأنبياء 21/35، يس 36/33- 35 ، الصّافات 37/39، المزمل 73/4
* *
ثالثاً ـ الاستقامة
الاستقامة في الحياة، أمر إلهي، أمر الله سبحانه وتعالى أنبياءه بها.. ) فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. ( هود 11/112 و ) فَلِذلك فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ… ( الشورى 42/15
والمستقيم من العباد، الذي هداه الله العزيز إلى الصراط المستقيم، يتحلى بأخلاق الاستقامة المطلقة، ويندفع لإتيان الأعمال الصالحة النافعة المتقنة الجيّدة، ليكون كسبه الديني أو الدنيوي حلالاً طيبا.. ويمتنع عن اقتراف الأعمال السيئة والمنكرات.. وبخاصة حين تقترن الاستقامة بالإيمان..
*
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. الفاتحة 1/6 وَالله يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. البقرة 2/213 … وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. آل عمران 3/101 وَلَهَدَيْناهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا. النساء 4/68 وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. الأنعام 6/87 وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. يونس 10/25 فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. هود 11/112وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ. مريم 19/36 وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ. المؤمنون 23/73،74 إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ. عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. يس 36/3،4 وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ. يس 36/61 " اقتران الإيمان والعبادة بالاستقامة " إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. فُصّلت 41/30 " اقتران الإيمان بالاستقامة " أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمْ مَنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. المُلك 67/22.
وكذلك الآيات الكريمة التالية..
البقرة 2/142، آل عمران 3/51، النساء 4/175، المائدة 5/16، الأنعام 6/39، الأنعام 6/126، الأنعام 6/153، الأنعام 6/161، الأعراف 7/16، هود 11/56، إبراهيم 14/1، الحِجر 15/41، النحل 16/76، النحل 16/121، مريم 19/43، طه 20/135، الحج 22/24، الحج 22/54، النور 24/46، سبأ 34/6، الصافات 37/118، الشورى 42/15، الشورى 42/52، 53، الزخرف 43/43، الزخرف 43/61، الزخرف 43/64، الأحقاف 46/13 " اقتران الإيمان بالاستقامة "الفتح 48/2، الفتح 48/20،
* *
رابعاً ـ الإيمان، الإطاعة، الهداية، التوبة، الأمان، ..
رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ. آل عمران 3/193 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. المائدة 5/105 " عدم التأثر بمن ضلّ.. " مَا كَانَ لأهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلا نَصَبٌ وَلا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلا ( يأخذون منه شيئاً من غنيمة أو قتلٍ أو أسر)، / قتلاً أو أسراً أو نهباً / إِلا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ. وَلا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. التوبة 9/120،121 " قتال العدو أو أسره، أو إضعافه اقتصادياً، عمل صالح.. وكذلك الإنفاق والصدقة وفعل الخير.. مما يؤكد أن العمل الصالح يؤخذ على إطلاقه، في الأمور الدينية والدنيوية، في الإيمان بالله والعبادات والمعاملات العلاقات مع العباد.. " وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ. هود 11/117 " الإصلاح طمأنينة واستقرار وأمان وحماية من الله جلَّ وعلا.. والفساد سبب رديء يؤثر على اقتصاد الدول وتدهورها.. " وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ. النور 24/52 " لا شك في أن إجادة أي عمل أو خدمة وإتقانها، يدخل ضمن هذه الطاعة لله ورسوله.."..
وكذلك تقضي الآيات الكريمة الآتية..
البقرة 2/148، المائدة 5/48، الأنعام 6/125،127، الأعراف 7/43، الأنفال 8/1 الأنفال 8/20، الأنفال 8/46، التوبة 9/100، التوبة 9/102 الكهف 18/110 مريم 19/76 ، المؤمنون 23/58- 60 ، النور. 24/54، القصص 28/9، القصص 28/27 " الوفاء بالعهد أو الوعد، صلاح.. ".. فاطر 35/32، الأحقاف 46/15 محمد 47/4، محمد 47/33، الفتح 48/13، الحجرات 49/14، الطور 52/21، المجادلة 58/13، التغابن 64/12.
* *
خامساً ـ المصلحة الذاتية
إضافة إلى الأوامر الإلهية ودروس السيرة النبوية الشريفة، فإن في العمل الصالح، في إتقان العمل وإجادته، مصلحة ذاتية أو شخصية لكل صاحب علاقة في الدنيا والآخرة.. في كل فعل أو عمل أو خدمة أو قول أو تصرف أو سلوك.. وذلك قبل أن تكون مفروضة عليه من أحد الخلائق..
ويعود العمل الصالح على صاحبه نفسه بالخير، ويؤدي العمل السيء إلى العقوبة..
*
وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ... البقرة 2/110 وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ. الأعراف 7/170 وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ. هود 11/117 إِنَّ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ... الإسراء 17/7 إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا. الإسراء 17/9 مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ. لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ. الروم 30/44، 45 مَن عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ. فُصّلت 41/46 وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ( الذي عدّل أعضاءها وجعل كل عضو منها صالحاً لما أريد منه ). فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا ( طهّر نفسه بالعمل الصالح والتقوى ). وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا. الشمس 91/7- 10
وكذلك تقضي الآيات الكريمة التالية..
الأعراف 7/35، هود 11/46، الكهف18/46، النمل 27/89 ، القصص 28/84، الزُمر 39/70، فصّلت 41/33، الجاثية 45/15
* *
سادساً ـ لا ينفع الندم، بعد فوات الأوان
لقد أقسم الله سبحانه بالزمن في آيات عديدة من القرآن الكريم مما يدل على أهميته القصوى، كما ميّزَ الله رب العالمين الإنسانَ عن بقية مخلوقاته بالإحساس بالزمن، فرض عليه تنظيمه واحترامه في صلواته كل يوم..
ومن المعلوم أن الوقت يمضي بسرعة دون استئذان أحد أو انتظاره، ولا جدوى أو فائدة من الندم بعد تفويت الظرف المناسب.. فمن الضروري الاستفادة من الزمن وإتيان الأعمال الصالحة، قبل فوات الأوان..
*
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيما. وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا. النساء 4/17، 18 الذين ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا. الكهف 18/106 وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ. السجدة 32/12 تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ. المسد 111/1، 2
وشبيه ذلك تقضي الآيات الكريمة..
النحل 16/28، الكهف 18/49، المؤمنون 23/99،100، فاطر 35/37، المنافقون 63/10،11، التحريم 66/7، الحاقة 69/28، 29
* *
سابعاً ـ آيات الترغيب بالعمل الصالح الحسن الطيِّب..
قد بيّنت لنا آيات كريمة كثيرة، تنوّعَ المجالات والميادين التي يمكن أن تجري فيها الأعمال الصالحة: المتقنة، المستقيمة، المجوّدة، الحسنة، النافعة، الخيرة، الطيّبة.. كما بينّت آيات كريمة عديدة الأعمال السيئة الرديئة.. ومآل كل منها ونتائجها وثوابها أو عقابها.. وضربت لنا الأمثلة المتعددة على ذلك، التي تأمرنا أو تدفعنا أو تحرضنا أو ترغبنا في الأعمال الصالحة وتشجعنا عليها وترينا حُسن ثوابها ومآلها.. وتنهانا عن الأعمال الطالحة السيئة وتحذرنا من مغبّة عقابها ومآلها الوخيم.. وسأورد هنا آيات الترغيب بالعمل الصالح، ثم أورد في " ثامناً " آيات الترهيب والتحذير من الأعمال السيئة..
*
بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. البقرة 2/112 مّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيم. البقرة 2/261 يؤْمنون بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ. آل عمران 3/114 وَلَنْ تَسْتَطِيعُواْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ النِّسَاء وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا. النساء 4/129 وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ أَنتُم بِهِ مُؤْمِنُونَ. المائدة 5/88 قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ… الأعراف 7/32 … وقُلْ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ . التوبة 9/105… الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكرِ والحافظون لحدودِ الله وبشِّرِ المؤمنين. التوبة 9/112 وما كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ. هود 11/117 " الإصلاح يضمن الأمان والطُمأنينة " أَلَمْ ترَ كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرة طيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعُها في السماء. إبراهيم 14/24 إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا. الإسراء 17/9 قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا.. الكهف 18/110ولقدكَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ. الأنبياء 21/105 يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. المؤمنون 23/51 " إذا كان هذا التوجيه والأمر للرسل، فماذا على العبد الصالح السويّ أن يعمل وأي طريق يسلك؟. ".. يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا. يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا. الأحزاب 33/70،71 " القول السديد، عمل صالح مآله صلاح الأعمال ومغفرة الله ورضوانه.. " فأما مَن طَغَى. وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى. وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى. النازعات 79/37- 41 لَقد خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ. التين 95/4- 6
وتقضي بما يشابه ذلك الآيات الكريمة..
البقرة 2/ 57، البقرة 2/ 60، البقرة 2/172، البقرة 2/182، البقرة 2/168، 169 البقرة 2/195، البقرة 2/228 ، البقرة 2/233، البقرة 2/237 ، البقرة 2/ 245، البقرة 2/265، آل عمران 3/104، آل عمران 3/110، آل عمران 3/135، 136، آل عمران 3/195 ، النساء 4/34،35 ، النساء 4/114 ، النساء 4/128، المائدة 5/4 ، الأنعام 6/48 ، الأنعام 6/54 الأعراف 7/35، الأعراف 7/160، الأعراف 7/168، الأنفال 8/1، التوبة 9/18، التوبة 9/75، التوبة 9/71، التوبة 9/120، 121، يونس 10/26، هود 11/88 ، يوسف 12/90، النحل 16/30 ، النحل 16/32 ، النحل 16/67 ، النحل 16/96،97، النحل 16/114، الإسراء 17/53 ، الكهف 18/2، الكهف 18/82، طه 20/75، طه 20/112، الحج 22/41 ، النور 24/32 ، النور 24/36- 38، النور 24/55، الفرقان 25/70، القصص 28/27 ، القصص 28/67، القصص 28/77، العنكبوت 29/7 ، العنكبوت 29/9 ، لقمان 31/17، السجدة 32/17، الأحزاب 33/5، الأحزاب 33/31 ، فاطر 35/ 10 ، الزُمَر 39/33- 35، الزمر39/70، فُصّلت 41/33،34، الشورى 42/40، الزُخرف 43/72، الجاثية 45/30، الأحقاف 46/13- 16، محمد 47/2،3، محمد 47/4 – 6 ، محمد 47/35، الحُجرات 49/9، 10، الطور. 52/19 ، الطور 52/21، الفجر 53/31، النجم 53/ 39، 40، الواقعة 56/10- 12، 24، الحديد 57/21، التغابن 64/9، الطلاق 65/11، التحريم 66/11، المرسلات 77/41- 44، النبأ 78/31، الليل 92/17، 18،
* *
ثامناً ـ آيات الترهيب والتحذير من العمل الطالح السيء والنهي عنه
بعد أن ذكرت في " سابعاً " آيات الترغيب بالعمل الصالح ومآله.. أورد هنا آيات الترهيب من العمل السيء..
*
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ. البقرة 2/11، وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ. البقرة 2/188
وما كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ... آل عمران 3/161يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ... النساء 4/29 قُلَ لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. المائدة 5/100 وإِلى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ. الأعراف 7/85 أفمن أسَّسَ بُنيانَه على تقوى من الله ورضوانٍ خَيْرٌ أَم من أسَّسَ بُنيانه على شَفا جُرُفٍ هاوٍ فانهار به في نار جهنم.. التوبة 9/109وأوفوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً. الإسراء 17/35 المال وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا. الكهف 18/46 حَتّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ. المؤمنون 23/99/100 فَاتقوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ. وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ. الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ. الشعراء 26/150- 152 أَوْفوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ. وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ. وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ. الشعراء 26/181- 183 وجَدّتُها وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ. النمل 27/24 أفمن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ. فاطر 35/8 ذلك بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ… محمد 47/3 إن الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى لَن يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ. محمد 47/32 يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ. الحُجرات 49/2 " آداب السلوك.. " إنما أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ. التغابن 64/15ضرب اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ. التحريم 66/10 وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ. الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ. وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ. المطففين 83/1- 3 وَما يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى. الليل 92/11
*
وهذه أرقام آيات كريمة تنص على أحكام مشابهة:
البقرة 2/30، البقرة 2/79 ، البقرة 2/85 ، البقرة 2/96 ، البقرة 2/121 ، البقرة 2/159، 160، البقرة 2/167 ، البقرة 2/217، البقرة 2/278،279، آل عمران 3/14 ، آل عمران 3/21، 22، آل عمران 3/30، آل عمران 3/98،99 ، آل عمران 3/156 ، آل عمران 3/180، آل عمران 3/188، النساء 4/108، النساء 4/123، المائدة 5/5 ، المائدة 5/53 ، المائدة 5/62، 63، المائدة 5/90، المائدة 5/92، الأنعام 6/43، الأنعام 6/88 ، الأنعام 6/135، الأعراف 7/56، الأعراف 7/117، 118، الأعراف 7/139 ، الأعراف 7/142 ، الأعراف 7/147 ، الأعراف 7/180، الأعراف 7/189، 190، الأنفال 8/13، الأنفال 8/28، الأنفال 8/47 ، الأنفال 8/48، التوبة 9/9 ، التوبة 9/17 ، التوبة 9/37 ، التوبة 9/69 ، 9/75، 76 ، التوبة 9/94، يونس 10/12، يونس 10/22،23 ، يونس 10/81، هود 11/15، 16، هود 11/46، هود 11/78 ، هود 11/121، يوسف 12/9، إبراهيم 14/18 ، إبراهيم 14/ 26، إبراهيم 14/42، الحِجر 15/90- 93، النحل 16/34، النحل 16/63، الكهف 18/103- 105، طه 20/81، طه 20/117- 120، المؤمنون 23/62- 64، النور 24/23،24 ، النور 24/39 ، النور 24/55، الفرقان 25/21- 23، الفرقان 25/32، الشعراء 26/111، 112 ، الشعراء 26/165- 169، الشعراء 26/188، 189 ، الشعراء 26/216، النمل 27/4 ، النمل 27/48، النمل 27/84 ، النمل 27/90، القصص 28/15، القصص 28/19، العنكبوت 29/4 ، العنكبوت 29/38 ، العنكبوت 29/55، الروم 30/41، لقمان 31/23، السجدة 32/14، الأحزاب 33/19، سبأ 34/37، فاطر 35/10، الصّافات 37/95،96، الزُمَر 39/64،65، غافر 40/37 ، فُصّلت 41/22، فصّلت 41/5 ، فصّلت 41/27 ، فصّلت 41/40 ، الشورى42/20، الشورى 42/42 ، الجاثية 45/33، محمد 47/1، محمد 47/8،9 ، محمد 47/28 ، الفتح 48/11، الفتح 48/13، الطور 52/16، النجم 53/32، المجادلة 58/14، 15، الحشر 59/4، المنافقون 63/2، التغابن 64/7، التغابن 64/12، التحريم 66/7 ، النازعات 79/37- 41، الغاشية 88/1- 4، العاديات 100/8،الهُمزة 104/1- 3
* *
تاسعاًً ـ التمييز بين الأعمال الجيدة، والأعمال السيئة
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ. البقرة 2/134 قل أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ. البقرة 2/139 وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ. يونس 10/41 ولو شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. النحل 16/93 من جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. القصص 28/84 قل مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ. قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ. سبأ 34/24، 25 أم نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ. ص 38/28 إِنَّا هَدَيْنَاهُ " الإنسان " السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا. الإنسان 76/3
ونفسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا. الشمس 91/7- 10
وأورد أرقام آيات كريمة تنص على أحكام مشابهة:
آل عمران 3/162، 163، المائدة 5/66، الأنعام 6/132 ، هود 11/93، النحل 16/111، القصص 28/55، سبأ 34/12 ، سبأ 34/13، فاطر 35/10، الزُمَر 39/39، غافر 40/58، الشورى 42/15 ، الجاثية 45/21، محمد 47/14، الجن 72/10،11
* * *
9 ـ إحصاء الأعمال والمتابعة والرقابة
تمهيد
كلٌّ امرئ مسؤول عن نتائج أعماله وأفعاله وخدماته وتعاملاته وكل ما يأتيه من تصرفات وأقوال.. فقد أُحصيت عليه بدقة تامة، من قبل الله عز وجلّ.. وسيحاسب على أساسها.. ) يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ.. ( المجادلة 58/6
وقد نبهنا جلّ وعلا وذكرنا وأنذرنا وكرر علينا بأنه بصير بما نعمل من خير أو شر، ويراقب ما نقوم به من عمل صالح، أو عمل سيء.. ) اقرأ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا. ( الإسراء 17/14
كما يتوجب على كل امرئ أن يُراقب نقسه ويجاهدها وينهاها عن العمل السيء الطالح، باعتباره مراقباً من الله عز وجلّ، إضافة إلى أنه على علم دقيق بأعماله وسلوكه ) بل الإنسان على نفسه بصيرة. ولو ألقى معاذيره. ( القيامة 75/14
أورد هنا بعض ما قرأته في موسوعة د. محمد راتب النابلسي [84] ويدلنا أو يساعدنا على الاستيعاب..
× الإحصاء يختلف عن العد، لقوله تعالى ) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا. ( مريم 19/94 فمن أحصاها فقد استوفاها، أي أنه لم يقتصر على بعضها… وأنه عرفها على وجه التفصيل… وقيل: معنى أحصاها: عمل بها… سلك طريق العمل بها… ليس المراد بالإحصاء عدَّها ليس غير، لأنه قد يعدها الفاجر، وإنما المراد العمل بها.. [85]
× المحصي هو اسم يتصل بعلم الله عز وجل... يعلم كل أعمالك بدقائقها وتفاصيلها ومناسباتها ودوافعها وأهدافها، كل هذا تراه يوم القيامة رأي العين هذا هو معنى المحصي. والمحصي هو العليم بدقائق الأمور وبأسرار المقدور، هو بالمظاهر بصير وبالبواطن خبير، وهو المحصي للطاعات والمحصي لجميع الحالات.. والمحصي هو المحيط بكل شيء جملةً وتفصيلاً لا تخفى عليه خافية لا في الأرض ولا في السماء... الله عز وجل يحصي لك أعمالك الصالحة والطالحة.. الجليلة والصغيرة... ×،
× ومن الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المؤمن أن يحصي هو أيضاً أخطاءه ويحصي أفعاله ويحصي أيامه، ويحصي نعم الله عليه… فإذا أحصى العبد أخطاءه واستغفر الله منها كان هذا حافزاً لطاعة ربه وابتعاده عن الغفلة.. [86]
× أنت إذا شعرت أنك مراقب فلا بدّ من أن تنضبط؛ فكيف إذا أيقنت أن الله جلّ جلاله هو الرقيب! والحديث النبوي الشريف يوجهنا إلى أن [ أفضل إيمان المرء أن يعلم أن الله معه حيث كان. ] [87] ×
× الرقيب في اللغة بمعنى المُنْتظِر، قال تعالى: ) وارْتقبوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيب. ( هود 11/ 93 ) وارْتقبوا ( أي انتظروا، فإن الرقيب هو المُنتظر. ورقيب القوم هو الحارس الذي يُشرف على مراقبة العدو، ورقيب الجيش: طليعته. [88] ×،
× ) لِتَعْلَموا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا. ( الطلاق 65/12، فإذا علمت أن الله يعلم، فبدافع من فطرتك، وبدافع حبك لذاتك، وبدافع رغبتك في السلام والكسب والتفوق، تستقيم على أمره. في الإدارات الحديثة صار البناء كله وحدة صوتية وضوئية، فبإمكان المدير أن يرى كل المديرين.. [89] ×،
× ) .. إن الله كان عليكم رقيباً. ( النساء 4/1 هل تستطيع أن تكذب هذه الآية؟ هل تستطيع أن تُدلِّس؟ وأن تغُش؟ أن تحتال؟ أن توهم؟ وهل تستطيع إيذاء الخلق؟ إذا كنت مراقباً من قبل مخلوق تجد أنك تتجنب كل ما يؤدي للهلاك، فكيف إذا كنت مراقباً من قبل الخالق؟، لو أننا شعرنا أن الله رقيبٌ علينا لاستقامت حالنا جميعاً.. [90]
× إذا كان الله عز وجل شهيداً فلا تخفى عليه خافية، ولا حركة، ولا سكنة، ولا خاطر، ولا صراع العباد فنفوس العباد مكشوفة له. فقد قال تعالى: أنت عملت عملاً طيباً، والناس لم يقدّروك.. ولم يقدروا عملك، ) .. أو لم يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. ( فصّلت 41/53 .. ملخّص هذا الاسم الجليل، شهيد، أن الله معكم أينما كنتم.. من لوازم أنه معكم يعلم ما تفعلون، يعلم ظاهر العمل، وباطنه، ونوايا صاحب العمل ومؤدّى العمل، وخلفية العمل، عملك بكل تفاصيله، وملابساته، وخلفياته، وأهدافه، ومراميه، في علم الله عزّ وجل. فالأدب مع الله من نتائج إدراك العبد أنه يوقن أن الله على أفعاله شهيد. [91]
هذا، وبممارسة الرقابة والتتبع والمساعدة والإحصاء، نستطيع تعرّف مسار الفعاليات والنشاطات والوظائف والخدمات في المنظمات المختلفة العامة والخاصة والتعاونية والوحدات الإدارية وغيرها، ومدى تحقق أهدافها ومهامها وواجباته، وتعرّف الصعوبات والانحرافات المرافقة للتنفيذ في الوقت المناسب، وتقديم المساعدة في تجاوز الأولى وتصحيح الثانية ومساءلة مسببها، فهي مكملة لباقي الوظائف الإدارة وأنشطتها، وإلاّ بقيت هذه حبراً على ورق.. ومن أشكال هذه المهمة وأساليبها: * الاتصالات الشخصية المباشرة.. * الزيارات الميدانية والاجتماعات.. * الإحصاء وجمع المعلومات.. * الرقابة والتفتيش..
على أن يرافق هذه المتابعة والرقابة، العدلُ والحزم في الثواب والعقاب.. بحيث يُكافأُ المُجد فعلاً، ويؤاخذ المسيء بموضوعية.. مع التفريق بين الخطأ والخطيئة وترّب وجوه القصد والإصرار من عدمه.. والتدرج في العقوبة، دون أن تكون وسيلة انتقام أو إذلال، وإنما للتقويم والإصلاح، كما شأن الوالد مع ولده..
كما أنها تقتضي توفر الكفاءة والاستقامة والنزاهة في من يكلف بالمتابعة من البشر أو من العاملين عليها في المنظمات المجتمع والمجتمع أو الدولة.. ) وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون. ( التوبة 9/105.. والمؤمنون تتوفر فيهم طبعاً صفات الكفاءة والاستقامة والنزاهة وغيرها..
*
أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ. البقرة 2/77 … وَالله بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ. البقرة 2/96 وَما اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ. البقرة 2/149 ... وَالله يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ.. البقرة 2/220 ... وَالله شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ. آل عمران 3/98 ... وَاتقوا اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا. النساء 4/1 ما قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. المائدة 5/117وقلْ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. التوبة 9/105 وَارْتَقِبُواْ إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيب. هود 11/93 وكلّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا. اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا. الإسراء 17/13، 14 وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا. الكهف 18/49 " الرقابة والمتابعة دقيقة تُعنى بكل صغيرة وكبيرة، والعدل سيسود المحاسبة.. " لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا. مريم 19/94 وإِن تَجهر بالقول فإِنه يعلم السرَّ وأخفى. طه 20/7 يَوم تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. النور 24/24 ...وَكَان اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا. الأحزاب 33/52 حتى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ. وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ. فصّلت 41/20- 22 " أعمال المرء محصاة عليه من شهود ملتصقين به أو يُشكلون جزءاً منه: السمع والبصر والجلد.. ولا ينفعه أن يعاتبها، فالله قد سخرها وأنطقها، برغم أن صاحبها لم يكن يأبه لها، وكان غافلاً عن علم الله بأعماله.. " مَا يَلْفظ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد. ق 50/ 18 يومَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. المجادلة 58/6 وكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا. يُنَبَّؤُ الإنسان يومئذٍ بما قدّم وأخّر. بل الإنسان على نفسه بصيرة. ولو ألقى معاذيره. القيامة 75/13- 15 إنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ. الفجر 89/14 يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ. فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ. الزلزلة 99/6- 8
وأورد في الآتي أرقام الآيات التي تنص على أحكام مشابهة..
البقرة 2/74، البقرة 2/85، البقرة 2/111 ، البقرة 2/140، البقرة 2/144 ، البقرة 2/215، البقرة 2/233 ، البقرة 2/234، البقرة 2/237 ، البقرة 2/265 ، البقرة 2/271 البقرة 2/283، آل عمران 3/30 ، آل عمران 3/99 ، آل عمران 3/120 ، آل عمران 3/153، آل عمران 3/156، النساء 4/94 ، النساء 4/108 ، النساء 4/128، المائدة 5/4 ،المائدة 5/8 ، المائدة 5/48 ، المائدة 5/71 ، الأنعام 6/3، الأنعام 6/59 الأنعام 6/60 ، الأنعام 6/101 ، الأنعام 6/108، الأنعام 6/132، الأعراف 7/129، الأنفال 8/72 ، التوبة 9/16، التوبة 9/94 ، يونس 10/14 ، يونس 10/ 23 ، يونس 10/61 ، هود 11/ 6 ، هود 11/92 ، هود 11/123، يوسف 12/19، النحل 16/28 ، النحل 16/32، النحل 16/91، الإسراء 17/17 ، الإسراء 17/30 ، الإسراء 17/84 ، طه 20/52 ، طه 20/110، الأنبياء 21/47، الحج 22/17 ، الحج 22/61، الحج 22/68 ، الحج 22/75، المؤمنون 23/51، النور 24/21 ، النور 24/30 ، النور 24/41 ، النور 24/53 ، النور 24/64، النمل 27/88 النمل 27/93، العنكبوت 29/8 ، لقمان 31/15، لقمان 31/29، الأحزاب 33/2 ، الأحزاب 33/51، الأحزاب 33/54، سبأ 34/11 ، سبأ 34/3 ، يس 36/12، الزُمَر 39/7 ، الزُمَر 39/70 ، فصّلت 41/50، فصّلت 41/53، الشورى 42/11، الشورى 42/25، الجاثية 45/28، 29، محمد 47/30 ، محمد 47/35 ، الفتح 48/11، الفتح 48/24 ، الحُجرات 49/18، ق 50/، الحديد 57/4 ، الحديد 57/10، المجادلة 58/3، المجادلة 58/7 ، المجادلة 58/11، المجادلة 58/13، الحشر 59/18، الممتَحنة 60/3، الجمعة 62/8، المنافقون 63/11، التغابن 64/2 ، التغابن 64/8، الطلاق 65/12، الجن 72/28، النبأ 78/29، 81/13، 14، الانفطار 82/4، 5 الانشقاق 84/5 أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى. العلق 96/14
* * *
10 ـ الإحسان، عمل صالح
أعتقد أن أفضل ما أبدأ به، هو أن عدداً من آيات القرآن الكريم قد وصفت أسماء الله جلَّ شأنه، بأنها "حُسنى ".. ) اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى. ( طه 20/8 و ) وَلِله الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. ( الأنعام. 7/180
وقد كرّم سبحانه بني آدم في خَلْقِه ) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. ( النساء 4/96.. وهو ) الذي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ. ( السجدة 32/7
وأوضح له أن هدف القرآن الكريم هداه ورحمة له إذا أحسن )تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ. هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ. ( لقمان 31/2، 3.. ووجهه إلى قدوته في أعماله وأقواله وسلوكه ) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا. ( الأنبياء 21/33
وأمره بشكل صريح ومباشر بالإحسان ) إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. ( النحل 16/90
وبيَّن للإنسان بأن العمل الحَسَن وصلاحه وإتقانه وتحويده هو محلَّ اختبار من خالقه.. ) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ ( ليختبركم ) أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا.. ( المُلك 67/2.. ) وَهُو الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً... ( هود 11/7 وقد جاءت كلمة، عملاً، مفردةً في صيغة النكرة، في كلا الآيتين الكريمتين، مما يعني لغةً أخذَ معناها على إطلاقه.. بحيث يشمل كل أنواع العمل الحسن، الصالح، المُتقن، النافع، الجيد.. من عمل ديني تعبّدي، الذي يحقق به الإنسان غاية وجوده ) وما خَلَقْتُ الجِنَّ والأِنسَ إلاّ لِيعبدون. ( الذاريات 51/56 ومن عمل دنيوي مع ذاته، وفي العلاقات المادية والمعنوية مع الآخرين، مع كل الناس..
وأوضح جلّ جلاله للعبد بأن له مصلحة خاصة في ذلك ) إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا..( الإسراء 17/7.. وأنه في الوقت نفسه سيحظى بحب الخالق له ) ... وأحسنوا إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. ( البقرة 2/195..
وقد جاء الإحسان للوالدين، بمعناه الواسع، في آيات كريمة، مباشرة بعد الأمر بعبادة الله عزّ جلّ ) َوقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا. ( الإسراء 17/23..
كما بينت آيات كريمة كثيرة الثوابَ لمن يعمل حسناً والمآلَ والمزايا والمكافآت التي سيجنيها نتيجة عمله هذا، ) فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ. ( المائدة 5/85 وهل هناك هدف أسمى وأرقى لدى أيِّ إنسان أو عبد مؤمن، من دخول الجنة والخلود يها.. و ) هل جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ. ( الرحمن 55/60.. و) وَلَما بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. ( القصص 28/14.. و ) مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا .. (الأنعام 6/160و ) مَن ذَا الذي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ. ( الحديد 57/11.. و )وَالذين آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ. ( العنكبوت 29/7..
ولا أعتقد أني أستطيع إيفاء " الإحسان " حقه كعمل صالح جيد [92].. لذا، أترك القارئ يتدبَّرُ ويتفكر في الآيات الكريمة التالية، ويستخلص منها العبرَ والدروس التي تفيده في أعماله وأفعاله وأشغاله وخدماته وسلوكه وسائر تصرفاته الدينية والدنيوية، في حياته الدنيا القصيرة كجسر لحُسْنِ المآل في حياته الآخرة.. و ) فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. ( المؤمنون 23/14
على أني أُذكر القارئ العزيز، بالدعاء الذي يكرره دائماً العبد المؤمن في صلواته ).. ربنا آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذاب النار. ( البقرة 2/201
كما أورد الأحاديث الشريفة التالية:
- 876 أَثقل شيءٍ في الميزان الخُلُقُ الحَسَنُ. الألباني
- 2854 إن مثل الذي يعمل السيئاتِ ثم يعمل الحسناتِ، مثل رجل كانت عليه درعٌ ضيِّقةٌ قد خنقته، ثم عمل جسنةً فانفكَّتْ حَلْقةٌ، ثم عمل جسنةً أحرى فانفكت حلْقةٌ أخرى حتى يخرجَ إلى الأرضِ. " حضٌ على العمل الحسن الصالح، بتبيان أحد أشكال ثوابه ومآله..".. الألباني
- 3214إنما مَثَلُ الجليس الصالحِ والجليسِ السوءِ: كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ؛ فحاملُ المسكِ؛ إما أن يُحْذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيِّبة، ونافخ الكيرِ؛ إما أن يُحرِقَ ثيابَكَ، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثةً. " ميِّزات العمل الصالح ومآله الحَسَن.. وتميُّزُه عن عمل السوء وآثاره..".. الألباني'
- 3327 من قرأَ حرفاً من كتاب الله؛ فله به حَسَنة، والحسنة بعشرِ أمثالها، لا أقول: ) ألم ( حرف، ولكن ألفٌ حرْف، ولامٌ جرفٌ، وميمٌ حرفُ. الألباني
*
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. البقرة 2/112صبغة اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ. البقرة 2/128 ومنهم من يقول ربنا آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة سنةً وقنا عذاب النار. البقرة 2/201 فَآتاهم اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ. آل عمران 3/148 وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً. النساء 4/125 من جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ. الأنعام 6/160 ولله الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. الأعراف 7/180 وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ. هود 11/114 إن اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ. النحل 16/90 ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ. النحل 16/125 إن أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا... الإسراء 17/7 وأَوفوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً. الإسراء 17/35 قلْ لعبادي يقولوا التي هي أحسن... الإسراء 17/53 ثم خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ. المؤمنون 23/14 وابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ. الشعراء 28/77 الذي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ. السجدة 32/7 وإِنْ كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا. الأحزاب 33/29 اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ... الزُمَر 39/23 ولا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ. فُصّلت 41/34 هلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ. الرحمن 55/60 الذي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ. المُلك 67/2 لَقدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ. التين 95/4
وأذكر آيات كريمة تنص بما يشابه الآيات الكريمة السابقة..
البقرة 2/58، البقرة 2/83، البقرة 2/178، البقرة 2/195، البقرة 2/236 ، آل عمران 3/134، آل عمران 2/142، النساء 4/36، النساء 4/39، النساء 4/62، النساء 4/86، المائدة 5/12، المائدة 5/13، المائدة 5/85، المائدة 5/93، الأنعام 6/84، الأنعام 6/151، الأنعام 6/152، الأنعام 6/154، الأنعام 7/56، الأعراف 7/94، 95، الأعراف 7/145، الأعراف 7/156، الأعراف 7/168، التوبة 9/91، التوبة 9/100، التوبة 9/107، التوبة 9/120، التوبة 9/121، يونس 10/26، هود 11/7، هود 11/115، يوسف 12/22 ، يوسف 12/36، يوسف 12/56، يوسف 12/78، يوسف 12/90، الرعد 13/6، الرعد 13/18، الرعد 13/22، النحل 16/30، النحل 16/62، النحل 16/96، النحل 16/97، النحل 16/122، النحل 16/128، الإسراء 17/23، الإسراء 17/34 ، الإسراء 17/110، الكهف18/30 ، الكهف 18/86،، الكهف 18/104، طه 20/8، مريم 19/93، 94، الأنبياء 21/101، الحج 22/37، المؤمنون 23/96، النور 24/28، الفرقان 25/24، الفرقان 25/33، الفرقان 25/70، النمل 27/11، النمل 27/89، الشعراء 28/14، الشعراء 28/54، الشعراء 28/84، العنكبوت 29/7، العنكبوت 29/8، العنكبوت 29/46، العنكبوت 29/69، لقمان 31/2، 3، لقمان 31/22، الأحزاب 33/21، الصافات 37/79، 80، الصافات 37/104، 105، الصافات 37/110، الصافات 37/120، 121، الصافات 37/130، 131، الصافات 37/113، الزُمَر 39/10، الزُمَر 39/18، الزُمَر 39/33، 34، الزُمَر 39/58 ، غافر 40/64، فُصّلت 41/33، فُصّلت 41/50، الشورى 42/23، الأحقاف 46/12، الأحقاف 46/15، الأحقاف 46/16، النجم 53/31، الحديد 57/11، الحديد 57/18، الحشر 59/24، المُمتحنة 60/4، المُمتحنة 60/6، التغابن 64/3، التغابن 64/17، المزمل 73/20، المرسلات 77/43، 44، الليل 92/5- 10
* * *
11 ـ أحاديث نبوية شريفة
تمهيد
نصت آيات القرآن الكريم، دستور الدين الإسلامي، والمصدر الأساس للشريعة الإسلامية، على أحكام شاملة وعامة ووضعت القواعد الأساس في العبادات والمعاملات.. وتم إيضاحها وتفسيرها وتطبيقها والتفصيل فيها، بما أوحِيَ إلى النبي محمد r، بالسنة النبوية الشريفة ) وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.. ( الحشر 59/7..كما دلت على هذا التكامل والترابط، الآية الكريمة ) اليوم أكملت لكم دينكم..( المائدة 5/3 التي نزلت في عرفة، في حجة الوداع.. وحديثه r [ وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، أمراً بيِّناً: كتاب الله، وسنة نبيه]..
فالسنة النبوية الشريفة هي المصدر الثاني لشريعتنا الإسلامية.. وتوجيهات المصطفى r حول العمل الصالح النافع، ذات ارتباط وثيق بموضوع الإجادة والإتقان والإحسان في كل ما يقوم به الإنسان والمؤمن من أعمال وأفعال وأقوال وخدمات.. ذلك أن العمل يعتبر فرضاً وأساساً في شريعتنا الإسلامية السمحاء.. كما أنه r رعى الغنم، وعمل تاجراً قبل البعثة، وتاجر بأموال أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها.. وهو عليه الصلاة والسلام يُنبهنا ويُحذّرنا بقوله [ إن الله عزّ وجلّ لا يقبل من العمل إلاّ ما كان خالصاً، وابْتُغِيَ به وجهُهُ. ]..
على أني أُورد في هذا التمهيد، الحديث الشريف الذي ذكره مسلم في صحيحه برقم /49/ [ من رأى منكم منكراً فلْيُغَيِّرَهُ بيده، فإن لم يستطع فبِلسانه، فإِن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.]، الذي يتلخص التوجيه النبوي فيه بنقطتين:
1 - أن كلمة " منكراً " جاءت بصيغة النكرة، فهي تشمل مقاومة كل أشكال المنكر أو العمل الرديء والإفساد الفساد في جميع المجالات والأنشطة..
2 – وفيه تحديد لأساليب المكافحة.. * بيده.. فإذا كان العبد صاحب سلطة، فعليه أن يستعملها لتفادي العمل ولتغييره.. * بلسانه.. فإذا كان داعية وصاحب قلم، فعليه أن يقاومه ويسعى لتغييره، في ما يكتبه ويدعو له وفي كل ما يقوله وينشره.. * بقلبه.. بحيث لا يقترف " منكراً "، في تصرفاته.. وهذا يعتي أن مقاوة المنكر ومكافحته، سُنَّةٌ عينية واجبةٌ على كل عبد مؤمن..
وسأسعى للاجتهاد بإيراد الأحاديث النبوية الشريفة المتصلة بالإجادة.. أو تلك التي توضح لنا الأعمال الصالحة وهي كثيرة الأوجه ولا حصر لها.. ويفسدها سوءُ الخُلق ورداءة التعامل.. أو بإيراد عدد منها مما ينهى عن الغش والإفساد والفساد.. كما أني سأسعى لإيرادها تحت عدد من العناوين الفرعية..
*
أولاً ـ الحض على العمل الصالح الجيد المتقن
1 ) من سلسلة الأحاديث الصحيحة، الألباني [93]
52 - إن الله عزّ وجلّ لا يقبل من العمل إلاّ ما كان خالصاً، وابْتُغِيَ به وجهُهُ.
404 – ثلاث خصال لا يَغُلُّ عليهن قلب مسلم أبداً: إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة.. " وهل يكون العمل الخالص لله جل وعلا، إلا جيداً وصالحاً ومتقنا.. "
444 – إذا وُضع الرجلُ الصالح على سريره، قال: قدّموني قدّموني، وإذا وُضع الرجل السّوءُ على سريره، قال يا ويْلَهُ، أين تذهبون بي؟. " مآل واضح وبيّن للعمل الصالح، ولعمل السوء.. فمن يعمل صالحاً في حياته الدنيا يكون مطمئناً لثواب ربه ورحمته، فيستعجل.. أما من بعمل سوءاً فهو خائف ونادم.."..
607 - أطيب الكسب عمل الرجل بيده، وكل بيعٍ مبرور.
1038 – إن مسابكم هذه وليست بمسابَّ على أحد، وإنما أنتم ولد آدم طفّ الصاع لم تملؤوه، ليس لأحد على أحد فضل إلاّ بدين أو عمل صالح، حسبُ الرجل أن يكون فاحشاً بذيئاً بخيلاً جباناً.
1113 – إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه.
1114 - إذا أراد الله بعبد خيراً عسّله، فقيل: وما عسله؟ قال: يفتح له عملاً صالحاً بين يدي موته حتى يرضى عنه من حوله.
1136 - أُمرت الرسل قبلي ألا تأكل إلا طيباً، ولا تعمل إلا صالحاً. " الرسل والأنبياء قدوة وأسوة للعباد ليقتدوا بهم.. والعمل الصالح هو أحد الأسس أو الوسائل الرئيسة لنشر الرسالة السماوية الإلهية، لذا، أُمروا بالعمل الصالح فقط.. فماذا يتوجب علينا أن نعمل نحن عباد الله؟. "..
1296 – إذا توضّأَ أحدكم فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، لا ينزِعه إلاّ الصلاة، لم تزَل رجله اليسرى، تمحو سيئةً وتكتب الأخرى حسنةً، حتى يدخل المسجد. " كما أن الإجادة مطلوبة منا وملزمون بها في أعمالنا التعبدية.. فهي مطلوبة منا ومأمورون بها في الأعمال الدنيوية.."..
1298 - ألا أخبركم بخياركم؟ خياركم أطولكم أعماراً، وأحسنكمْ أعمالاً. " ويبقى أثر العمل الصالح الجيد حتى إلى ما بعد الوفاة.. "..
1332 - إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويلٌ لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه. " الحث على العمل الصالح والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر وفعله.. ومن يجعل الله فتح الخير على يديه، يصبح قدوةً للآخرين.."..
1373 - إذا عملت سيئة فأتْبعها بحسنة تمحُها.
1542 -… اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قَرَّب إليها من قول أو عمل...
1619 – طوبى للغرباء، قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: ناس صالحون قليل في ناس سوءٍ كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم. " الاستمرار والثبات على الاستقامة والعمل الصالح، برغم شدة الظروف وكثرة المفسدين والفاسدين وطغيانهم.. "
1890 – افعلوا الخير الخيرَ دهركم..... " فلنتخذ من فعل الخير الصالح الجيد مبدءاً لنا في أعمالنا وخدماتنا وسلوكنا عامة، وشعاراً دائماً في هذه الحياة الدنيا القصيرة.."..
2313 - من استطاع منكم أن يكون له خبْءٌ من عمل صالح فلْيفعل. " حض على العمل الصالح بكل أنواعه وأشكاله.."..
2602 -… واعلموا أن أحب العمل إلى الله أدومه، وإن قلّ. " ليست العبرة في كثرة الأعمال والمنتجات والخدمات، وإنما بجودتها واستمراريتها واستقرارها.."..
2656 - إن الله لا ينظر إلى ( أجسادكم، ولا إلى ) صوركم وأموالكم، ولكن ( وإنما ) ينظر إلى قلوبكم (وأشار بأصابعه إلى صدره ) وأعمالكم.
3299 - يتبع الميِّتَ إلى قبره ثلاثة: أهله، ومالُه، وعمله؛ فيرجع اثنان ويبقى واحد؛ يرجع أهله وماله، ويبقى عمله. " دلالة على القيمة بعيدة المدى للعمل ونوعيته.. مما يوجب على المؤمن، والإنسان عامةً، أن يعمل أعمالاً صالحة يستفيد منها في دنياه القصيرة الفانية وتكون له ذخراً في آخرته الخالدة.."..
3453 - التاجر الأمين الصدوق المسلمُ: مع ( النبيِّينَ، والصِدِّيقين، و ) الشهداء يوم القيامة.
3468 – إن ثلاثة كانوا في كهف فوقع الجبل على باب الكهف فأوصد عليهم، قال قائل منهم: نذكروا؛ أيكم عمل حسنةً؛ لعلّ الله عز وجل برحمته يرحمنا!
فقال رجل منهم: قد عملت حسنةً مرة؛ كان لي أُجراء يعملون، فجاء عمّال لي، فاستأجرت كل رجل منهم بأجرٍ معلوم، فجاءني رجل ذات يوم وسط النهار، فاستأجرته بشطر أصحابه، فعمل في بقية نهاره كما عمل كل رجل منهم في نهاره كلّه، فرأيت عليّ من الذمام أن لا أُنقِصه مما استأجرت به أصحابه؛ لما جَهِد في عمله،فقال رجل منهم: أتعطي هذا مثل ما أعطيتني، ولم يعمل إلاّ نصف نهار؟! فقلتُ: يا عبد الله! لم أبخسك شيئاً من شرطك، وإنما هو مالي أحكم فيها ما شئتُ، قال: فغضب وذهب، وترَك أجره. قال: فوضعت حقه في جانب من البيت ما شاء الله، ثم مرّتْ بعد ذلك بقرٌ، فاشتريت به فصيلة [94] من البقر فبلغتْ ما شاء الله، فمرَّ بي بعد حين شيخاً ضعيفاً لا أعرفه، فقال: إن لي عندك حقاً؛ فذكَّرنيه حتى عرفته، فقلت: إياكَ أبغي، هذا حقُّك، فعرضتْه عليه جميعها! فقال: يا عبدَ الله! لا تسخر بي! إن لم تصَّدَّقَ عليَّ فأَعطني حقي، قلتُ: والله لا أسخرُ بك! إنها لحقُّكَ، ما لي منها شيء، فدفعتها إليه جميعها، اللهمَّ! إن كنتُ فعلتُ ذلك لوجهِك؛ فافْرِج عنّا! قال: فانصدع الجبل حتى رأوا منه أبْصروا.
قال الآخر: قد عملتُ حسنةً مرةً؛ كان لي فضْل، فأصابت الناسَ شدةٌ، فجاءتني امرأة تطلب مني معروفاً، قال: والله ما هو دون نفسك! فأبتْ عليَّ فذهبتْ، ثم رجعت فذكَّرتني بالله، فأَبيتُ عليها وقلت لا واللهِ؛ ما هو دو نفسِك! فأبت عليَّ وذهبتْ، فذكرتْ ذلك لزوجها، فقال لها: أََعطيهِ نفْسَك، وأَغني عيالِك! فلما رأت ذلك أسلمتْ إليَّ نفْسها، فلما تكشَّفتُها وهممتُ بها، ارتعدتْ من تحتي، فقلتُ: ما شأنك؟! قالت أخاف الله ربَّ العالمين! فقلتُ لها: خِفتيهِ في الشدة، ولم أخَفْهُ في الرَخاء! فتركتها وأعطيتها ما يحقُّ عليَّ بما تكشَّفْتها، اللهم! إن كنتُ فعلتُ ذلك لوجهك، فافْرُج عنا! قال: فانصدع حتّى عرفوا وتبيَّن لهم.
قال الآخرُ: عملت حسنةً مرةً؛ كان لي أبوان شيخان كبيران، وكان لي غنمٌٌ، فكنتُ أُطعمُ أبويَّ وأسقيهما، ثم رجعت إلى غنمي، قال: فأصابني يومُ غيثٍ حبسني، فلم أبرح حتى أمسيتُ، فأتيتُ أهلي، أخذتُ مِحلبي، فحلبتُ غنمي قائمةً، فمضيتُ إلى أبويَّ، فوجدتهما قد ناما، فشقَّ عليّ أن أوقظهما، وشقَّ أن أترك غنمي، فما برحت جالساً؛ ومِحلبي على يدي حتى أيقظهما الصُبحُ، فسقيتهما، اللهم! إن كنت فعلتُ ذلك لِوجهك؛ فافْرُج عنا! قال النعمان: لَكأَني أسمع هذه من رسول اللهِ r – قال الجبل: طاق ففرج الله عنهم وخرجوا.
أحرجه الألباني من حديث النعمان بن بشير.. وقد أورده بنحوه الشيخان مسلم والبخاري في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر.. وهو حديث نبوي شريف، يشير بكل وضوح إلى أن الأعمال الصالحة والتوسل بها إلى الله، تفرج الكرب والضيق عن المؤمنين..
4949 … اعملوا فكلّ مُيسَّرٌ لما خُلق له، أما من كان من أهل السعادة فيُيَسَّرُ لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاوة فيُيَسَّرُ لعمل أهل الشقاوة. ثم قرأ ) فأما من أعطى واتقى. وصدق بالحسنى. ( لليل 92/ 5- 6
*
2 ) من صحيح مسلم [95]
432 -… يا فلان ألا تحسن صلاتك.. " كما هو التوجيه بإجادة الصلاة وإتقانها، فإننا مأمورون أيضاً بإتقان أعمالنا وخدماتنا.."..
1015 -... فقال ) يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم. ( " فما أجدر بنا نحن العباد بتطبيق هذا الأمر من المولى جلّ وعلا.."..
1042 - لأن يغدو أحدكم فيحطب على ظهره فيتصدق به ويستغني به عن الناس خير له من أن يسأل رجلاً أعطاه أو منعه ذلك فإن اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول.
2577 - إنما هي أعمالكم أُحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلاّ نفسَه.
2817 - .. سددوا وأبشروا، فإنه لن يُدخل الجنة أحداً إلا عمله.
*
3 ) من صحيح البخاري [96]
1635 -… ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون، فقال: اعملوا فإنكم على عمل صالح. " الثناء على العمل الصالح النافع.. وهو سقاية الناس.. "..
2073 - إن داوود عليه السلام كان لا يأكل إلاّ من عمل يده. " برغم ما آتاه الله الكريم.."..
2075 - لأن يأخذ أحدكم أحبله خير له من أن يسأل الناس. " العمل هو الذي يجب أن ينشده الإنسان في كل أحواله، بدلاً من سؤال الناس.."..
2262 - ما بعث الله نبياً إلاّ رعى الغنم. فقال أصحابه: وأنت؟ قال: نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة.
4015 – فأبشروا وأَمْلوا ما يسُركم، فوالله ما الفقرَ أخشى عليكم، ولكني أخشى أن تُبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من قبلكم، فتتنافسوها، وتهلكُكم كما أهلكتهم. " تحذير من البطر والكسل والتواكل.. "..
4406/5550 -… وستلقون ربكم، فيسألكم عن أعمالكم… " في حجة الوداع "
5425 - اللهم إني أعوذ بك، من الهمّ والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجُبن.. وقد أكد ( هذا الدعاء والتوجيه، في أحاديث مشابهة، أوردها البخاري بأرقام 6363، 6367، 6368، 6369، 6371، 6377.. " وفيه حرصٌ واضح على العمل الحسن والحضّ عليه، والابتعاد عن الكسل.."
6463 - لن ينجي أحدٌ منكم عمله... سددوا وقاربوا... " توجيه صريح وأمر محدد بضرورة إجادة أي عمل وصلاحه وإتقانه.. وابتغاء وجه الله به، وخير العباد.."..
6465 - سئل النبي r أي الأعمال أحبُّ إلى الله؟ قال: أدومه وإن قلّ. وقال: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون.
7088 - يوشك أن يكون خير مال المسلم غنمٌ يتبع بها شَعَفَ الجبال والقطر، يفر بدينه من الفتن.
7430 - ولا يصعد إلى الله إلاّ الطيب. " من القول والعمل.. وتقضي الآية الكريمة ) مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ.. ( فاطر 35/10، العمل الصالح هو الذي يرفع العمل أو القول الطيب.."..
7452 -… إن أول ما يُنْتِنُ من الإنسان بطنه، فمن استطاع أن لا يأكل إلاّ طيباً فليفعل. " حضٌّ على العمل الصالح الحسن، وتنبيه لعدم إتيان العمل الرديء وأكل المال الحرام.."..
*
ثانياً ـ التوجيه للإجادة
1 ) من سلسلة الأحاديث الصحيحة ـ الألباني
771 – زينّوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً. " ولنتذكر، أن لدينا علماً واسعاً يتعلق بقراءة القرآن الكريم.. اسمه: التجويد.. "
1186 - إذا أبردتم إليَّ بَريداً؛ فابعثوه حَسَنَ الوجه، حسن الاسم. " حُسن اختيار شكل الموفدين والمندوبين للمهمات، التي تتصل بالمقابلات الوجاهية.. وقد ورد أيضاً برقم: 4034.."..
1358 - أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلُحت صلح له سائر أعماله، وإن فسدت فسد سائر عمله. " الحث على التجويد في الصلاة، وهي عماد الدين.. لأنها تؤثر إيجاباً في سائر أعماله.. وإن إجادة المؤمن للصلاة خمس مرات في اليوم يولِّد عنده عادة الأداء الحسن في كل أعماله وأفعاله وخدماته الدنيوية.."..
1369 - إذا صلى فليلبس ثوبيه، فإن الله أحق من تزين له.
1421 - اذكر الموت في صلاتك، فإن الرجل إذا ذكر الموت في صلاته لحري أن يُحسن صلاته... "الحياة
الدنيا قصيرة جداً، مهما ظن البعض أنها طويلة.. كما أنه إذا ذكر العبد أنه مَيّْتٌ لا محالة، فلا بدَّ من أن يفكر في مصلحته الآخرة وأن يحسن أداءه ويجيد أعماله.. "
1583 - إن أحسن الناس قراءةً، الذي إذا قرأ رأيت أنه يخشى الله.
1815 - حُسن الصوت زينةُ القرآن." وكذلك إجادة الأعمال والأفعال والخدمات بمختلف أشكالها وأنواعها يجعلها جميلة، كإجادة التصميم أو التنفيذ في شيء أو موضوع ما يزيد جمال هذا الشيء أو المشروع.." ..
2240 – يُقال لصاحب القرآن: اقرأْ وارْتَقِ، ورتِّلْ كما كنت في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آيةٍ ( كنت ) تقرأ بها. " إتقان القراءة وإجادتها عمل صالح.. + فضل حافظ القرآن.. "
2252 - إذا أخذت شعراً فأكْرِمه. " دعوة وحضٌّ على تحسين المظهر وتجويده في كل عمل أو خدمة بدءاً من المظهر الخارجي، مما يجعل باطنه جيداً..".
2301 - من أحب أن يقرأ القرآن غضَّاً كما أًنزل، فلْيقرأً على قراءة ابن أم عبد. " توجيه للتأسي بالقدوة في إتقان العمل والحرص على أدائه بشكل جيد.."..
2535 - إن العبد ليصلي ستين سنة، وما تُقبل له صلاة، ولعله يُتم الركوع ولا يتم السجود، ويُتم السجود ولا يُتم الركوع. "ضرورة إتقان العمل كله لكي يٌقبل.. فالعمل لا يكون جيداً إلاّ إذا كان جيداً متقناً في جميع جزئياته ومكوناته.. "..
2537 - الصلاة ثلاثة أثلاث: الطَّهور ثلث، والركوع ثلث، والسجود ثلث، فمن أداها بحقها قُبلت منه، وقبل منه سائر عمله، ومن ردَّت عليه صلاته ردَّ عليه سائر عمله. " فمن أدّى الصلاة كلها، بثلاثة أثلاثها، جيدة بإتقان، تُقُبِّلت منه.. فالعمل لا يكون جيداً إلاّ إذا كان جيداً متقناً في جميع جزئياته ومكوناته.. وإلاّ، رُدَّ إلى صاحبه أو صانعه ولم يقبل منه!. "..
2604 – الناس أربعة، والأعمال ستةٌ، فالناس: .... والأعمال: ….* ومن عمل حسنة كانت له بعشرة أمثالها. " التشجيع على تجويد العمل وتحسينه وإتقانه.. بمضاعفة أجره ومكافأته وثوابه.. "
2682 - يا عمرو! إن الله عزّ وجلّ قد أحسنَ كلَّ شيءٍ خَلَقه.... " التذكير بكمال خلق الله عز وجل.. فإذا كانت هذه الصفة عند الخالق، فإنه يتوجب علينا التقرب من الخالق ونيل رضاه بإحسان وبإجادة ما نقوم به من أعمال وخدمات.."..
2724 - كان يأمرنا أن نصنع المساجد في دورنا، وأن نصلح صنعتها ونُطهرها.
3285 - تعلّموا كتاب الله واقتنوه، وتغنّوا به، فو الذي نفس محمد بيده! لهُوَ أشدُّ تفلتاً من المخاض من العُقُل.
3384 - خصال ست، ما من مسلم يموت في واحدة منهن، إلا كانت ضامناً على أن يدخله الجنة: 4- ورجل توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، كان ضامناُ على الله.
3398 – من توضأ فأحسن وضوءه، ثم قام فصلى ركعتين – أو أربعاً، شكَّ سهلٌ -، يُحسن فيها الذِّكر والخشوع، ثم استغفر الله، غُفر له. " لأن إتقان العبد وإجادته وضوءه وصلاته، سيجعل من الأداء سلوكاً مستقراً في حياته ومعاملاته.. "..
4034 - إذا أبردتم إليَّ بَريداً؛ فابعثوه حَسَنَ الوجه، حسن الاسم. " حُسن اختيار شكل الموفدين أو المندوبين للمهمات، التي تتصل بالمقابلات الوجاهية.. وسبق أن ورد برقم 1186.."..
*
2 ) من صحيح مسلم
91 - إن الله جميل يحب الجمال. " التخلّق بخُلُق الله، بأن لا يحب العبد وأن لا يفعل وأن لا يقبل من الأعمال إلاّ ما هو جميل وجيد وحسن.. "
378 – ألقِهْ ( يعني الأذان ) على بلال فإنه أندى صوتاً منك. " الاختيار بناء على صفات مميزة.. وهو ما يفترض لدى اختيار الشخص المناسب إلى المكان الذي يناسبه.."
*
3 ) من صحيح البخاري
7482 - ما أذن الله لشيءٍ ما أذن للنبيّ يتغنى بالقرآن. ( يريد: أن يجهر به. )
7544 - ما أَذن الله لشيءٍ ما أَذن لنبيٍٍّ حَسن الصوت بالقرآن يجهر به.
وأضيف:
لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود. حديث صحيح، بعد أن سمع رسول الله r صوت أبي موسى الأشعري يقرأ من الليل فوقف فاستمع إليه ثم قاله..
*
ثالثاً ـ أنواع العمل الصالح
1 ) من سلسلة الأحاديث الصحيحة ـ الألباني
906 - أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على قلب مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يفضي عنه ديناً، أو يطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجةٍ أحبُّ إلي من أعتكف في هذا المسجد ( يعني مسجد المدينة ) شهراً، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ( ولو شاء يمضيه أمضاه ) ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيّأَ له أثبت الله قدمه يوم القيام يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخُلُق يُفسد العمل كما يُفسد الخلُّ العسل. " حديث شريف يعطينا دلالة صريحة على أن الأعمال الصالحة متنوعة وكثيرة الأوجه ولا حصر لها.. ويفسدها سوء الخُلُق والتعامل.."..
1103 - … فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون.
1156 -… وكان يقول: خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لن يملَّ حتى تملّوا، وكان يقول: أحب العمل ما دام عليه صاحبه وإن قلّ. " العمل بحسب الإمكانات المتاحة، والاستمرار على العمل الصالح مهما بدا قليلا.."..
1558 – أمِطِ الأذى عن الطريق، فإنه له لك صدقة. " العمل للمنفعة العامة، عمل صالح.. وهو في اللغة أو في المصطلحات المعاصرة المحافظةُ على سلامة البيئة.."..
1734 - إن ما بقي من الدنيا بلاءٌ وفتنةٌ، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء، إذا طاب أعلاه طاب أسفلُه، وإذا خبث أعلاه خبُثَ أسفلُه. " العمل الصالح المتقن الجيد ذو أثر ومردود إيجابي على المدى الطويل.. والعكس صحيح بالنسبة للعمل السيء الرديء.. فإذا اعتاد الإنسان على الاستقامة والأداء الحَسَن سينعكس ذلك على سلوكه في كل مجالات الحياة.. "
1913 - ذَرِ الناس يعملون، فإن في الجنة مائة درجة..... " فكل إنسان سينال جزاء عمله، ويحتل درجة من هذه الدرجات بحسب نوع عمله ومدى إتقانه وإخلاصه لله فيه.. كما تنص الآية الكريمة ) ولكل درجات مما عملوا ( الأنعام 6/132.. " وإذا تكلمنا عن الإدارة، فيجب أن تكون جودة الأداء وإتقانه أحد الشروط الأساس للترفيع والترقي في الوظائف أو في إشغال المناصب العليا.."..
2232 - من سعى على والديه ففي سيل الله، ومن سعى على عياله ففي سبيل الله، ومن سعى على نفسه لِيَعِفُّها فهو في سبيل الله، ومن سعى مُكابِراً ففي سبيل الطاغوت. وفي رواية: في سبيل الشيطان. " تنوع العمل الصالح، مع التمييز بينه وبين العمل الطالح الرديء.."..
2291 - من أفضل الأعمال إدخالُ السرورِ على المؤمن، وتقضي عنه ديناً، تقضي له حاحة، تُنَفِّسُ له كربةً.
2373 - نَحِّ الأذى عن طريق المسلمين. " العمل للمنفعة العامة، عمل صالح.. وهو في اللغة المعاصرة المحافظةُ على سلامة البيئة.. "..
2639 - أفضل الصدقة إصلاحُ ذات البين. " الحرص على الجماعة، وعدم التفرقة.."..
2669 – ما من مسلمٍ يفعل خصلة من هؤلاء إلاّ أخذتْ بيده حتى تُدخلَه الجنة. ( قال أبو ذر: قلت يا رسول الله! ما يُنجي العبد من النار؟ قال: الإيمان بالله. قلت: يا نبي الله! إن مع الإيمان عمل؟ قال: يرضح مما رزقه الله، قلت: يا رسول الله! أرأيت إن كان فقيراً لا يجد ما يرضح به؟ قال: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر. قلت: يا رسول الله! أرأيت إن كان عيياً لا يستطيع أن يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر؟ قال: يصنع لأخرق. قلت: أرأيت إن كان أخرق لا يستطيع أن يصنع شيئاً؟ قال: يُعين مغلوباً. قلت: أرأيت إن كان ضعيفاً لا يستطيع أن يعين مظلوماً؟! قال: ما تريد أن تترك في صاحبك من خير؟! تُمسك الأذى عن الناس. فقلت: يا رسول الله إذا فعل ذلك دخل الجنة؟! فذكره.. r " أوجه فعل الخير والعمل الصالح النافع وأشكاله كثيرة.. إذا اقترنت بالإيمان وصفاء النية.. "
2708 - إن في ابن آدم مضغةً إذا صلحت صلح سائر جسده، وإذا فسدت فسد سارُ جسده، ألا وهي القلبُ.
2932 – عمِل هذا قليلاً، وأُجر كثيراً. [97] " دلالة على ارتباط الثواب والأجر بنوعية العمل وإجادته أي بكيفية أدائه وليس بكميته.. ذلك لأن الأهمية في الجزاء لأصل العمل وجوهره ونوعه.. وهو في الحديث الشريف: الإيمان أولاً وأساساً.. وقد ارتبط العمل الصالح بالإيمان في آيات كريمة كثيرة.. "
3130 - إذا ذبح أحدكم، فَلْيُجهِزْ. وجاء في ص 359: إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم، فأحسنوا القِتلة، وإذا ذبحتم، فأحسنوا الذَّبحة، وليُحدَّ أحدُكم شفرته وليُرح ذبيحته. " إذا كان الإتقان والإجادة والإحسان مطلوباً في قتل الأعداء وفي التعامل مع الحيوان أثناء ذبحه.. فمن الأولى أن يسود الإتقان والتجويد والإحسان والصلاح في العلاقات بين البشر وفي التعامل والتجارة وتبادل المصالح والخدمات معهم.. مع كل الناس.. سواء كانوا مواطنين محليين أم أجانب.. وسواء كانوا أفراداً أم مجموعات أم مؤسسات أو مجتمعات.. وسواءً كانوا أصدقاءً أم أعداء.."..
3167 – بُعث موسى عليه السلام وهو راعي غنم، وبُعث داود عليه السلام وهو راعي غنم، وبُعثتُ أنا وأنا راعي غنم بأجيادَ.
3360 – من صلّى عليَّ من أمتي صلاة مخلصاً من قلبه، صلى الله عليه بها عشْرَ صلوات، ورفعه بها عشر درجات، وكتب له بها عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات.
3406 - .. قالوا أَكنتَ ترعى الغنم؟ قال: وهل من نبيّ إلاّ وقد رعاها.
3984 – أربع من عمل الأحياء يجري للأموات: - رجل ترك عَقِباً صالحاً فيدعو، فيبلغه دعاؤهم. - ورجل تصدق بصدقة جارية، له من بعده أجرها ما جَرَتْ. - ورجل علَّم علماً يُعْمَلُ به من بعده، فله مثل أجر من عمل به؛ من غير أن ينتقص من ( أجر ) عمله شيئا. - ورجل مرابط يُنْمى له عمله إلى يوم الحساب. " أمثلة واضحة على أن العمل الصالح الحسن، المقترن بالإيمان، متنوع ومجالاته وأشكاله متعددة الوجوه.. وكما تقضي الشريعة الإسلامية بصورة عامة وتحضّ على العمل الصالح في شتى الميادين الدينية والدنيوية.. ويقول ( في حديث آخر: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلاّ من ثلاث، من ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية من بعده، أو علم يُنتفع به. فالأعمال الثلاثة هذه، هي أعمال صالحة.. "
*
2 ) من صحيح البخاري
757 -.. إن رسول الله r.. دخل المسجد فدخل رجل فصلى فسلم على النبي r فرد وقال: ارجع وصلّي فإنك لم تصلي، فرجع يصلي كما صلّى، ثم جاء فسلم على النبي r فقال: ارجع وصلّي فإنك لم تصلي، ثلاثاً. فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلّمني، فقال إذا قمت للصلاة فكِّر ثم أقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قاعداً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تطمئن جالساً وافعل ذلك في صلاتك. " على الرئيس تدريب مرؤوسيه على حسن أداء العمل إتقانه.. "
6217 – اعملوا فكلٌّ مُيَسّر. " على الإنسان أن يستنفد وأن ما يستفيد مما منحه الله من إمكانات.. "..
6596 - كلٌّ يعمل لما خُلقَ له، أو لما يُسِّر له.. " العمل حسب الإمكانات التي منحها الله عزَّ جلّ لعباده.."..
*
رابعاً ـ النهي عن الأعمال الطالحة الرديئة
1 ) من سلسلة الأحاديث الصحيحة ـ الألباني
318 - لا غِرار في صلاة ولا تسليم. ( قال أحمد: يعني - فيما أرى – أن لا تسلم، ولا يسلم عليك، ويُغرر الرجل بصلاته، فينصرف عنها وهو فيها شاك.).
910 - احْذروا الدنيا، فإنها خَضِرَةٌ حُلوةٌ.
911 - احذروا الدنيا خضرة حلوة، وإن الله عز وجل مُستخْلِفكم فيها, لينْظُرَ كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فِتْنة بني إسرائيل كانت في النساء. " الحذر من المغريات والانزلاق بالإغراءات أو الضغوط، التي يقدمها المفسدون، كقشر الموز، فينزلق به الفاسدون.."..
1058 - من غشنا فليس منا، والمكر والخداع في النار.
2294 – من آذى المسلمين في طرقهم، وجبت عليه لعنتهم. " التحذير والنهي عن العمل الرديء غير الصالح، الموجّه ضد المنفعة أو المصلحة العامة.. وهذا توجيه ينسحب ويسري على كل مكان وزمان، فلننظر إلى أوضاع طرقاتنا حالياً، فهل هي سليمةٌ بحسب اللغة أو في المصطلحات المعاصرة، وتُساعد في المحافظةُ على سلامة البيئة؟!."..
2631 – ما من عبد يسترعيه الله رعيةً يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته، إلاّ حرم اله عليه الجنة. وفي رواية ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح إلاّ لم يدخل معهم الجنة. [98] " تأكيد للمسؤولية العظيمة الملقاة على الأمراء والرؤساء والقادة، باعتبار الصلاحيات التي يختصون بها والسلطات الكبيرة التي يتمتعون بها تجاه الرعية ومرؤوسيهم، وباعتبارهم قدوة لهم في أعمالهم وسلوكهم.. لذا، ينذرهم رسول الله (، ويحذرهم بالحرمان من الجنة.. وهل هناك أسوأ من هذا المآل أو العقاب؟.. على أن هذا التوجيه عام ولا يقتصر على الأمراء فقط، وإنما يعمّ وينسحب على كل شخص مهما كان موقعه في مستويات الهرم الإداري.."..
3417 - إن الذي يشرب في إناء الفضة ( والذهب )، إنما يُجَرْجرُ في بطنه نارَ جهنم، إلاّ أنْ يتوب. " هذا التوجيه بالنسبة لماله الخاص.. فكيف إذا استعمل المال العام في مثل هذه الأمور؟، كما هو الشائع بين الإداريين.. فهو تحذير من التفاخر والتظاهر.. والأمر بعدم التبذير والتفاخر على حساب المال العام.."..
*
2 ) من صحيح مسلم
142 - ما من عبدٍ استرعاه الله رعيةً، يموت يوم يموت وهو غاشٌّ لرعيته، إلاّ حرّم الله عليه الجنة. وفي رواية: ما من أمير يلي أمر المسلمين، ثم لا يَجهدُ لهم وينصح، إلاّ لم يدخل معهم الجنة. " مسؤولية الرئيس كبيرة وخطيرة في آثارها إذا لم يراعها.."..
1605 _ من احتكر فهو خاطئ.
2706 – اللهم إني أعوذ بك من القبر ومن فتنة المحيا والممات.
2716 - اللهم إني أعوذ بك من شرَّ ما عملت، ومن شرِّ ما لم أعمل.
*
3 ) من صحيح البخاري
4894 - أتبايعوني على أن.... ولا تسرقوا.. " أليست السرقة من الأعمال الرديئة الشنيعة، التي نهى عنها r كأحد شروط صحة بيعة من يبايعه؟!."..
6435 – تَعِسَ عبدُ الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أُعطيَ رضيَ، وإن لم يُعط لم يرضَ. " الطمع والجشع وحب الخيلاء والمظاهر... تؤدي إلى الانحراف والفساد.. بادعاء التخلص من تعاسته!.."..
6772 - … لا يسرق ( السارق ) حين يسرق وهو مؤمن، ولا ينتهِبُ نُهْبَةً، يرفع إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن... "أليست السرقة من الأعمال الرديئة الشنيعة؟!"..
6784 – بايعوني…. ولا تسرقوا…
6809/6810 - ولا يسرق ( العبد ) حين يسرق وهو مؤمن... " السرقة من الأعمال الرديئة الشنيعة؟!"..
7451 – ما من والٍ يلي رعية المسلمين، فيموت وهو غاشٌ لهم، إلاّ حرم الله عليه الجنة.
*
خامساً ـ توجيهات أخرى
1 ) من سلسلة الأحاديث الصحيحة ـ الألباني
207 - كان يُغَيِّرُ الاسمَ القبيحَ إلى الاسمِ الحَسَنِ.
208 -208 - كان إذا سمع اسماً قبيحاً؛ غَيَّرّه، فمرَّ على قريةٍ يقال لها: عَفِرَة، فسمّاها: خَضِرَة.
247 – إذا أسلم العبدُ فحسن إسلامُه، كتب الله له كلَّ حستة كان أَزلَفها، ومُحِيت عنه كل سيئة كان أزلفها، ثم كان بعد ذلك القصاص: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعِ مِئةِ ضِعْفٍٍ، والسيئةُ بِمثلِها إلاّ أن يتجاوز الله عز وجل عنها.
265 - كان إذا رأى ما يُحِبُّ؛ قالَ: الحمد لله الذي بِنِعْمَته تَتِمُّ الصالحات، وإذا رأى ما يكْرَهُهُ؛ قال: الحمد للهِ على كلِّ حال.
311 - يردُ الناس ( كلهم ) النارَ، ثم يصدرون ( منها ) بأعمالهم، فأولهم كلمع البرق، ثم كمرِّ الريح، ثم كحَضْرِ الفرسِ, ثم كالراكب، ثم كشدِّ الرجال، ثم كمشيهم. " أهمية مآل العمل وقيمته أو تقييمه، وأثره بحسب نوعه ونفعه وجودته.. "
352 – البسْ جديداً، وعِشْ حميداً، ومُتْ شهيدا.
355 – مثل المؤمنِ مَثَلُ النَحْلةِ؛ لا تأكلُ إلاَّ طَيِّبَاً، ولا تصنع إلاّ طيِّبا.
362 – لا يحل للخليفة إلاّ قصعتان: قصعة يأكلها هو وأهله، وقصعة يٌطْعِمُها. " دعوة إلى قمة القناعة، فماذا عن الواقع من حولنا؟."..
438 – مالي وللدنيا؟! ما أنا والدنيا؟! إنما مثلي ومثل الدنيا كراكبٍ ظلَّ تحت شجرة ثم راح وتركها. " الحياة الدنيا قصيرة جداً.. والوقت ينقضي بسرعة.. وملكيته مؤقتة إذن، فإما أن نستفيد منه في أعمال صالحة حسنة نافع تزيد في حسناتنا، وإلاّ، فهو سائر في طريقه ويمضي دون استئذان ودون إرادتنا، ويُخلِّفنا وراءه نجرُّ أذيال الخيبة والندم.. [99] وتنطبق هذه الحاشية على الأحاديث 439 و1157 و 1473 للألباني و867 عند مسلم
439 - مالي وللدنيا؟! ما مثلي ومثل الدنيا، إلاّ كراكب سار في يوم صائف، فاستظل تحت ظلّ شجرة ساعةً من نهار، ثم راح وتركها.
471 – إن الشيطان قد أََيِسَ أن يُعبد بأرضكم هذه، ولكنه رَضيَ منكم بِما تَحقِرون.
513 – يا عائشة!! إيّاكِ ومُحقراتِ الأعمال ( وفي لفظ: الذنوب )؛ فإن لها من اللهِ طالباً.
545 - رخّص النبي r من الكذب في ثلاث: في الحربِ، وفي الإصلاح بين الناس، ....
592 - إن لكل أمةٍ فتنةٌ، وفتنةُ أمتي المالُ.
946 – لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيا أبلاه، وماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وماذا عمل فيم عَلِم.
1157 – كنْ في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل. " وليكن عملُك فيها مستهدفاً حياة الدار لآخرة.."..
1334 - لا تعجبوا بعمل أحد حتى تنظروا بما يختم له، فإن العامل يعمل زماناً من دهره، أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات ( عليه ) دخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملاً سيئاً، وإن العبد ليعمل زماناً من دهره بعمل سيئ لو مات ( عليه ) دخل النار، ثم يتحول فيعمل صالحاً، وإذا أراد الله بعبد خيراً استعمله قبل موته فوفقه لعمل صالح، (ثم يقبض عليه ). "
بخواتيمها.. الاستقرار والاستمرار على العمل الصالح والاستقامة مدى الحياة الدنيا.. فالمهم هو نوعية العمل، وليس مجرد العمل.. ولنتذكر أن العمل الصالح مطلوب ومقترن بالإيمان في القرآن الكريم.. "
1473 - اعبُدِ الله كأنك تراه، وكنْ في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل.
1468 – أيّكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله ما منا من أحد إلا ماله أحب إليه من مال وارثه، قال: اعلموا أنه ليس منكم من أحد إلا مال وارثه أحب إليه من ماله، مالك ما قدّمْتَ، ومال وارثك ما أخرت. " ما قدّمتَ من عمل صالح.. العمل الجيد مفيد لمن قام به و أثره أكبر من المال.. "
2202 - لِيَكْفِ أحدَكم من الدنيا خادم ومرْكب. " ما هو الواقع في البلدان النامية أو المتخلفة؟! بماذا اكتفى المسؤولون عن المال العام من أصحاب السلطة وأعوانهم؟!"..
2498 - ألا أُنَبِّئُكم بخياركم؟ خياركم أطولكم أعماراً إذا سدَّدوا. " ضرورة النظر إلى نتائج الأعمال والأنشطة وسائر التصرفات.. وأثرها على المدى الطويل.. على المدى الاستراتيجي.. "
2635 - إن الشيطان قد أيِسَ أن يُعْبَد بأرضكم هذه، ولكنه قد رضيَ منكم بما تَحقِرون.
2693 – يا عائشة! إن الله إذا أنزل سطوته بأهل نقمته وفيهم الصالحون، فيصابون معهم، ثم يبعثون على نيّاتهم ( وأعمالهم ). " يعمّ أثر الفساد على كل المجتمع، ولا يقتصر على الفاسد فقط.."..
2731 - يا عائشة! إياكِ ومحقرات الذنوب؛ فإن لها من الله طالباً.
2758 – قال: فيعرض عليهم أعمالهم، فإذا رأوا حسناً فرحوا واستبشروا وقالوا: وهذه نعمتك على عبدك فأتِمَّها، وإن رأوا سوءاً قالوا اللهم راجع بعبدك. " تقدير العمل الصالح.. " ) وقلْ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ… ( التوبة 9/105
2764 - إن الله يقول: أنا خيرُ شريكٍٍ، فمن أشرك بي أحداً فهو لشريكي! يا أيها الناس! أخلصوا الأعمال لله، فإن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلاّ ما خلص له، ولا تقولوا: هذا لله وللرحمِ، وليس لله منه شيءٌ! ولا تقولوا: هذا لله ولوجوهكم، فإنه لوجوهكم، وليس لله منه شيءٌ!. " العمل الخالص لله.. لا شك في أنه العمل الجيد المتقن في كل الاتجاهات والمجالات الدينية والدنيوية.. والله طيبٌ ولا يقبل إلاّ طيبا.."..
3046 - الراعي يرمي بالليل، ويرعى بالنهار. " البرمجة.. وترجيح العمل على بعض الشعائر الدينية.. كرمي الجمار.. "
3169 – اللهم! إني أسألك عملاً بالحسنات، وتركاً للمنكرات، وإذا أردت في قوم فتنةً وأنا فيهم، فاقبضني إليك غير مفتون.
3384 - خصال ستٌ؛ ما مِن مسلم يموت في واحدةٍ منهنَّ؛ لاَّ كانت ضمناً على الله أن يدخله الجنة:
4 – توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد لصلاته، فإن مات في وجهه، كان ضامناً على الله. الألباني " الوضوء الحسن الصحيح المتقن يضمن به الله عزَّ وجلَّ للعبد المؤمن دخول الجنة.. فهل هناك أسمى وأرفع من هذه المكافأة والضمان؟.."..
3959 – إذا أحسن أحدكم إسلامه، فكل حسنة يعملها تُكتب له بعشر أمثالها، إلى سبع مئة ضِعف، وكل سيئة يعملها تُكتب له بمثلها، حتى يلقى الله عز وجل. " مما يعني في الإدارة أن ترتبط زيادة الأجر والرواتب والتعويضات والمكافآت والحوافز المعنوية والمادية بشكل إيجابي وطردي مع الأداء الحسن الجيد.."..
*
2 ) من صحيح مسلم
49 - من رأى منكم منكراً فليُغيّرُه بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. "أليس كل منكر عمل سيء رديء؟، ويتوجب علينا تفاديه ومقاومته ومكافحته بكل وسيلة وأسلوب؟.. وأوجز أو أُكرر ما ورد في التمهيد والتقديم، التوجيه النبوي في هذا الحديث الشريف في نقطتين: أ - أن كلمة " منكراً " جاءت بصيغة النكرة غير المعرّفة، مما يقتضي اعتبارها تشمل مقاومة كل أشكال العمل الرديء المضرّ في جميع المجالات والميادين والأنشطة الخاصة والعامة، التعبدية والدنيوية، والامتناع عن اقترافها.. ب ـ إن المصطفى r يوجهنا إلى أساليب المقاومة والمكافحة وأشكالها.. * بيده.. فمن كان صاحب سلطة وصلاحيات، فعليه أن يستعملها لتفادي العمل المنكر الرديء ولتغييره إلى عمل معروف.. * بلسانه.. وإذا كان كاتباً وداعية وصاحب قلم، فعليه أن يقاوم المنكر من الأعمال والأفعال والخدمات والعلاقات، وأن يسعى لتجنبه وتغييره، في كل ما يكتبه وفي كل ما يدعو إليه وفي جميع ما يقوله وينشره.. * بقلبه.. وإذا لم يكن صاحب سلطة، أو صاحب قلم، فيتوجب عليه أن لا يقترف " منكرا "، في تصرفاته وأعماله وخدماته التي يجريها..
وهذا يعني أن مقاومة المنكر ومكافحته، سنةٌ واجبةٌ عينيةٌ على كل عبد مؤمن.."..
120 - ..أما من أحسن منكم في الإسلام فلا يؤاخذ بها، ومن أساء فيؤاخذ في عمله..
867 _ بُعِثتُ أنا والساعة كهاتين. ( ويقرن بين أصبعيه، السبابة والوسطى. ). " ) وما هذه الحياة الدنيا إلاّ لهْوٌ ولعِبٌ وإن الدار الآخرة لهي الحَيَوان لوْ كانوا يعلمون. ( العنكبوت 39/64 "
1055 – اللّهم اجعل رزق آل محمد قوتاً. " قمة القناعة، والرضا.. "
2564 - إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن إلى قلوبكم وأعمالكم. " الاستقامة تنبع من القلب، وتصدقها الجوارح.. "..
*
3 ) من صحيح البخاري
4948 -… قال: أما أهل السعادة فيُيَسّرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشقاوة فَيُيَسّرون لعمل أهل الشقاوة. ثم قرأ ) فأما من أعطى واتقى. وصدَّق بالحسنى. ( " المؤمن ينشرح صدره لأمثاله ممن يعملون صالحاً.. والعكس صحيح.. "
6514 - يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله. " فيحاسب على عمله، جيداً كان أم سيئا.. "
6425 - … فو الله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تُبسط عليكم الدنيا كما بُسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتلهيكم كما ألهتكم. " أفقدتهم الصواب وألهتهم عن الحكمة والرشد، وتسابقوا على الأمور المادية.. وأصبحوا سفهاء في إدارة شؤونهم وتصريف أمورهم.. "..
7298 - إني اتخذتُ خاتماً من ذهب. فنبذه، وقال: إني لن ألبسه أبدا. فنبذ الناس خواتيمهم. " القدوة، والأسوة، بالزهد والبساطة والقناعة.."..
* * *
12 ـ صفوة القول
أصل بعون الله رب العاملين إلى قول كلمة أنهي بها هذه الدراسة.. ولن أطيل، وأكتفي بالآتي..
1 ) الرباعية التي أوردتها في التمهيد والتقديم:
* الأوامر الإلهية.. * فطرتنا كبشر ومصلحتنا الذاتية.. * ترشيد الإدارة.. * الجودة..
فهي، بحسب إمكاناتي ومعرفتي واجتهادي، متكاملة، وتعني:
أ ـ أن الأوامر والتوجيهات الشرعية، توجب على العباد، والمؤمنين خصوصاً، إجادة وإتقان وإصلاح أعمالهم وأفعالهم وأقوالهم وسائر تصرفاتهم وما يقدمونه من أشغال وخدمات..
ب ـ والتجويد للنجاح والتفوق نابع من الطبيعة الخيرة لكل إنسان سويّ عاقل وفطرته..
ت ـ وتحقيق الجودة، مصلحة ذاتية لكل فرد وجماعة، قبل أن يكون شرطاً خارجياً..
ج ـ وتنظيم الإدارة ورُشدها، من شأنه أن يضمن لنا تحقيق الجودة، حسب الاشتراطات الوضعية الأجنبية المعاصرة..
2 ) وآمل أن يكون حديثي البسيط قد أوصل القارئ العادي، وأصحاب العلاقة من الأفراد والجماعات على تنوع أنشطتهم، وسائر الجهات، والسلطات المعنية، إلى فهم هذه الرباعية، وإلى قناعة بأن الموضوع هام وجسيم وخطير، والمواجهة معه حتمية فالآجال والمهل قصيرة في عمر المجتمعات والشعوب، وكلُّ آتٍ قريب..ذلك أنه كما أوردت في التمهيد والمقدمة، إن تحقيق أي موضوع يمرّ بمراحل متسلسلة كالأتي: * فهم الموضوع.. * القناعة به وبجدواه.. * الرغبة في تحقيقه ووجود الإرادة والعزم على ذلك.. * التخطيط له.. * وتوفير المستلزمات المتنوعة للتنفيذ، الإدارية والبشرية والمادية والتقنية وغيرها.. * التنفيذ... * المتابعة.. * التقييم الدوري للتنفيذ..
3 ) وآمل أيضاً أن نكون جميعاً من عباد الله الصالحين، الذين يكرمهم رسول الله المصطفى (، بالسلام عليهم، في كل صلاة يقيمها جميع المؤمنين المصلين، في كل زمان ومكان.. { التحيات لله، والصلوات الطيبات والسلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين. }..
4 ) وآمل في إيضاح جوانب هذه الرباعية والحديث بشكل دائم عن موضوع الجودة بلغة عربية مبسطة، مفهومةً ومقْنِعَة..
5 ) وأتمنى على السلطات المعنية أن تحدث، في أقرب وقت:
* الجهات الرسمية المعنية بالإرشاد والدراسة والتنظيم ومنح الشهادات؛
* وتلك المعنية بالمتابعة للتأكد من استمرار التجمّعات أو الشركات أو الأفراد، الذين مُنحوا شهادة جودة، في تطبيق متطلبات هذه الشهادة..
6 )وأُكرر دعوتي إلى الراسخين في العلم والدعاة من علماء الدين الإسلامي، ومن علماء الكون والطبيعة، الذين ينطبق عليم قوله تعالى ) … إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء.. ( فاطر 35/28.. لكي يدرسوا بتفصيل مدلولات آيات الله سبحانه، التي تتصل بالخلْق، والمخلوقات كافة، وتكوين الإنسان، والكون والفلك، وكل الظواهر والآيات الربانية.. وهي كثيرة جداً في القرآن الكريم، دستور الدين الإسلامي.. وليسلطوا،كلٌّ بحسب تخصصه، الضوءَ ساطعاً على إبداع الله جلّ وعلا وكمال صنعه الدقيق المحكم في كل شيء في الوجود.. كما أكرر قول د. محمد راتب النابلسي في الصفحة 7 من مقدمة موسوعته أسماء الله الحسنى، إن الله جلّ جلاله أمرنا أن نتفكر في خلْقه وهذه آياته الكونية، أن ننظر في أفعاله وهي آياته التكوينية، أن نتدبّر في كتابه وهي آياته القرآنية..
وبهذا، نخطو إلى الأمام نحو المدنية والحضارة، ويُستكمل موضوع الجودة ويَستنفذ أبعاده كلها، ويقتنع الجميع بأنه ليس موضوعاً جديداً مفروضاً علينا من قبل جهات أجنبية ذات مصالح، وإنما نحن مأمورون به شرعاً وملزمون به منذ 14 قرناً، ونحقق به مصالحنا، المحلية والخارجية، ورّشد إداراتنا..
والحمد لله ربِّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الأنبياء والمرسلين وآلِه وصحبِه أجمعين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
* * *
[1] مصدر ما طبع بين قوسين ( ) تفسير وبيان مفردات القرآن، د. محمد حسن الحمصي، دار الرشيد ـ دمشق، بيروت
[2] مصدر ما طبع بين قوسين / / تفسير الجلالين، الطبعة السادسة 1411 هـ 1991 م دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق
[3] ص 804، 806 موسوعو د. نابلسي
[4] [4] مصدر ما طبع بين قوسين × × موسوعة أسماء الله الحُسنى، بأجزائها الثلاثة ـ د. محمد راتب النابلسي ـ دار الكتبي للطباعة والنشر والتوزيع ـ دمشق حلبوني، جادة ابن سينا ـ الطبعة الثانية 1424هـ 2004م..
[5] ص 1337 من موسوعة د. النابلسي
[6] ص 1343 من موسوعة د. النابلسي
[7] سأخصص لها عنواناً خاصاً في هذه الدراسة
[8] ص 979 من موسوعة د. النابلسي
[9] ص 355 موسوعة د. النابلسي، ويقصد تعريبفات أسماء الله الحُسنى
[10] ص 14 موسوعة د. النابلسي
[11] تعتبر الأعمال الصالحة أعم وأشمل من الأعمال الجيدة أو المجودة.. علماً بأن كلمة " الجودة " التي شاع استعمالها للتعبير عن الكلمة الأجنبية quality لا توجد في قاموس Al Mawrid Al Qareb ،، Ba albaki,s Pocket Dictionary ba قاموس جيب، إنكليزي ـ عربي؛ دار العلم للملايين، بيروت 1979 الذي ترجمها بالكلمات التالية: خاص، خاصة، نوع، نوعية، وصف، صفة، كيفية، منزلة رفيعة..
[12] سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 771
[13] سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 1815
[14] سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 52
[15] ص 1405 من موسوعة د. النابلسي
[16] ص 1408 من موسوعة د. النابلسي
[17] كتاب: الجودة الشاملة في العمل الإسلامي، الطبعة الأولى 1421 هـ 2000 م ـ ملتزم الطبع والنشر ـ دار الفكر العربي، مدينة نصر، القاهرة
[18] كما فعلت قبل ذلك، حين ألَّفت مع الزميلة الآنسة عنان شيخ الأرض كتب: * الإدارة الرشيدة، عام 1423هـ 2002م الصادر عن دار الفكر، دمشق. * قطوف إدارية من القرآن الكريم، عام 1424هـ 2003م الصادر عن دار الفكر، دمشق. * سلوكيات إدارية من الأحاديث الشريفة، عام 1426هـ 2006م الصادر عن دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق..
[19] أوردت عدداً من فقرات التحقيق في قسم حول الجودة عموماً.. تحت الاهتمام بالموضوع
[20] ألا يجدر بنا ترتيب البيت الداخلي بالأفضلية الأولى؟!.
[21] ألا يجدر بنا ترتيب البيت الداخلي بالأفضلية الأولى؟!.
[22] في العام 2003، وخلال مؤتمر شارك فيه ممثلون عن 17 دولة عربية، على ما أذكر، عقدته في دمشق المنظمةُ العربية للتنمية الإدارية، اقتصر أحد الدكاترة المحاضرين، أستاذ جامعة، وتحت عنوان: أصل الجودة في الإسلام.. على ذكر آية كريمة واحدة! ) وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ. ( التوبة 9/105.. فأبديت في مداخلتي استغرابي للنقص الفادح الذي عرضه المحاضر، فالإسلام أوسع وأشمل مما ذكره بكثير، قفي القرآن الكريم توجد أكثر من 70 آية تقرن الإيمان بالعمل الصالح، وذكرتُ وقتئذ الحديث النبوي الشريف [ إن الله يحب أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه. ].. وأشرت إلى الاجتهاد الإسلامي على مدى 14 قرناً.. ثم رجعت بعدها إلى القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.. فوجدت، آيات كريمة وأحاديث شريفة كثيرة تتصل بالجودة.. ولخصت الموضوع بهذه " الرباعية " بإضافة أوامر الشريعة الإسلامية، وفطرة الإنسان الخيرة، إلى عناصر الثالوث الذي كنت صغته منتصف تسعينات القرن العشرين.. وقد كتبت ذلك في رسالتي إلى اللجنة الوطنية للجودة في تعقيبي على وقائع المؤتمر الذي عقدته مطلع تشرين الأول 2003..
[23] م. محمد شيرين الكردي، ص 9 و 18 مرجع سابق
[24] كتاب: تنظيم الجودة الحديثة، في مجال تصنيع الغذائية ص 12 و 13 ـ دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع ـ القاهرة
[25] ص 1846 من موسوعة د. النابلسي
[26] ص 7 من مقدمة الموسوعة
[27] المصدر : القرآن الكريم، مصحف التجويد – الطبعة الأولى 1402 مؤسسة الإيمان – بيروت، الضاحية، شارع عبد النور ص ب 6334/113 الصفحة 609 د. محمد حسن الحمصي
[28] المنجد في اللغة والإعلام ـ دار الشرق ـ بيروت ـ الطبعة 22
[29] المصدر : القاموس المحيط ـ فيروز أبادي ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت، الطبعة الأولى 1986
[30] المرجع: هداية الرحمن في تجويد القرآن، لفضيلة الشيخ عبد الوهاب الحافظ الملقب بدبْس وزيت، رحمه الله.. تالية لما ورد في مجلد " القرآن الكريم " وبهامشه كلمات القرآن، تفسيرٌ وبيان.. الطبعة الأولى ـ دار الإعلام ـ دمشق.. ص ب 11048
[31] المرجع: من كُتيب تيسير أحكام التجويد ـ د. يحيى الغوثاني ـ مكتبة دار الغوثاني ـ دمشق ـ طبعة ثانية 1424هـ 2003م
[32] المرجع: مختار الصحاح، للرازي
[33] المصدر: المورد ـ قاموس إنكليزي – عربي ـ تأليف منير بعلبكي ـ دار العلم للملايين ـ بيروت ـ الطبعة الأولى ـ 1967 القريب، قاموس جيب عربي ـ إنكليزي، د. روحي البعلبكي ـ دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الثامنة أيلول 1998؛ وقاموس Mawrid Qareb Al ،، ،، Ba albaki,s Pocket Dictionary قاموس جيب إنكليزي عربي، دار العلم للملايين، بيروت 1979
[34] مرجع سابق، ص 23
[35] مرجع سابق، ص 30
[36] كتاب: إدارة الجودة الشاملة وخدمة العملاء ص 15 دار صفاء للنشر والتوزيع ـ عَمَّان ـ الطبعة الأولى 2006م 1426هـ وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف لم يُخصص سوى صفحة ونصف فقط من الكتاب التي تزيد صفحاته عن 250، تحت عنوان الجودة الشاملة في الإدارة الإسلامية.. في ص 34 و 35.. كما لم يُخصّص لمرحلة العصور القديمة سوى صفحتين.. ص 50 و 51.. ووصف في ص53 إدوارد ديمنج بـ " أبو الجودة "..
[37] مرجع سابق ص 26 و 27
[38] كتاب: دليل عملي لتطبيق أنظمة إدارة الجودة – الأيزو 9000 دار الفكر المعاصر، بيروت، لبنان ـ دار الفكر، دمشق، سورية ـ الطبعة الأولى 1419هـ 1989م
[39] ما وُضع بين قوسين على هذا الشكل × × مأخوذ من موسوعة أسماء الله الحُسنى، 3 محلدات ـ د. محمد راتب النابلسي ـ دار الكتبي للطباعة والنشر التوزيع ـ دمشق، حلبوني، جادة ابن سينا ـ الطبعة الثانية 1424 هـ 2004م
[40] هذه الجمل والفقرات من الصفحات 344، 345، 346، 348، 352، 364، 474، 478، 605، 607، 620، 971، 973، 976، 977، 1682، 1684، 1686، 1687، 1688، 1692، 1847 من موسوعة د. النابلسي
[41] ما وضع بين قوسين على هذا الشكل ( ) مأخوذ من مجلد تفسير وبيان مفردات القرآن مع فهارس كاملة ـ إعداد د. محمد حسن الحمصي ـ الناشر دار الرشيد، دمشق ـ بيروت، ومؤسسة الإيمان، بيروت. 1405 هـ 1984 م
[42] ما وضع بين قوسين على هذا الشكل " " يعبّرُ عن رأي الدارس
[43] سآتي تحت هذا العنوان على معلومات، اطلعت عليها منتصف تسعينات القرن العشرين، وأوردتها في دراسة لي عن منظمة " الغات " وعن "الجودة "، نشرت عام 1997 في مجلة " الإداري " التي تصدر عن دار الصياد في لبنان، في أعداد أشهر شباط، آذار، نيسان.. وتباعاً في منتصف تسعينات القرن العشرين في جريدة "الثورة " السورية.. وضمنها مشكوراً د. طاهر قدّار كتابه: المدخل إلى إدارة الجودة الشاملة والإيزو 9000.. لاعتقادي بأنها معلومات، وإن ظهرت قديمة بعض الشيء، فمحتوياتها ما نزال سارية ومفيدة للقارئ عموماً ولأصحاب العلاقة والمصلحة.. علماً أضفت إلى هذه المعلومات كثيراً من الأخبار والتعليقات التي استجدت بعد ذلك..
[44] مؤلفه د. طاهر رجب قدّار ـ مؤسسة الإسكان العسكرية ـ مديرية التصنيع ـ دمشق 1995.
[45] أقامها مركز الدراسات والبحوث العلمية والمعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، بالتعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي jika
[46] أقامتها وززارة الصناعة ومركز تطوير الإدارة والإنتاجية، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية ومنظمة العمل العربية..
[47] أقامتها وزارة التموين والتجارة الداخلية
[48] أقيمت بالتعاون بين وزارة الصناعة وغرفة صناعة دمشق..
[49] أجراها الاتحاد العربي للإسمنت، بمشاركة 20حكومة عربية وممثلين عن القطاعين العام والخاص..
[50] أقامتها وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، والمجلس العلمي للصناعات الدوائية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمركز التقني الألماني للتطوير.
[51] أجرتها غرفة تجارة دمشق، بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجا ـ جامعة الدول العربية، معهد الإنتاجية والجودة
[52] يصدرها المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا
[53] مجلة الصناعة ـ العدد 84 تشرين الأول 1996
[54] وأعتقد أن هذا الاهتمام قد خبا بعد ذلك..
[55] جريدة الثورة 25/4/1996 ـ لينا ريا
[56] المدير الفني في هيئة المواصفات والمقاييس السورية..
[57] مدير عام الشركة العربية لصناعة الاسمنت، شركة مشتركة سورية أردنية، جريدة الثورة 17/5/1996 ـ محمد أحمد
[58] مقدمة تعليق محمد أحمد فب جريدة الثورة 8/9/1996
[59] جريدة الثورة 4/1/1997
[60] نشرة " الجودة " رقم 3 آذار 1996 الصادرة عن المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا
[61] جريدة الثورة 22/10/1997
[62] جريدة البعث 22/4/1996 عواطف منصور
[63] في ندوة غرفة صناعة دمشق ـ أيلول 1996
[64] جريد الثورة 25/4/1966 لينا ريّا
[65] جريدة البعث 23/4/1966 ـ التحقيقات
[66] جريدة البعث 22/4/1996 توصية، في اختتام الندوة الوطنية حول مبادئ وتطبيقات المعايير الدولية في إدارة وضمان الجودة الإيزو 9000 التي أقامتها غرفة صناعة دمشق
[67] جريدة الثورة 25/4/1996 ـ لينا ريّا
[68] النشرة الدورية " للجودة " رقم 4 أيلول 1996، للمعهد العالي للعوم التطبيقية والتكنولوجيا
[69] جريدة الثورة 6/1/1996- ناديا صباغ، وأضيف: بضرورة اعتبار المواجهة مستمرة ودؤوبة، تصدر عن قناعة بمصالحنا، بحيث لا تكون اهتماماتنا الحالية، كسحابة صيف أو دخان، أو " موضة "، ما تلبث أن تنقضي دون تحقيق مصلحة!. وأعتقد في 2008 شبه نسينا الموضوع!.
[70] محاضرة تفعيل العملية الإبداعية عن طريق حلقات الجودة، الندوة الوطنية للإبداع والإختراع 1- 3/4/1996- وزارة التموين والتجارة الداخلية
[71] د. طاهر قدّار
[72] د. يحيى الهندي ـ ود. طاهر قدّار
[73] كتيب د. طاهر قدّار
[74] د. يحيى الهندي
[75] د. يحيى الهندي، ود. طاهر قدّار ت مصادر سبق ذكرها، م. أيمن المنوفي، محاضرة في ندوة: دور الإدارة في زيادة الإنتاج كماً ونوعاً
[76] أنظر العنوان: حول الإدارة والتنمية الإدارية في هذه الدراسة
[77] د. رفاعي محمد رفاعي، مجلة العلوم الاجتماعية ـ جامعة الكويت – عدد 4 – المجلد 12 – شتاء 1984 بعنوان: فلسفة الإدارة اليابانية في إدارة الموارد الإنسانية، ما الذي يمكن أن تتعلمه الإدارة العربية منها؟.
[78] ص 3967 الجزء السادس ـ في ظلال القرآن ـ سيد قطب
[79] ص 3953 الجزء السادس ـ في ظلال القرآن ـ سيد قطب
[80] مصدر ما طبع بين ( ) تفسير وبيان مفردات القرآن، د. محمد حسن الحمصي، دار الرشيد ـ دمشق، بيروت
[81] مصدر ما طبع بين / / تفسير الجلالين، الطبعة السادسة 1411 هـ 1991 م دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع ـ دمشق
[82] : الكتاب المقدس – العهد الجديد، الطبعة الرابعة؛ الإنجيل – أعمال الرسل – الرسائل – الرؤيا؛ منشورات المطبعة الكاثوليكية – بيروت 1969؛ الصفحة 784 و 785
[83] أكد القديس بولس في رسالتين أن الإنسان لا يخلص بأعماله بمعزل عن الإيمان بالسيد المسيح، بيد أنه ذكر غير مرة أن الإيمان بيسوع من غير العمل بما علّمه لا يُجدي نفعاً، لأنه لمن نال نعمة الإيمان من أن يعمل بشريعة المحبة لله وللقريب. وقال السيد المسيح إنه لا يكفي للإنسان أن يقول ربّ! ربِّ! بل يجب عليه أن يتم مشيئة الأب السماوي.
[84] موسوعة د. النابلسي: أسماء الله الحسنى
[85] ص 10 من تمهيد، موسوعة د. النابلسي
[86] موسوعة د. النابلسي الصفحات 722، 724، 725، 726
[87] ص 794 موسوعة د. النابلسي
[88] موسوعة د. النابلسي ص 795
[89] موسوعة د. النابلسي ص 797
[90] موسوعة د. النابلسي ص 801،805
[91] موسوعة د. النابلسي ص 1185، 1190، 1197، 1198
[92] يرجى أيضاً النظر فيما ورد تحت عنوان: حول الجودة لغةً واصطلاحاً..
[93] سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها ـ محمد ناصر الدين الألباني ـ مكتبة المعارف للنشر والتوزيع ـ الرياض، المجلدات: الأول، الثاني، الثالث، الرابع، الخامس، السادس، السابع.
[94] هو ما فُصل من اللبن من أولاد البقر
[95] صحيح مسلم ـ الإمام أبي الحسين مسلم الحجّاج القشيري النيسابوري، تدقيق محمد فؤاد عبد الباقي ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، لبنان ـ المجلد الأول، الثاني، الثالث، الرابع.
[96] صحيح البخاري ـ محمد بن إسماعيل البخاري ـ دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، لبنان ـ الطبعة الأولى 1422 هـ 2001م
[97] عن ابن إسحاق قال: سمعت البراء يقول: أتى النبي r رجل ( من الأنصار ) مُقنع بالحديد، فقال: يارسول الله، أُقاتل أو أُسلم؟ قال: ( لا، بل ) أسلم ثم قاتل. فأسلم ثم قاتل فقُتل، فقال r: فذكر الحديث.
[98] أخرجه مسلم، وقد مضى من رواية أحمد وغيره برقم 1754
[99] يقول مثل شعبي تركي: الدنيا عبارة عن نافذة، كل آتٍ " مخلوق "
Dabas Management
1155 Camino Del Mar
Suite 411
Del Mar, CA 92014
ph: 8583536567
fax: 8587949545
alt: 8587949545
ahmadada